قلوب حزينة ودمعات غزيرة عليك ياشيخ حزام، ففي اليوم السابع عشر من شهر ذي القعدة في العام الماضي، ذلك اليوم العصيب فاضت روح العم الشيخ حزام بن معضد بن خرصان فقيد قبيلة العجمان ويام، وقبله بتسع وعشرين سنة توفى شقيقه الوالد الشيخ فيصل في عيد الفطر لعام 1402ه رحمهما الله تعالى واسكنهما فسيح جناته، كانت ابان وفاة الوالد لا تتجاوز الثلاث سنوات، وكذلك اخي معضد واخي فيصل لايزال رضيعا، كنا ايتام صغار لا نعرف معنى الموت ولا الرحيل من دار الدنيا، براءة الأطفال في عيوننا، همنا كله اللعب والمرح طوال اليوم، لكننا في حقيقة الأمر حينما فقدنا الوالد كانت لنا والدتنا حفظها الله وادام عليها الصحة والعافية، الأم الحنون التي حاولت بكل استطاعتها ان تعوضنا فقد والدنا، فكانت نعم الأم لأبنائها، منحتنا العطف والرأفة والحنان، وبكل ما تحمل هذه المفردات من معان جميلة وخالدة. ولم يكن العم الشيخ حزام، رحمه الله، بمعزل عن هذه الاجواء في الاسرة، وقد لم شملنا برعايته ولم يبخل علينا بكل ما يملك وكأننا أبناءه من صلبه، بل تزايدت قرابته لنا والصلة الأبوية، فنحن في هذه الفترة بعد فقدنا والدنا لا نملك لا حول ولا قوة، وكان خوفه علينا وشدة اهتمامه وعنايته وعظم صلته للرحم واحتسابه للاجر من الله عز وجل، واراد الله أن يتزوج والدتي بعد مدة ليست بالقصيرة من وفاة والدي، وبهذا ضمن لنا العيش الهانئ والاستقرار، فكنا دائما بمرأى من بصره وسمعه، مع جهود والدتنا في تربيتنا أفضل تربية. لقد كان العم الشيخ حزام رحمه الله الاب الروحي لنا بعد فقدنا والدنا وكأننا لم نفقد الوالد، فكان نعم الاب لنا، لم نشعر في يوم من الايام خلال التسع والعشرين سنة الماضية من خلال عيشنا معه تحت سقف واحد بأنه عم، بل كان ابا حنونا علينا بأبوته التي كنا نحن بأمس الحاجة إليها في تلك الايام عندما كنا صغارا، ولم يتردد في اسعادنا وراحتنا وسرورنا، فكنا نلمس فيه الخير والبر بنا، بل تضاعف اهتمامه مع مرور الايام وبدأنا نعرف الاشياء، فهو الظل الدائم لنا لئلا يصيبنا مكروه. تميز العم الشيخ حزام رحمه الله بقوة الشخصية، وعزة النفس، وسموها، ولا يمكن مما عرفته من شخصيته ان ينزل الى سفاسف الامور، بل يترفع عنها. امتدت علاقاته وصداقاته بكثير من الوجهاء والاعيان والشيوخ من جميع مختلف المناطق في المملكة والخليج العربي، فكان منزله هنا بالرياض وبهجرة الرفيعة شمال محافظة الخرج منهلا خصبا للزائرين وللضيوف والاصدقاء.. رحمك الله يا شيخ حزام وجعل مقرك انت وابي الفردوس الاعلى.