بعد تأهل شباب الأخضر السعودي إلى المونديال العالمي في كولومبيا بقيادة المدرب الوطني خالد القروني ثم قيادة المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد لمنتخب ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الفوز بكأس العالم لذوي الاعاقة الذهنية للمرة الثانية على التوالي في إنجاز عالمي اثبت المدرب الوطني براعته، ويكفي ثقة الرئيس العام لرعاية الشباب و نائبه بتعيين القروني لتولي تدريب منتخب الشباب والمدرب الوطني عمر باخشوين لتولي تدريب منتخب الناشئين وهذا يدل على اهتمام القيادة الرياضية وإعطاء الفرصة للمدرب الوطني لقيادة هذه الكوكبة من الشباب السعودي في سبيل تطور الكرة السعودية مع ما حظيت به من رعاية واهتمام نتج عنه بروز العديد من اللاعبين الذين تمرسوا في فنون هذه اللعبة ونهلوا من معينها ثم اختتموا حياتهم الرياضية بالاتجاه لحقل التدريب نظراً للكفاءة والخبرة اللتين اكتسبوها مع احتكاكهم بالقدرات التدريبية العالمية وصقل هذه الخبرة بالانخراط في دورات تدريبية في أرقى المعاهد والأكاديميات المتخصصة عالمياً، وبالتالي رسم منهج خاص بهم لا يقل كفاءة عن المدربين الأجانب بل والتفوق عليهم. وإذا أمعنا النظر في ساحتنا الرياضية نلمح أسماء العديد من الكفاءات التدريبية الوطنية التي استطاعت ولا تزال تمخر عباب التفوق في هذا المجال، واعتقد أنه آن الآوان لمنح أبناء الوطن الفرصة لإثبات الذات وتقديم عصارة تجاربهم وخبراتهم للأندية التي تحتضنهم، فالتدريب مهنة تكتسب بالممارسة والإطلاع على المستجدات والاحتكاك بالخبرات وهذا ما يتوفر لدى مدربينا الوطنيين ولعل ما تضمنته إحدى فقرات خطة تطوير دوري المحترفين تؤكد عزم القيادة الرياضية على النهوض بأبناء الوطن من المدربين وإزالة الجفوة التي يجدونها من بعض الأندية، إذ نصت هذه الفقرة على منح مبلغ خمسين ألف ريال سنوياً للأندية التي تستعين بالمدرب الوطني وهذا يعني أن القيادة الرياضية وضعت بهذا القرار الكرة في مرمى الأندية لا سيما ذات الدخول المادي القليلة للاستعانة بأبناء الوطن ومنحهم الفرصة والدعم والتشجيع حتى يتسنى لهم خدمة وطنهم في المجال الرياضي، كما أن في ذلك إيقافاً للهدر المالي الذي يصرف على المدرب الأجنبي ، فابن الوطن الذي هو الواجهة الحقيقية لرياضتنا نلمس فيه الكفاءة والتأهيل ومنح هذا الشرف الذي يُعد وساماً على جيد جميع المدربين الوطنيين ويبقى هنا دور الأندية للأخذ بيدهم ومنحهم الفرصة للإبداع والتألق.