يرى شيخ المعلقين وعميد النقاد الرياضيين الأستاذ محمد بن عبدالرحمن رمضان (80 عاماً) ان نهائي اليوم على كأس سمو ولي العهد بين الوحدة والهلال يحمل معاني تاريخية عريقة وذكريات لا تنسى بالنسبة له شخصياً عندما علق لإذاعة «طامي» على أول مواجهة جمعت الفرسان بالزعيم في أول نهائي لكأس الملك عام 1381ه بملعب الصايغ بالرياض. وقال (أبو مريم) للصفحة وهو يسترجع ذكريات أحداث عاشها في شبابه قبل نصف قرن: «في ذلك الوقت لم يكن هناك إذاعة ولا تلفزيون واستطاع المواطن العبقري (طامي) رحمه الله بمجهوداته الذاتية العبقرية نقل ذلك النهائي في آخر ربع ساعة من المباراة.. وتسألني كيف نجح في نقلها بصوتي لا أدري؟! لقد جاء بسيارته المتواضعة لملعب الصايغ وعمل توصيلاته الكهربائية واستطاع ان يدخل التاريخ بهذا النقل المباشر وان كان لفترة لا تتعدى 15 دقيقة وكسب شعبية كبيرة جداً على إثرها وحقيقة استغرب كيف لم تكرم وزارة الثقافة والإعلام هذا المواطن العبقري ولم يطلق اسمه على أحد شورع مدينة الرياض. أتذكر آنذاك ان البث الإذاعي كان محصوراً على إذاعة أرامكو في المنطقة الشرقية وحتى خريص فقط إضافة إلى إذاعة مكةالمكرمة وكانت تبث لخمس ساعات في اليوم وسبقت تلك الفترة بالتعليق على المشاركة السعودية في الدورة العربية بلبنان عام 1957م والدورة العربية في المغرب أوائل الثمانينيات الهجرية كنا نسجل ونرسل الأشرطة بطائرة داكوتا إلى جدة من بيروت والدار البيضاء عن طريق القاهرة - تونس - الجزائر . أنا هلالي منذ نصف قرن.. وأمنيتي خسارته الليلة! وانتقل الرمضان بدفة حديث ذكرياته عن المباراة النهائية بين الهلال والوحدة عام 1381ه على كأس الملك قائلاً: آنذاك كانت الوحدة بكل المقاييس أفضل فنياً من الهلال واليوم وبعد (51) عاماً ها هو التاريخ يعيد نفسه وبات الهلال اليوم الأفضل والأقوى بمراحل من الوحدة وأتذكر تشكيلة الوحدة في تلك المباراة التاريخية مكونة من: صدقة سلطان (حارس) وفي الدفاع عثمان احمدوه (رحمه الله) وشهرته (الذلول) ولقب بهذا لضخامة جسمه.. والظهير الأيسر تحسين فطاني (رحمه الله) وشهرته (الحبشي) وقلب الدفاع عبدالرحمن الجعيد (رحمه الله) كان يسمى السد العالي ولم يكن لاعباً عادياً بل عملاق في أدائه وفي جسمه وتميز بقوة التسديد وإجادته التهديف من مسافات بعيدة مثل مدافع النصر في الثمانينات (عثمان بخيت) ويهابه الحراس. ثقة الفرسان هزمتهم بثلاثية رجب.. وأتوقع أن يعيد التاريخ نفسه اليوم وفي وسط الوحدة لعب سليمان وأحمد بصيري (اخوان) ومحمود أبو داود الأخ الأكبر للكابتن عبدالرزاق أبو داود وحسن دوش لاعب وسط متقدم وهو الذي سجل هدف الوحدة الأول في الهلال وأضاف الهدف الثاني الجعيد من ضربة حرة من مسافة بعيدة وفي الهجوم حسن باز (رحمه الله) وسليمان مطر (الكبش) والجناح الشمال خضر علي وشهرته (كأس البر). وأتذكر تقدم الهلال بالنتيجة ثم تعادلت الوحدة فعاد الهلال ليتقدم ثم تعادلت الوحدة وبعدها حُسم الموقف ب (هاتريك) مهاجم وهداف الهلال الراحل رجب خميس (رحمه الله) وكان يلقب «رجب كرته». شيخ المعلقين محمد رمضان وأتذكر ان الهلال أقام حفل عشاء للوحدة في إحدى المدارس بشارع الخزان وألقيت في الحفل كلمات ارتجلها بدر كريم والمرحوم محمد الشعلان والشيخ عبدالرحمن بن سعيد وأقاموا معسكرهم في منزل عضو الشرف الوحداوي ومدير مكتب الخطوط السعودية في الرياض المرحوم عبدالله المنيعي. وحين استقبلنا الوحداويين في مطار الرياض لدى وصولهم دار بيننا حديث باعتباري من أبناء مكةالمكرمة وأدرس في جامعة الملك سعود آنذاك ولمست منهم استهتاراً كبيراً بالفريق الهلالي الذي يصل النهائي لأول مرة وقالوا لي: انت تمجد هلالك فأجبتهم: أنتم أكثر خبرة وتمرساً في البطولات وأكثر فنيات ولديكم مدرب كبير (مصري لا أتذكر اسمه) في حين كان يدرب الهلال الوطني حسن سلطان (رحمه الله). الشيخ عبدالرحمن بن سعيد وبدأت المباراة بتراخٍ كبير وراقب الجعيد مبارك عبدالكريم وتركوا رجب خميس الذي استغل ذلك بتسجيل ثلاثة أهداف هلالية حسمت أول بطولة للأزرق وقاد المباراة الحكم السوداني محمد الطريفي وأتذكر كلمة عبدالرحمن بن سعيد رئيس الهلال آنذاك في حفل تكريم الوحدة بعد المباراة حين قال: (الرياضة فوز وهزيمة وخسارتكم اليوم كبوة فرس أصيل وفوزنا بشرى خير للهلال بأول بطولة في تاريخه وفرحتنا كبيرة ان نأخذ الكأس من أمام فريق كبير بحجم ومكانة الوحدة والكرة ما فيها كبير ولا صغير). حقيقة كانت كلمة مؤسس ورئيس الهلال في ذلك الحفل راقية جداً ورائعة من قامة عملاقة تقدر الرياضيين عامة. ولكن نادي الشباب يملك أكبر قاعدة جماهيرية في الرياض قبل مباراة الكأس 81ه وبعد الفوز الهلالي على الوحدة تحول ذلك الجمهور لتشجيع الهلال وأصبحت له قاعدة شعبية كبيرة وأتذكر مطلع قصيدة لشاعر هلالي جادت بها قريحته بعد الكأس الأول قال فيها: فاز الهلال وتطور من بد كل النوادي... وأصبح غريم مدور للوحدة والاتحادي وبالنسبة لمباراة اليوم فالهلال هو الأقوى بكل المقاييس وكل الأمور تسير لصالحه الا إذا أفرط لاعبوه في الثقة فقد تدور عليهم الدائرة بعد نصف قرن وتنعكس الأمور كما كانت حال الوحدة عام 81ه. وفي نهاية حديث ذكريات أبو مريم سألته: من تتمنى له الفوز هذا المساء.. الهلال الذي نشجعه وعملت فيه في الثمانينيات الهجرية أم وحدة مكةالمكرمة مسقط رأسك؟ فأجابني: أتمنى الفوز للوحدة فأنا مولود في مكة وأتمنى ان تحقق البطولة لأن الهلال متخم بالبطولات ومانيل المطالب بالتمني فأنا أعرف ان إمكانات الوحدة لا تقارن بالهلال. أول رئيس ذهبي للوحدة الشيخ كامل أزهر مع أول كأس للملك في لقطة للتاريخ 1377ه (وفي الاطار أزهر في اخر صورة له قبل وفاته)