تباينت ردود الأفعال حول قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم قبل بداية الموسم الجاري، والقاضي برفع عدد أندية دوري المحترفين إلى 14 ناديا، وأندية دوري الدرجة الأولى إلى 16 ناديا، وكذلك 20 ناديا لدوري الدرجة الثانية، وظهرت آراء مؤيدة وأخرى معترضة وثالثة متوجسة، من سلبيات القرار وتبعاته على مستويات التنظيم والبرمجة، وتوفير الكوادر العاملة، مع ارتفاع عدد المباريات وتوسع المنافسات وتنوعها. إلا أن اقتراب القرار من ختام موسمه الأول، يشير إلى بوادر دخوله حيز النجاح، على الرغم انه في إطلالته الأولى يحمل كغيره من القرارات والإجراءات التنظيمية، كثيرا من الملاحظات من الممكن تجاوزها في الموسم المقبل، رغم أنها لم ترتبط بتوقيت القرار وظروفه السابقة، إذ يمكن القول أنها تمثل تراكمات وترسبات منذ مواسم طويلة، مثل برمجة المسابقات المحلية، وتوقيت المباريات الأسبوعية، والتوقفات المتواصلة، والتأجيلات ومشاكل التحكيم المتعددة. ولكن بالعودة إلى ايجابيات القرارات التي استهدفت رفع عدد الأندية في الدوريات المحلية في مختلف الدرجات، فإننا نجد المنافسة لاتزال حاضرة في دوري المحترفين مع زيادة عدد المباريات، على الرغم من حسم الهلال لبطولة الدوري، لان ذلك جاء بوضوح امتدادا لتفوق واستقرار الفريق الأزرق محليا منذ موسمين، وليس له علاقة بزيادة أندية الدوري أو نقصانها، كما أن تأكد توديع الحزم لدوري الأضواء، كان بفعل ظروفه المادية وتخلي الداعمين عنه قبل بداية الموسم، بينما في الجانب الآخر نجد أن الوحدة وهو احد طرفي نهائي كأس ولي العهد مهدد بالهبوط إلى جانب أربعة أطراف أخرى، فيما تفوق الصاعدان الفيصلي والتعاون، وارتقى الرائد ونجران بطموحاتهما في سلم الدوري بعد إلغاء هبوطهما في الموسم المنصرم، وبات الفتح ركنا ثابتا في دوري الأضواء بفضل تميزه، كما أن دائرة المنافسة على بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، أمست أكثر اتساعا من ذي قبل، وكذلك في الجانب الآخر لازالت أبواب التأهل للاستحقاق الآسيوي للموسم المقبل مشرعة أمام الطامحين، في الوصول للمربع قبل نهاية الدوري، ومن يدري فقد تتسع قمة الدوري في الموسم المقبل، ويجد المتصدر أكثر من منافس؟ بما يعيد نكهة بطولة الدوري إلى سابق عهدها، ويساهم في زيادة عدد المتابعين والمهتمين. وعلى صعيد دوري الدرجة الأولى، فالإثارة تصاعدت ندية وقوة في مواجهات الدوري هذا الموسم، فمع ارتفاع عدد أندية الدوري زاد في المقابل عدد الهابطين إلى دوري الدرجة الثانية إلى ثلاثة هابطين، كما أن صعود طرفين إلى دوري المحترفين لم يحسم بعد رغم تفوق هجر والأنصار، وفي النهاية يفترض أن ذلك سيفرز ناديين قويين، استفادا من تفوقهما في ثلاثين مواجهة لكليهما في دوري الأولى، بعد قرار الزيادة، وقد نراهما الموسم المقبل على خطى الفيصلي والتعاون في دوري الأضواء، متى ما ارتقت الطموحات، وارتفعت مستويات العمل الاحترافي لديهما في دوري المحترفين. وجاء ظهور دوري الدرجة الثانية هذا الموسم بثوبه الجديد، أكثر قوة وإثارة من المواسم السابقة، فكان زيادة عدد أنديته إلى عشرين، وتقسيمهم إلى مجموعتين قرارا صائبا، أسهم في زيادة رقعة التنافس بين أندية الوطن في كل أركانه، وساهمت الطريقة المثيرة في صعود ثلاثة أطراف من الدوري، إلى زيادة متابعته رغم ضعف بعض أطرافه، فكانت النهاية بعودة الفريق العريق النهضة إلى دوري الأولى ابرز نتائجه، وظهر الفريق الطموح الباطن من مدينة حفر الباطن، ليؤكد نجاح القرار في منح المزيد من الفرص لظهور أندية مغمورة، وذلك ينطبق على الصقور من تبوك الذي يقترب من دوري الأولى في انجاز تاريخي للنادي، فيما يبقى الكوكب بعراقته وتاريخه الجميل قريبا من العودة إلى سطح المنافسة وإن لم يكن في هذا الموسم ففي الموسم المقبل. ويظل اهتمام المسؤولين في الاتحاد السعودي بتتبع كل الأخطاء والملاحظات الفنية والصعوبات التي واكبت قرار زيادة عدد الأندية في الدوريات المحلية، أو تلك التي تواصل تراكمها وترسبها حتى مع القرار الجديد، والعمل على تلافيها مستقبلا وتدعيم الجوانب المضيئة في القرار، يظل عاملا داعما ومحفزا لظهور الدوريات المحلية في أجمل مشاهدها في المواسم المقبلة، على طريق التطوير والتميز، لأن ذلك بكل بوضوح سيخلق لنا منتخبات قوية، ولاعبون مؤهلون، وهو ما تحتاجه الكرة السعودية في ظروفها الآنية، دون إغفال لأهم العقبات التي تقلص من نجاح مسابقاتنا، كالبرمجة والتأجيل، ومعالجة مشاكل التحكيم المحلي، وتوفير الملاعب المؤهلة، لاحتضان مسابقاتنا الكروية في مختلف درجاتها وفئاتها السنية.