حققت جامعة الملك سعود سبقاً جراحياً لمرضى ضعف السمع، وذلك بزراعة سماعة جذع الدماغ Auditory Brain Stem Implant (ABI) وهي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط. وقد تم الإعداد لهذه العملية منذ ما يقارب السنة من قبل فريق كرسي الأمير سلطان لأبحاث الإعاقة السمعية وزراعة السماعات والذي يقوم على الشراكة بين الجامعة والمجتمع للوصول إلى العالمية، وضمن هذه الرؤية وجد القائمون على الكرسي الكثير من الحالات الصعبة في المملكة العربية السعودية والتي تعاني من تشوهات في الأذن الداخلية ومجرى السمع يصعب معها استفادة المريض من السماعات أو حتى زراعة القوقعة، ويبقى أمام هذه الحالات خياران صعبان، أولهما الاستسلام لهذه الإعاقة والتي يفقد معها المريض التواصل مع المجتمع وسماع من حوله وحماية نفسه من المخاطر التي يتجنبها الإنسان بواسطة السمع، ويكمل حياته معزولاً عن المجتمع لا يستطيع تفهم من حوله ويصعب على من حوله تفهم احتياجاته، أما الخيار الآخر فهو إجراء عملية زراعة سماعات جذع الدماغ ABI خارج المملكة، والتي تعد أعقد زراعة في مجال الإعاقة السمعية والتي تكلف المريض والدولة المبالغ الكبيرة مع صعوبة تأهيل مثل هذه الحالات. وقد قام الدكتور ربيع الجوفي استشاري الأنف والأذن والحنجرة وطبيب زمالة جامعة الملك سعود برئاسة الفريق الطبي الذي قام بالإعداد المسبق والدقيق لمثل هذه العملية منذ ما يقارب السنة وذلك بتأهيل المريض وعائلته لمثل هذه العملية المتقدمة وكذلك بتنسيق التواصل بين الفريق العلاجي الكبير والذي تتطلبه مثل هذه الحالة لصعوبتها، وكونها الأولى في الشرق الأوسط، وقد شارك في هذا الانجاز الوطني أطباء جراحة المخ والأعصاب الدكتور عصام الجمل والدكتور عمرو الحبيب ومن قسم الأنف والأذن والحنجرة الدكتور مراد المؤمني والدكتور عبدالرحمن حجر والدكتورة صباح محمد حسن، ومن ألمانيا الدكتور وولف سولمان بالشراكة مع شركة كوكليار العالمية والرائدة في زراعة السماعات. كما قامت إدارة المستشفيات الجامعية بتذليل المصاعب أمام الفريق المعالج. وقد تكللت العملية بالنجاح وبدون مضاعفات وتمت فيها زراعة السماعة تحت الجلد وتتصل بجذع الدماغ مباشرة لتعطي تنبيهات لمراكز السمع العليا. من جانب آخر ينظم كرسي الأمير سلطان بن عبد العزيز للإعاقة السمعية وزراعة السماعات في مستشفى الملك عبد العزيز الجامعي بالرياض الخميس المقبل ندوة بعنوان "زراعة السماعات" والتي تأتي خاتمة لدورة تشريح عظمة الصدغ الواحدة والثلاثين ضمن الندوات التي ينظمها الكرسي وتهتم بتقديم أفضل الخدمات للمرضى. واوضح الدكتور ربيع الجوفي رئيس اللجنة المنظمة لهذه الندوة انه سوف يحاضر في هذه الندوة نخبه من الخبرات من خارج المملكة وداخلها يناقشون فيها ابرز ما توصل إليه العلم في مجال الإعاقة السمعية ومسبباتها وطرق علاجها بالإضافة إلى مناقشة المستجدات في زراعة جميع سماعات الأذن. من جهته نوه الدكتور عبد الرحمن بن عبدالله حجر المشرف على كرسي الأمير سلطان لأبحاث الإعاقة السمعية بالدعم الكبير الذي يحظى به الكرسي من أمير الإنسانية سلطان بن عبدالعزيز وجميع المسؤولين في جامعة الملك سعود لتقديم أفضل الخدمات الطبية والتعليمية والبحثية في مجال الإعاقة السمعية من خلال تبنيها لأكبر برنامج وطني في الشرق الأوسط لزراعة السماعات يقوم بإجراء جميع أنواع الزراعات من قوقعة وباهة وهجين واهتزازية وجذع الدماغ ويغطي ما يقارب الثمانين بالمائة من زراعة السماعات في المملكة.