بداية اجدني متعاطفاً جداً مع شريحة رياضية هامة من ابناء وطني ولا اتفرد بهذا الشعور وحدي بالطبع فعاطفة ابناء الوطن عامة تحضر كشعور طبيعي مع كل أمر فيه سعودة أو تغليب لمصلحة المواطن دون سلب حقوق آخرين او إضرار بمصالحهم. في كرة القدم السعودية خصوصاً ولن اعرج على كل الالعاب حتى لا يطول المجال اعتقد بل اجزم ان المدرب الوطني يعيش ازمة حقيقية إذا كان يعيشها بنسبة ضئيلة جداً بسبب عدم اقدام قلة على تطوير قدراتهم التدريبية فإن هذا لا يعمم فالأغلبية طوروا انفسهم بشكل ملحوظ وكبير واكتسبوا الخبرات التي اكتسبها النجوم الدوليون من خلال المنتخبات والأندية التي مر عليها عدد من أفضل مدربي كرة القدم في العالم وتخطوا بنجاح دورات عدة محلية وخارجية وحازوا على اعلى الشهادات لكن طموحاتهم صُدمت بعقبات لا حصر لها! من وجهة نظري الشخصية ان اتحاد الكرة السعودي يتحمل ما حدث لهذه الكوادر الوطنية بحجبه الفرصة عنها رغم أن اغلب دول العالم إذ لم يكن على رأس الجهاز الفني مدرب وطني فإن قائمة المساعدين لا تخلو منهم لكن هنا الوضع يختلف، تهميش غريب جعلنا لا نشاهدهم إلا كمحللين عبر القنوات الفضائية وكأن قدر المدرب الوطني ان يبني نفسه ويطور قدراته ليعمل محللاً فقط إذ لا مكان له في الاندية والمنتخبات السعودية، خصوصاً المنتخبات التي تضم قوائم مدربين اجانب كان مصيرهم الفشل وعادوا بأرصدة مالية كبيرة وكبدوا خزينة اتحاد الكرة خسائر دون ان يكون هناك مردود ملموس لتجاهل الوطني والتعاقد معهم والصورة تتكرر مع كل المنتخبات الأول والأولمبي والشباب والناشئين، والطريف ان صاحب الانجاز الوحيد منتخب الشباب تأهل لكأس العالم بمدرب وطني وهو خالد القروني وعند قرب الاعداد حضر برازيلي ليقطف الثمرة!! في اتحاد الكرة السعودي لا يوجد ادارة خاصة او قسم لرعاية المدرب الوطني بل هنالك ما يشبه الارشيف القديم الممتلئ بالغبار لم يساهم ولو بنسبة 1% من تطور المدرب الوطني وابرازه وتسهيل طريقه وربما يعتمد هذا القسم على العلاقات والمجاملات فتمنح الفرص للبعض وتحجب عن الآخر بطريقة غريبة إذ لا يمكن ان يصدق المتابع ليوسف خميس وصالح المطلق وحسين الحبشي وعبدالعزيز العودة وحمود السلوة وحمد الخاتم وعبداللطيف الحسيني وعبدالعزيز الخالد وجاسم الحربي وامين دابو ومحفوظ حافظ وعبدالله غراب وبندر الجعيثن وفؤاد انور وعبدالرحمن الحمدان وغيرهم الكثير مما لا تحضرني اسماؤهم ان هؤلاء لا يستحقون الاهتمام والفرصة وهم الذين اشرف على البعض منهم مدربون عالميون امثال زجالو وكارلوس البرتو وجويل سانتانا وهيربان والقائمة تطول بجانب خبراتهم الدولية كلاعبين والتدريبية كمدربين وساهموا في انجازات فرق ومنتخبات. المشكلة ان المدرب الوطني السعودي بكل اسف لم تحجب عنه فرصة خدمة منتخبات وطنه فقط بل أصبح عند البعض من المحسوبين على ادارات الأندية والمسؤولين والاعلام محل استخفاف وتندر واطلاق نكات بشكل لا يليق إذ لا غنى للكرة السعودية عن ابنائها المدربين الوطنيين واهمالهم بهذه الطريقة ستكون آثاره سلبية على مستقبل الكرة السعودية ولو القى مسؤولو اتحاد الكرة نظرة او احصوا البطولات العالمية للفرق والمنتخبات في دول اخرى لوجدوا المدرب الوطني حاضراً هناك بكل قوة. اخيراً اتمنى من اتحاد الكره اعادة النظر في وضعي المدرب الوطني ودراسة انشاء هيئة للمدربين الوطنيين على غرار هيئة دوري المحترفين يستظل بها المدربون الوطنيون تنظم عملهم وتمكن من الاستفادة من قدراتهم وتمنحهم حقهم في المنافسة الشريفة مع زملائهم على اثبات وجودهم وايضاً تمنح الفرصة لتقبل آرائهم ومقترحاتهم التي يرون أن تطبيقها يساهم في تطورهم وخدمتهم لرياضة وطنهم وهم أهل للمسؤولية والنجاح بالدلائل والبراهين فأول انجاز اسيوي وتأهل لأولمبياد جاء بقيادة عميد المدربين الوطنيين الكابتن خليل الزياني – وأول بطولة خليجية كانت بقيادة الكابتن محمد الخراشي واكمل المسيرة المدرب الوطني الخلوق ناصر الجوهر – بالفوز ببطولة الخليج ايضاً والتأهل لكأس العالم ولا يغيب عن الذاكرة الانجاز العالمي الذهبي للمدرب الوطني الدكتور عبدالعزيز الخالد بقيادته منتخب ذوي الاحتياجات الخاصه للفوز بكأس العالم مرتين الأمر يحتاج فقط الى التفاتة وتعاطف ودعم رسمي اعلامي ليأخذ المدرب الوطني موقعه كما هو حال نظرائه في الدول الأخرى والأمل معقود بعد الله في سمو الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اتحاد الكرة الامير الشاب نواف بن فيصل ان يولي هذا الامر اهتمامه الشخصي خصوصاً وهو في مناسبات عدة اشاد بقدرات المدرب الوطني ووعد بالاهتمام به وتطوير قدراته ومنحه الفرصة فالمنتخب السعودي الاول هنالك دراسات وجهود لإعادة توهجه وجعله في القمة ويحتاج للوطنيين كمساعدين للمدرب الفني الاجنبي ولعلنا نتذكر كيف ان الايطالي كابيلو عض اصابع الندم واعترف بخطئه لتجاهله المدرب الوطني الانجليزي عندما درب المنتخب الانجليزي في كأس العالم وقال بالحرف الواحد اخطأت التقدير عندما لم استعن بمدربين انجليز لقربهم من اللاعبين ومعرفتهم وتفهمهم لظروفهم وأوضاعهم النفسية والفنية بشكل أكبر.