كثيرا ما نصادف في المراكز التجارية نساء يتسوقن خاصة في فترة الاعياد، عرباتهن مليئة بالمواد الغذائية وادوات المنزل والملابس، ولكن قلما نجد رجالا يقومون بالتسوق، وهذا لا يعود الا الى قدرة المرأة على الاقناع ومراعاتها في المساومة والتفاوض، وضعف قدرة الرجل على النقاش والاقناع، لكن العقدة تقع حين يلوم الرجال زوجاتهم على كثرة الانفاق في حين ان هؤلاء الزوجات لا ينفقن على انفسهن انما على احتياجات المنزل والاولاد، وهذا ما يؤدي الى احتدام الصراع بين الزوجين في المحلات التجارية يقول عثمان احمد: زوجتي مسرفة للغاية، ولشدة اسرافها اتمنى لو كانت امرأة بخيلة، وهذا الامر الحظه كثيرا عند اقتراب العيد، فهي ترغب بشراء الكثير من الاشياء غير اللازمة وتتجادل معي كثيرا حول السعر عندما نكون في مركز تجاري، في حين يقول ابو ناصر: لقد تزوجتها منذ ما يزيد على عشرين عاما وكنت اخاف الاقدام على الزواج كثيرا لكثرة ما كنت اسمع عن اسراف النساء وكثرة طلباتهن التي لا تنتهي ومن سوء حظي ان كانت زوجتي كذلك، طلباتها لا تنتهي وهي تشتري من كل شيء كميات كبيرة وخزانتها مليئة بالملابس ومع ذلك لا تشتري في العيد فستانا واحدا بل اربعة فساتين بعدد ايام العيد، كما انها لا تبخل على نفسها بشراء الذهب والمجوهرات وتوصي النساء عادة بالاسراف خاصة المتزوجات غير العاملات لانهن لا يدركن صعوبة الحصول على المال فينفقنه من دون وعي لكن هذا لا ينفي وجود الكثير من النساء اللواتي ينفقن في مصروف المنزل ومصاريفهن الشخصية. وتنشأ مشكلة الانفاق عادة - والكلام ما زال لأبي ناصر - حين يحتدم الصراع بين الرجل والمرأة حول قيادة دفة المنزل، والرجال هم من يودون قيادة المنزل لانهم هم الذين يجنون المال، والمال الذي يقدمونه لزوجاتهم هو مصروف المنزل لا مصروفا شخصيا للزوجة، لكن هذه الحالات الشائعة لا تنفي وجود نساء "مريضات" بالتسوق، ينفقن بغرض الانفاق فقط ومن دون دراية، وهذا ما يخلق مشكلة بينهن وبين ازواجهن الذين يلومونهن على مصروفهن الزائد. يقول عبد المنعم الراجح "كنت أتمنى أن تكون زوجتي رشيدة في انفاقها، فهي لا تدرك قيمة المجهود الذي أبذله للحصول على القرش، فقبل ان يأتي العيد بأسبوع تبدأ بالتجول في الاسواق لتعبئة خزانتها وخزانة الاولاد بالملابس، واذا نقصها شيئا من النقود يبدأ الصراخ في المراكز التجارية وفي المنزل وعند اهلها واهلي. وتتحدث الدكتورة سلام محمد من العيادة الاستشارية عن المشكلات الزوجية الناتجة عن الصراع على قيادة المنزل بين الرجل والمرأة فتقول ان الرجل ينفق اكثر من المراة ثم يتهمها بالاسراف !! هناك نوعان من النساء اللواتي ينفقن، فمنهن من تعرف جيدا قيمة المال فتنفق ضمن المعقول لانها تدرك مدى التعب في الحصول على المال وبخاصة المراة العاملة التي تنفق في المكان الصحيح ولكن هذا الامر لا يرتبط فقط بالمراة المعاملة فكثير من النساء ينفقن بطريقة معقولة ولو لم يكن عاملات وتضيف د.سلام قائلة ان كثيرا من النساء يعاقبن ازواجهن على طريقة معاملتهم لهن كأطفال عبر دمج مصروفهن مع مصروف المنزل والاولاد فتكون ردة فعل النساء الاسراف المتعمد، معظم الرجال يعطون زوجاتهم مصروف المنزل والاولاد من دون تخصيص اي مصروف خاص بالزوجة وحدها، ولكن لو حللنا الموضوع جيدا نجد ان الزوج وحده ينفق اكثر من عائلته بالكامل، وهذا ما يدفع الزوجة الى ان تنفق بطريقة مسرفة ثأرا منه . وذكرت د. سلام حالة زوجين، كان الرجل يتهم فيها زوجته بانفاقها الكبير فطلبنا من الاثنين ان يدونا معا ما ينفقه كل منهما على حدة في فترة الاعياد، فتبين فيما بعد ان الزوج وحده ينفق ما يزيد على انفاق عائلته المؤلفة من خمسة اشخاص الى جانب زوجه فهو يشتري بدلة ومستلزماتها بقيمة 500دينار . وتؤكد د.سلام ان كثيرا من النساء يأتين إليها غاضبات ويقلن انهن ينتقمن من ازواجهن ويعاقبنهم عبر الانفاق الزائد ودائما ما تكون المشكلة حول قيادة دفة المنزل، وغالبا ما يكون الرجل صاحب الكلمة في هذا المجال لانه هو الذي يجني المال. كما تؤكد د.سلام ان هناك شريحة من النساء المهووسات ينفقن كل وقتهن في التسوق ولكنها تنفي ان تكون هذه الحالة عامة لدى كل النساء . وتقول :"بعض الرجال يشكرون زوجاتهم ويعتبرون انهم يعيشون بنعمة مع نساء حكيمات يقدن دفة المنزل بتعقل، واذكر حالة كان فيها الزوج يمدح زوجته لانه لولاها لما استطاع ان يدخر فلسا واحدا، وكان يتحدث عن سعادته حين يرى زوجته تدون كل ليلة ما انفقت وتضع ميزانية كل شهر". لكن هذا لا ينفي بالطبع بخل الرجل ففي احدى الحالات صادفت رجلا لا يعطي زوجته 5دنانير لشراء حاجياتها الشخصية من اغراض، ولطالما هذه الزوجة بقيت في المناسبات والاعياد تلبس ذات الملابس دون ان تشتكي . وتقول د.سلام "لطالما ارتبط الجنس الناعم بعربة التسوق والفترينات وببطاقة الائتمان ولا ينكر احد ان المرأة تحب النقود ليس من اجل الاحتفاظ بها وانما من اجل انفاقها، وربما يفسر هذا الامر قلة وجود المرأة في "عالم البزنس" واذا كان العمل في السوق يحتاج الى الحنكة والترشيد، فإن معظم النساء يحزن 50% من هذه المعادلة اذ لا تعوزهن الحنكة، اما عن الترشيد فالامر مختلف .