العنوان هو نفس عنوان زاوية الزميل تركي السديري رئيس التحرير " لقاء " ليوم الثلاثاء الماضي . وأنجذب نحو زاوية الزميل تركي مثل انتقالي بين كتب ومقالات الدكتور عبدالسلام العجيلى ( ولد 1918) وهو أديب سوري، ذو أسلوب خاص عمل أيضاً في الطب والسياسة. ولد في الرقة. درس في الرقة وحلب وجامعة دمشق، وتخرج فيها طبيباً عام 1945. وعندي أن الزميل تركي نسخة سعودية من العجيلي . آتي إلى الموضوع والرواية عن الرز العنبر المهبش . فقد كان فخر الإنتاج العراقي . ويقل تصديره بكميات تجارية ، لأنه مطلوب محلياً عند عشائر العراق الثرية ، وتتسابق عليه " المضافات " ، وتحفة غذائية تحتفظ بها بيوت الأثرياء ، وهو أيضا هدية مفضلة عند الأقطار المجاورة ، وذروة عزّ ذاك النوع من الأرز في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الميلادي الماضي . والرواية التي تداولها الناس تقول إن الملك عبدالعزيز رحمه الله كان في إحدى زياراته لمدينة عنيزة ، ومدعواً لتناول الغداء عند إحدى الأسر ، ولاحظ المضيّفون استحسان الملك عبدالعزيز لرائحة العنبر العراقي . وسمع بتلك الحظوة تاجران من أهل عنيزة يمارسان تجارتهما في البصرة ، فأرسلا ثلاثة جمال كل منها يحمل أربعة أكياس (رز عنبر مهبّش أول باب) . وكان ذلك قبل انتهاء الحرب العالمية الثانية ، والتحرك من بلد إلى آخر فيه مشقة ، وكذا اختيار الطرق الآمنة . ووصلت " الحمولة " إلى الرياض وقصدوا قصر الشيوخ . وأعتقد أن اختيار الرز والجِمال لم يكن يمثل تلك الصعوبة المتوقعة بقدر ما يمثلها اختيار " الجماميل" المسؤولين عن الحملة ، الموثوقين ، والعارفين ، وحسني الاطلاع بالصحراء وطرقها في الظروف غير العادية . ويقال عن الرز العنبر إن القادم إلى منزل يجري فيه طبخ رز عنبر لايصعب عليه شم الرائحة عن بعد ، لكن طبخه يحتاج إلى دراية وملاحظة..