نؤمن جميعاً بأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله سعى ويسعى إلى نقل المملكة إلى مصاف الدول المزدهرة كما نؤمن أيضاً بأن الإصلاحات في البلاد تأتي تدريجياً بعد أن وضعت في الوجهة الصحيحة. لكن من المهم أن ننصف هذه المرحلة و لن نقول زايدوا ولكن لا تنتقصوا من حقها، ما زال أمام الوطن الكثير، هناك تجاوب وحرص من القيادة تجاه الخدمات والوضع المعيشي للمواطن. وقد كان لصدور الأوامر الملكية الأخيرة والتي أخذت بعين الاعتبار المواطن لها وقع كبير على الصغير والكبير حيث إنها لامست الأفضلية والاحتياج له على المديين القصير والبعيد، عبر مسارين هما أولاً: دعم موازنات المشاريع والبرامج ثانياً: تقديم حزمة من الحوافز المادية لموظفي القطاع العام والطلبة و..الخ، حيث إنه على المدى القصير يفضل المواطنون الحوافز المادية، أما على المدى البعيد فيفضلون التركيز على زيادة ودعم الموازنات المخصصة للمشاريع والبرامج، خاصة وأن المواطن ينشد مشاريع تخدمه بشكل مباشر وتلامس احتياجاته المعيشية. كما تلمست القيادة وفقها الله بأنه لابد من وجود توازن لما تقدمه للمواطن، فهو يحتاج لدعم من خلال الحوافز المادية مع ارتفاع الأسعار والذي عالجه توجيه خادم الحرمين بأمره بإحداث 500 وظيفة لوزارة التجارة والصناعة لدعم جهود الوزارة الرقابية، وأن على الوزارة المسارعة بكل قوة وحزم في إيقاع الجزاء الرادع على المتلاعبين بالأسعار والتشهير بهم دون تردد كائناً من كان المخالف. كما أنها لم تغفل كذلك المشاريع والبرامج وهي أمور مهمة خاصة المشاريع الإسكانية والبنية التحتية لخدمة المواطن وقد شملتها أوامر خادم الحرمين حفظه الله. كما لا يخفى على كل ذي لب إلى أن هذه الأوامر سعت على الحفاظ على معدلات النمو الإيجابية، وخفض نسب البطالة، بالإضافة إلى خطة اقتصادية وسياسات مالية متزنة تكمل وتعظم من مكتسبات هذا الوطن. كما أن لصدور الأوامر الملكية وقعا من حيث إنها التفتت إلى عامة الناس الذين يحتاجون للدعم والمساندة في تيسير سبل العيش الكريم لهم حيث شملت شرائح أوسع والتي سوف تزيح المزايا والحوافز عبئا ثقيل عن كاهل المحتاجين وغيرهم. فندعوا الله طالبين عونه في أن تتواصل مسيرة الخير والعطاء متمثلة في خدمة الوطن ومواطنيه، فنحن نتطلع إلى أن ننهض بهذه المسيرة ونوصلها إلى أفضل ما يمكن أن تصل إليه المجتمعات المتحضرة والتي تعتز بدينها وتستمد من خالقها التوفيق و السداد، كما نتمنى أن نكون وجها مشرقا وذا نهج سليم ينعم بالأمن والسلام، علماً بأن الأمن بمفهومه الشامل يتطلب منا الالتفات إلى كل القضايا التي تهم الوطن والمواطنين، والذي من أجله حرصت القيادة على رفع مؤشر الشعور المتجه إلى المحافظة على أمن وسلامة البلاد والعباد. لذا فإنه حينما يتجرد الإنسان من كل هوى ويصغي للصوت الخارج من داخل أعماقه يجد نفسه بعد إيمانه بالله بأنه محب ومتيم بوطنه ومخلص بصدق لكل ذرة من ذرات ترابه لذا تجده يلهج بالدعاء بان يحفظ الله هذا الوطن وولي أمره من كل شر وان يجعل بلدنا آمنا مستقرا ويمنع عنا كل الأحقاد والشرور والفتن. كما أنه يجب وضع هيبة ديننا ثم هيبة وطننا ووحدتنا الوطنية فوق كل اعتبار وفي قائمة أولوياتنا وأن نتمسك جميعا بالمحافظة على القيم والمبادئ والمكتسبات لنضمن لنا الاستقرار والتقدم والازدهار. وفي الختام أدعو الله عز وجل أن يحفظ وطننا وولاة أمرنا والشعب الوفي من كل مكروه. * وكيل جامعة شقراء المكلف