يعتبر مسجد الملك فهد في اسكتلندا اكبر مساجدها على الاطلاق، والذي افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز في العام 1998 بحضور عدد كبير من الدبلوماسيين السعوديين آنذاك يتقدمهم السفير غازي القصيبي، يتسع الجامع الذي صمم بشكل لافت لأكثر من الف ومئتي مصل. وكانت اسكتلندا بشكل عام وادنبره على وجه الخصوص تفتقر الى مساجد للجالية الاسلامية التي يفوق عددها الخمسين الف مسلم ليشكلوا ما نسبته 1% من مجموع السكان، حيث اقتصرت المساجد آنذاك على بيوت وشقق سكنية تستخدم لتأدية صلاة الجمعة والفروض. لذلك لم تتوان المملكة في التكفل ببناء المسجد ليكون معلما مميزا لاسكتلندا ولمدينة أدنبره ببنائه الجميل الذي يضيف للمدينة جمالا اضافيا كونه يجمع بين البناء الاسلامي والبناء الاسكتلندي التقليدي. ويعد تشييد هذا المسجد استمرارا لنهج المملكة العربية السعودية في خدمة الاسلام والمسلمين اينما كانوا سواء في اوروبا او الشرق، وهي التي لم تتوان أبدا لخدمة المسلمين والشواهد على ذلك عديدة. ويضم المسجد مكتبة تحوي كتبا دينية وتعربية بالاسلام باللغتين العربية والانجليزية وتفتح أبوابها من الصباح الى المساء. كما يتميز المسجد بمكان كبير مخصص للوضوء، كما أن قاعته الكبيرة تحتضن جميع الفروض بالاضافة الى صلاة الجمعة، وتبرز للزائر منارة المسجد الشاهقة من مسافة بعيدة. يحتضن المسجد في شهر أغسطس من كل عام معرض «اكتشف الاسلام»، حيث الدخول مجانا. ولاقى المعرض اقبالا شديدا من قبل الزوار ليحقق صدى ايجابيا واستحسانا كبيرا للزواره حيث يتخلل المعرض معلومات قيمة عن ترجمة القرآن وعن الفن الاسلامي وكان معظم زائريه ممن يهتمون بالاسلام من غير المسلمين. يبقى دعم المملكة العربية السعودية الأول عربيا واسلاميا لبناء المساجد وتقديم العون للمسلمين في كافة أرجاء المعمورة لتترك بصمة مميزة لخدماتها الجليلة.