"ذل بالنهار" و"هم بالليل" هكذا يعيش شريحة كبيرة من الرجال، تكسر الديون عزة نفوسهم بالنهار، وتؤرق نومهم وراحة بالهم في الليل، لا أحد يشعر بهم سوى أنفسهم، حيث يلجؤون إلى إخفاء "همومهم" وديونهم" عن شركائهم في الحياة، حتى لا يعيشوا التفكير المتعب معهم، ورغم ذلك تكتشف الزوجات ما يخبئه أزواجهن، ويتضح ذلك من خلال حالات "البؤس" و"التفكير" و"التقلب" على السرير للزوج، الأمر الذي يبرهن أن وراء "التفكير" ما وراءه!. متفاهمان جداًّ تقول "كوثر إبراهيم": إنني وزوجي متفاهمان جداًّ ونصارح بعضنا البعض بكل صغيرة وكبيرة، مضيفةً أن على زوجها دين ثقيل، اضطر إليه لمساعدته في بناء منزل العمر، ومنذ ذلك الحين تبدلت حياتهما، فأصبحا يقتصدان في كل شيء، حتى يستطيعا توفير لقمة العيش والمال للبناء، مشيرةً إلى أنها تشعر بالفعل بأن الحياة قاسية جداًّ، وزوجها المسكين لم تر بسمته منذ فترة طويلة. استمتاع الأسرة وأوضحت "عبير سلمان" أن لدى زوجها قرض على أحد البنوك، وأنها لا تجد في ذلك مشكلة، فهو مثل غيره من الناس الذين لديهم قروض، لكن زوجها يجعل المسأله تبدو أكبر مما هي عليه، ويحملها في كل مرة المسؤولية في القرض، مضيفةً أنه يعتبرها امرأة مسرفة وغير مبالية لمجرد أنها تطلب منه نفقتها أو نفقة الأولاد، وينسى أو يتناسى أن السبب هو أعباء الحياة ومسؤولية الأولاد وغلاء الأسعار والمعيشة، لافتةً إلى أنها لا تجد ضيراً في أن يكون عليه قرض، أو حتى يحصل على قرض آخر، ذاكرةً أن المهم لديها هو أن تستمتع الأسرة في حياتها، طالما أن راتب زوجها قادر على ايفاء القرض لاحقاً، فكم مرة سيعيش الانسان؟، إنها مرة واحدة. رجل غامض وتحدثت "مريم العلي" قائلةً: إن زوجي رجل غامض وذو طابع قديم فيما يتعلق بما له وما عليه مادياً، مضيفةً أنه يعتقد أن مسؤولية البيت ومصروفاته هي ضمن صلاحياته التي لا يمكنني الاطلاع عليها، وأن مجرد تدخلي ولو بتوجيه أو مشورة بهذا الخصوص هو اعتداء على كرامته ورجولته، مبينةً أنه يوفر جميع التزامات المنزل الصغيرة والكبيرة، وكذلك متطلبات الأولاد من دون تردد أو تذمر. مثقل بالديون وأكدت "سعاد فؤاد" على أنه في هذه الأيام لا يتحمل الرجل القروض وحده، فالمرأة تتحمل جزءاً كبيراً منها، فأنا موظفة وراتبي يفوق راتب زوجي، لذا يكون الجزء الأكبر في الإنفاق والقروض على راتبي، مع علمي أن زوجي مثقل بالديون، ويعاني كثيراً منها، الا أنني أيضاً أقاسمه هذا العناء والهم. ينفق بكثرة وقالت "أمل اليوسف": أعلم أن زوجي لديه الكثير والكثير من الديون، ولكنه السبب في ذلك، فيداه مسرفتان، لا يعرف كيف يرشد إنفاق المال، ومع ذلك فهو مكابر يرفض تدخلي في مسؤوليات تنسيق المصروفات، بل ويعتبرها من سمات رجولته، وأي تدخل بها يُعد إهانة له، مشيرةً إلى أنها تعيش دائماً في خوف ووجل من تبعات هذه الديون. ضيق ذات اليد وأوضحت "بدرية صلاح " أن زوجها يكابر ويحاول دائماً إخفاء الأمر عنها، إلا أنه يعجز عن ذلك، خصوصاً وأنا أرى قهر الديون في عينيه، والمرارة في حلقه، حين يعجز عن تلبية متطلبات أحد الأولاد، وحين يضع رأسه على الوسادة لينام، أشاهدها وقد ابتلت من دموع عينيه، وأسمع "همهماته" وهو يشكو لله وحده دينه وضيق ذات اليد. مفاجأة كبيرة وأكدت "مروه السلطان" على أن المديونية بحق زوجها كانت مفاجأة كبيرة لها، مضيفةً: "حين ارتبطت به علمت أنه ميسور الحال، ووظيفته على مستوى عال، وأن راتبه الشهري جيد، لكن كرمه الحاتمي هو السبب، فهو يساعد دائماً اخوانه وأقاربه، بل ويتكفل ببعض احتياجاتهم"، لافتةً إلى أنه ألزم نفسه بعطايا ومبالغ شهرية لوالديه، وأنها ليست ضد ذلك، لكنهما بخير وغير محتاجين، في حين اننا حتى الآن لا نمتلك منزلاً، ونعيش في شقة مستأجرة نعجز في كثير من الأحيان عن سداد إيجارها، ذاكرةً أن الديون أثقلتهم، بل وحتى أثاث المنزل وسيارتنا بالأقساط. الكفالة هي السبب وتحدثت "سارة ياسين" قائلةً: في بداية الأمر لم أكن أعلم بأن زوجي مرتبط باكثر من قرض، لكن الصدفة وحدها كشفت لي ذلك، حين علمت من زوجة أحد أصدقائة بأن زوجي دائماً يكفل أقاربه وأشقائه في عدد من البنوك ومحلات التقسيط، وبعدها يتهرب هؤلاء من السداد ليتحمل الكفيل "زوجي" المبالغ المتراكمة، مضيفةً أنها حين واجهته بالأمر تذرع لها بحاجتهم وضعفهم وفقرهم، ولكن بعد سنوات من التلاعب والتنصل عن السداد اقتنع أخيراً أنه وضع المعروف في غير أهله، مشيرةً إلى أن راتبه يُعد كبيراً، إلاّ أننا صرنا نحتاج دائماً للاقتراض للايفاء بمتطلبات المنزل والأولاد، فجل الراتب يذهب لسداد المكفولين!. تفاخر وتباهٍ وأوضحت "بشرى الخليفة" أنها تعبت كثيراً من التفكير في مديوينات زوجها، مضيفةً أنها ابتليت برجل مدلل ثري سابق، أنفق ثروته على المظاهر، يعيش ليومه فقط للتفاخر والتباهي، هما عمود حياته، لافتةً أن سيارة آخر موديل، وملابسه أحدث الملابس، كل هذا بالديون طبعاً، حتى أولادها صاروا يتصرفون مثل أبيهم، فقد أفسدهم بهذه الطريقة والصرف الزائد، غير آبه بما وصلت اليه الديون، مشيرةً إلى أنه يتحول أي نقاش معه حول هذا الموضوع إلى سخرية بها، وأنها بخيلة ولا تعرف كيف تستمتع بالحياة؛ لأنها غير معتادة على حياة الثراء.