قال مدير إدارة الصحة النفسية والاجتماعية بصحة جدة والمدير الطبي بمستشفى الصحة النفسية بجدة الدكتور سهيل حميد خان ان نسبة كبيرة من المرضى النفسيين يلجؤون إلى المشعوذين والدجالين بحثا عن علاج كونه لايعرف أنه مريض نفسي وهو مايتسبب في تدهور حالته الصحية والنفسية على حد سواء, وهنا قد نكون خسرنا عضوا فاعلا في المجتمع نتيجة عدم الوصول الى المريض نفسه أو إشراك الأسر في توعية الأبناء , مطالباً في الوقت نفسه بتكاتف الجهود بين وزارة الصحة والشؤون الاجتماعية ووسائل الاعلام والمدارس بحيث يلتقون على هدف واحد وهو تثقيف المجتمع أولا من حدوث الأمراض النفسية , ورفع الوصمة السيئة المرتبطة بالمرض النفسي وإنها ليست عارا كما يعتقد البعض, ومن يراجع المريض النفسي ليس مجنونا , ولابد أن يكون هناك تقبل للمريض داخل الأسرة والعمل والمدرسة حتى يكون هناك توافق وانسجام. ونوه دكتور سهيل خلال حديثه ل " الرياض " , إلى أن أقسام الخدمة المجتمعية بالمستشفيات تقوم في الوقت الحالي بتوعية المجتمع بضرورة دمج المريض فيها , كما بدأت بعض مستشفيات الصحة النفسية بالمملكة باستحداث مفهوم الرعاية المنزلية لتفقد المريض ومتابعة حالته في المنزل وإعطائه العلاجات الضرورية دون الحاجة لتواجده في المستشفى. وكشف عن وجود نقص في الكوادر الطبية المؤهلة والأخصائيين النفسيين بالمستشفيات السعودية , وأشار إلى أن غياب الكفاءات في كل مستشفى يجعل هناك بعض القصور في الأداء خاصة في ظل الطموحات الكبيرة لوزارة الصحة والتي بكل تأكيد تحتاج الى وقت طويل حتى تتحقق. وأشار خان إلى الضغط الكبير الذي تواجهه مستشفيات الصحة النفسية بالمملكة حيث قال : تعاني كافة مستشفيات الصحية النفسية بالمملكة من وجود ضغط كبير عليها , والدولة تقوم حاليا بتوسعة لكافة المستشفيات وإنشاء أخرى وذلك لتجاوز هذه المعضلة , وأشار إلى أن مستشفى الصحة النفسية بجدة على سبيل المثال سعته السريرية 120 سريرا منها 20 سريرا مخصصة للنساء , والمستشفى يستقبل يوميا من 100 – 120 مريضا منها 5 حالات على الأقل بحاجة إلى التنويم , وعلينا أن ندرك أن بقاء المريض في المستشفى لايقل عن أسبوعين. وأوضح أن هناك أهالي يرفضون استقبال أبنائهم ومرضاهم بعد انتهاء فترة علاجهم مما يعني بقاء المريض فترة أطول , وأضاف : كل هذا يحتم علينا أن نكون انتقائيين في اختيار المريض الذي بحاجة لتنويم بحيث نحاول إدخال من يشكل خطرا على نفسه أو الآخرين أو من يعاني من وجود هلاوس وأعراض ذهانية نشطة. وفي سؤال عن الأسباب النفسية التي تؤدي إلى انتشار العنف في المجتمع أشار دكتور سهيل الى وجود العديد من العوامل المسببة للعنف منها نفسية وأخرى غير نفسية , وبالنسبة للأسباب النفسية أبرزها الاضطرابات الذهانية , والانفصام بالشخصية , والهوس والأوهام , والاضطرابات الوجدانية والهذيان , وتعاطي المخدرات والكحول, إضافة إلى الظروف الأسرية وضغوط الحياة الاجتماعية جميعها كفيلة بنشوء العنف في المجتمع. ونوه دكتور سهيل إلى ضرورة توعية المريض وشرح أعراضه وتبصيره بالعوامل التشخيصية التي جعلت الطبيب يجزم بأنه يعاني من مرض نفسي , إضافة إلى ضرورة إشراك الأسرة بالتبصير ومعرفتهم بالخطة العلاجية اللازمة مع الشرح , سواء كان العلاج سلوكيا أو دينيا أو اجتماعيا أو عقاقير طبية , ومن ثم يتم رفع تقارير طبية إلى جهة العمل حتى لايتأثر وظيفيا أو يفقد عمله خاصة اذا كان هناك غياب متكرر حيث نسعى لتأمين حياته وتأمين جلسات الإرشاد والاستشارة له.