افتتح رئيس مجلس الوزراء اللبناني المكلف بتصريف الأعمال سعد الحريري أمس الملتقى السعودي – اللبناني السادس الذي انعقد في بيروت، بحضور حشد سعودي لبناني كبير، حيث حضر الافتتاح نحو 400 مشارك تقدمهم وزير التجارة والصناعة عبدالله زينل. وقال الحريري إن انعقاد الملتقى اللبناني – السعودي في ظل التحديات الكبيرة التي تمر بها المنطقة هو خير دليل على أهمية هذه العلاقة، مضيفا "حضور الأشقاء السعوديين إلى لبنان في هذا الوقت بالذات هو أبلغ تعبير عن إيمانهم بلبنان واقتصاده، فالمملكة هي أكبر مستثمر في لبنان، حيث تشكل الاستثمارات السعودية في لبنان 40 في المائة من الاستثمارات العربية، وفي العام الماضي بلغت نسبة السياح السعوديين 10 في المائة من إجمالي السياح، كما وان المملكة هي أيضاً أكبر وأول المستثمرين في الاستقرار في لبنان. وهذا الاستثمار لا يقدر بأرقام ولا يثمن ماديا، إنما يشكل الأساس في تقدم لبنان ونمو اقتصاده". بدوره القى وزير التجارة والصناعة عبدالله بن احمد زينل كلمة قال فيها إن اجتماع رجال الأعمال من بلدينا يأتي في ظل ظروف عالمية وإقليمية بالغة التعقيد، لقد كانت المملكة في منأى عن هذه المحن، وقد أثبت شعب المملكة تلاحمه مع قيادته بكافة أطيافه، ليثبت للعالم أجمع بأن المملكة كانت ولا تزال صمام أمان في المنطقة. لقد كان للإجراءات والقرارات التي تبنتها المملكة في مجال الإصلاحات الاقتصادية أثر فعال في التخفيف من الأزمات الاقتصادية التي مرت بها دول العالم في السنوات الماضية، ولا شك أن الإصلاحات التي اتخذتها المملكة ما كان أن يكتب لها النجاح لولا ثقة الشعب بصفة عامة والفعاليات الاقتصادية بصفة خاصة بالقرارات التي اتخذتها الدولة وتفاعلهم معها لحل المشكلات الاقتصادية. لقد صاحب ذلك التطور الإيجابي رؤية واضحة المعالم لكافة المؤشرات الاقتصادية والمالية، حيث ساهم ذلك في تحسن أداء الاقتصاد الوطني، وعزز استمرار التحسن في المناخ الاستثماري وبيئة الأعمال الأمر الذي أدى إلى زيادة حجم الاستثمارات الخاصة وتنافسية الاقتصاد السعودي والدفع بقوة نحو اقتصاد المعرفة، مستفيدين مما تحققه التقنية والتواصل وتبادل المعرفة عن بعد. وأضاف زينل "لقد كانت لبنان دوما بوابة الشرق على الغرب، لذا وفي حين قد خطا العالم خطوات حثيثة نحو الاقتصاد المعرفي فانني أجدها فرصة سانحة عظيمة أن تتكاتف جهودنا لجعل مسيرة اقتصادينا نحو الاقتصاد المعرفي أسرع وتيرة وأكثر كفاءة". إلى ذلك قال رئيس مجلس الغرف السعودية صالح كامل في كلمة له ان الاستثمار والإعمار عبادة، والعبادة تأخذ صفة الاستثمار في الرخاء والشدة لا بل هي أكثر ضرورة في وقت الشدة، كما أن التنمية المستدامة هي منهج سماوي ولا مفر لنا من القيام بالاستثمار للحصول على التنمية، ويشكل وجود الوفد السعودي الكبير اليوم برئاسة وزير التجارة والصناعة عبدالله زينل، في مثل هذه الظروف التي تمر بها بعض الأمة العربية وفي ظل الجمود الذي يمر به لبنان رسالة قوية موجهة من قبل خادم الحرمين الشريفين إلى أن العلاقة بين البلدين مصيرية وثابتة ولا تؤثر فيها الأحداث السياسية والأزمات العالمية والاقتصادية. وأضاف "كان من المفروض أن نتحدث اليوم في شؤون الاستثمار ولكن الظروف الحالية تدعونا للتحدث عن الاستقرار الذي يشكل الوسيلة الداعمة للاستثمار، لأن الأحداث السياسية تشكل المناخ المناسب للاستثمار ولكن محبة السعوديين في لبنان تجعل الاستثمار فيه دائماً ان كانت الظروف مؤاتية أو غير مؤاتية".