انتقدت الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين "نقاء" نظرة الشركات السعودية لقضية التدخين وانعكاساتها السلبية على بيئة العمل. جاء ذلك على خلفية ورشة عمل أقامتها الجمعية ضمن فعاليات مشروع "الرياض بلا تدخين" الذي ترعاه مؤسسة سليمان بن عبد العزيز الراجحي الخيرية غابت عنها جميع الشركات البنوك والمؤسسات المحلية باستثناء شركة دواجن الوطنية بالرغم من تقديم الدعوات لهذه المنشآت قبل أكثر من أسبوعين كما تم التواصل معهم أكثر من مرة بعدها. وقال أمين عام نقاء سليمان الصبي جاءت فكرة الورشة في ظل تنامي أضرار التدخين في بيئات العمل بهدف توعية الشركات والمؤسسات بخسائر بيئة العمل بسبب التدخين. وأضاف انه سبق وان طالبت "نقاء" تلك الجهات بإلزام الموظفين بالتقيد بساعات العمل وعدم تعاطي التدخين أثناء ساعات الدوام الرسمية وحذرت أرباب العمل من ما تخسره بيئة العمل من الزمن المفقود بسبب تعاطي الموظفين للدخان أثناء الدوام بالإضافة إلى ما يتعرض له زملاؤهم غير المدخنين من أضرار صحية بسبب التدخين السلبي مما يعرضهم للإصابة بالنزلات الشعبية والحساسية وغيرها من الأمراض التي قد تتسبب في تأخرهم وغيابهم عن العمل وهي قطعا بسبب مباشر بتدخين زملائهم اثناء العمل وفي المكاتب المغلقة واضاف الصبي: احدث الدراسات اشارت الى ان غير المدخن يستنشق حوالي (20% ) من دخان السجائر في الاماكن المغلقة كما ان التدخين اثناء الدوام يحدث إزعاجا للموظفين الآخرين في بيئة العمل. واشار الصبي الى ان احدى دراسات منظمة الصحة اشارت الى ان التدخين يؤدى إلى فقدان حوالي (27 30) مليون ساعة عمل سنوياً مشيرا الى ان النسبة ربما تكون تضاعفت في الوقت الراهن وفي ظل الانتشار الكبير لتعاطي التدخين وسط المجتمعات واشار الصبي الى ان هناك بعض الموظفين الذين يتعاطون التدخين بشراهة وربما يتعاطى احدهم اثناء الدوام نحو 10 سجائر وفي هذه الحالة اذا افترضنا ان تناول السيجارة يستهلك 4 دقائق فان الموظف المعني يكون قد استهلك 40 دقيقة من زمن ساعات العامل وكلما زاد عدد السجاير زادت ساعات العمل المفقودة. واضاف الصبي هناك العديد من الدراسات الاقتصادية التي حذرت الشركات والمؤسسات من ساعات العمل المفقودة بسبب تعاطي التدخين اثناء العمل وقد اشارت احدى هذه الدراسات بان المدخنين يتغيبون عن أعمالهم بمعدلات تصل إلى (3) أضعاف غير المدخنين. واختتم الصبي بان غالبية المنشآت لا تهتم بساعات العمل المفقودة بسبب التدخين ولكن الواقع والدراسات اشارت الى انه يؤثر على المدى البعيد في حجم انتاج العمل مما ينعكس سلبا على المنشأة وارباحها. وفيما يتعلق بمبررات غياب الشركات عن الورشة قال الصبي: اعتقد ضعف ثقافة تلك الشركات باضرار التدخين الاقتصادية على منشآتهم والاقتصاد بشكل عام وابدى الصبي اسفه على رد احد البنوك التي قدمت لها الدعوة حيث اعتذر مسؤولو البنك بمبرر انهم لايعطون أي اولوية او اهتمام بقضية مكافحة التدخين. يذكر ان ورشة العمل التي اقامتها نقاء ركزت على 3 محاور هي الاجراءات العملية لمنع التدخين في الاماكن العامة، وتاثير تدخين الموظف على صحته وعلى سير عمله في المنشأة اضافة الى الطرق والوسائل الحديثة للمساعدة في الاقلاع عن التدخين.