الأسبوع الماضي قال صاحب السمو الملكي النائب الثاني وزير الداخلية – حفظه الله للشعب السعودي: لقد رفعتم رؤوسنا، وأنا أقول أن ذلك لان السعوديين يعيشون دائما برؤوس مرفوعة ويدركون أن ما يجمعهم في هذا الوطن أكبر من أن يتأثر بدعاوى الضلال والفتنة، وأنكم انتم من رفعتم رؤوسنا وكل الشكر والدعاء لكم بالتوفيق والسداد وأن يحمي الله وطننا كيد الحاسدين. نحن السعوديين أبناء هذه الأرض تحمل وجوهنا ملامحها وقلوبنا تضاريسها، نحن نعيش ثورة كل يوم ثورة للمستقبل والإصلاح والرفاه والاقتصاد والحب والولاء نكتب من خلالها المستقبل، وتأخذ من تاريخنا أفكار العمل والطموح، تاريخنا الذي يحمل في طياته أبرز محاور قيام هذا الوطن الشامخ وهى الوحدة الوطنية التي جمعت الشتات والفرقة واستطاعت تحويلها إلى كيان واحد، وبالتالي فالحكم في وطننا ليس سوى مشهد تكتمل فيه كل أطراف الطيف السعودي ويمثل رأس هذا الجسد السعودي وشموخه وضمانة استقراره. لم تعرف بلادنا ثورات أو انقلابات لأن مبرر تلك الأحداث لا وجود لها في حياتنا السعودية وحجم التوافق الواسع بين القيادة والناس كانت الأيام كفيلة بتوضيحها وإبانتها لكل العلم. يشهد العالم الآن أحداثاً ترتبط بواقع كل دولة، أما نحن في المملكة العربية السعودية فمشغلون بكل ذلك لان حياتنا السعودية لا تعرف أسئلة غير هذه وليست بحاجة إلى غيرها، فوحدتنا قامت وازدهرت على يد رجل أسس لهذا الكيان ووضع قواعده المتينة ثم أدار أبناؤه من بعدة المسيرة بكل عزم واقتدار. الدعوات التي ملأت مواقع الانترنت تحض على التظاهر وإثارة الفوضى كان خصمها الوحيد ومن تولى الرد عليها هم أبناء هذا الوطن وبناته، لقد جاء موقفهم ليمثل إجابة فعلية تكشف روح هذا الوطن وضميره، ومنطقة الذي لا يتراجع فيه عن قيمة العليا التي يؤمن من خلالها أن تفتح لها الأبواب والقلوب لدى قيادة هذا الوطن. لقد رسمنا تلاحمنا لوحة من الولاء والاعتزاز واللحمة الوطنية، والقدرة على الإدراك وحماية واقعنا وأمتنا والاعتزاز به، ونحن نعيش في ظل رجل سكن قلوبنا مثلما نسكن نحن عيونه وقلبه. نعم.. نحن نؤمن بالمظاهرات، إنما على طريقتنا الوطنية، ومن أراد أن يتعرف على المظاهرات في السعودية فلينظر إلينا كيف كنا في أكبر مظاهرة ونحن نستقبل خادم الحرمين الشريفين في عودته الميمونة إلى أرض الوطن تلك هى مظاهراتنا، وهذا هو واقعنا الذي نستمد مجده من تاريخنا ونهبه لحياتنا ومستقبلنا.