لا يُمكن الاختلاف على أهمية المسابقات الشعرية -وعلى رأسها برنامج مسابقة شاعر المليون- التي أُنتجت في السنوات الأخيرة ودورها الكبير والمؤثر في منح الشعر الشعبي وشعرائه أضواء إعلامية تُضاهي الأضواء الممنوحة لنجوم الفن والرياضة والسياسة، فعلى مدى عقود من الزمن ظل الاهتمام بالشعراء الشعبيين ضئيلاً ومقصوراً على المجالس وبعض المُناسبات التي يحضر فيها الشاعر الشعبي كضيف شرف يُمكن الاستغناء عنه أو استبداله بأي مُبدع آخر في أحد الفنون، إلى أن جاءت تلك المسابقات ووضعت الشعر الشعبي في مُقدمة الفنون التي تجذب انتباه المتلقين. لكن تلك المسابقات أو القائمين عليها أسهموا إسهاماً مُباشراً في إفراز بعض السلبيات التي شوهت سُمعتها وصورة الشعر الشعبي أيضاً، وأبرزها توجيه الشعراء لكتابة القصائد التي تتغنى بمجد القبيلة لحصد أصوات المشاهدين، وقد أعلنت لجنة إحدى المسابقات الشعرية التي أُقيمت مؤخراً بأنها استبعدت 10 آلاف قصيدة من أصل 24 ألف قصيدة لتضمنها على أبيات قد تؤدي لإثارة نعرات قبلية، وهذا الرقم الضخم يدل دلالة مؤكدة على ترسُخ فكرة أن الجدير بالفوز بجائزة المسابقة هو الأقدر على استثارة مشاعر الحمية لدى أبناء العشيرة أو القبيلة، وأن الإبداع الشعري لا يكفي وحده للوصول إلى القمة الشعرية ونيل لقب المسابقة. فتحوَّل التنافس في تلك المسابقات من قصائد الشعراء المبدعين إلى التنافس بين القبائل في دعم شعرائها بعض النظر عن إمكاناتهم الشعرية، وهذا الأمر لا يعني –كما يُصور البعض- أن الشعر الشعبي هو الذي يدعو لإحياء العصبيات القبلية، بل إن القائمين على تلك المسابقات هم من أسهم في توجيه الشعراء لكتابة هذا النوع من الشعر بهدف استثماري بحت، وقد أحسن القائمون على بعض المسابقات حين تداركوا هذه السلبية باستبعاد القصائد التي تتطرق للقبيلة أو الاستغناء عن نظام التصويت والاكتفاء بتقييم لجنة التحكيم للشعراء المشاركين، مما يعني إحياء الإبداع الشعري وقتل التعصب القبلي في هذه المسابقات. أخيراً تقول المبدعة عيوف: ياللي بديت إطلالتك ب إبتسامه يالله عساها ما تغيب ابتسامتك يا كبر فرحتنا رجعت بسلامه فرحه ماهي فالمكرمه في سلامتك نفخر بحبك فخر عز وكرامه هاماتنا مرفوعه بعز هامتك