لم يكن يوم الجمعة الماضي يوماً عادياً على الإطلاق، بل كان يوماً استثنائياً يدون في تاريخ المملكة، ليكون امتداداً للسجل الذهبي الذي دونه ولاة الأمر في هذه البلاد الطيبة، فقد شهد ذلك اليوم أوامر ملكية قدمها ملك الإنسانية لتكون أكبر دليل على الحرص الشديد الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله ورعاه – للارتقاء بالمجتمع السعودي بكافة أطيافه، خصوصاً وأن تلك الأوامر شملت كافة قطاعات المملكة المدنية والعسكرية، والاقتصادية، ولم تترك حتى أقل وأصغر الأمور التنموية شأناً. رواتب ومكافآت شهرين إضافية لموظفي الدولة وطلاب وطالبات التعليم العالي الحكومي ، ورفع سقف المرتبات الشهرية للشباب السعودي، وصرف رواتب شهرية للعاطلين عن العمل، وعزمٌ على توطين الوظائف وغيرها من القرارات التي نالت جميع شرائح المجتمع دون استثناء، كل تلك القرارات الحكيمة التي تلت الكلمة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين جاءت لتؤكد حرصه – أيده الله – على استمرار المسيرة التنموية الكبرى التي بدأها منذ توليه زمام الأمور في هذه البلاد، وسعيه الدؤوب على تحقيق الرقي والتطور المنشود للمجتمع السعودي الأمر الذي ينعكس على كافة نواحي الحياة في مملكتنا الغالية. ولا أنسى في هذا المقام أن أؤكد على أهمية الدعوة التي وجهها – حفظه الله – لمنشآت القطاع الخاص والتي اقتضت ضرورة مساهمتها في العملية التنموية، كونها تعتبر جزءا لا يتجزأ من اقتصاد المملكة وأحد أهم الروافد الداعمة له، حيث يجب أن نقر بأن القطاع الخاص لابد أن يكون هو المحرك الرئيسي لاقتصاد وطننا ليجسد مفهوم الاقتصاد التكاملي دون الاعتماد على موارد الدولة، وهذا هو الأساس الذي تقوم عليه جميع الأنظمة الاقتصادية العالمية الناجحة. وتجاوباً مع الأوامر الملكية اتخذت شركة الرياض العالمية للأغذية حزمة من القرارات الإدارية والتي تضمنت رفع الحد الأدنى لمرتبات منسوبيها السعوديين إلى ثلاثة آلاف ريال، إضافة إلى صرف رواتب شهرين إضافية لهم تأسياً بالأوامر الملكية الكريمة، فضلاً عن التزامها برفع نسبة توطين الوظائف من 28% ممثلة ب 480 موظف حالياً على رأس العمل إلى 30% خلال العام الجاري 2011م والاستمرار على رفع هذه المعدلات بشكل سنوي، ونحن بذلك نسعى إلى استمرار تضامننا مع القرارات الحكيمة لحكومتنا الرشيدة والتي حرصنا على تطبيقها منذ أن تأسست شركتنا عام 1993م، عندما حصلنا على الامتياز الحصري لسلسلة مطاعم ماكدونالدز العالمية في المناطق الوسطى والشرقية والشمالية من المملكة، حيث أخذنا على عاتقنا مسؤولية تبني عدد من برامج توطين الأيدي العاملة بالشراكة مع وزارة العمل وصندوق تنمية الموارد البشرية الأمر الذي مكننا من توظيف وتدريب أكثر من 3500 شاب سعودي حتى تاريخه. إن جملة تلك القرارات الحكيمة التي أقرها والدنا ومليكنا قد أدخلت المملكة منعطفاً تاريخياً جديداً سيسهم في تأكيد قوتها الاقتصادية ورفع مكانتها بين دول المنطقة والعالم بأسره. وختاماً لا يسعني إلا أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لإخواني وأخواتي أبناء هذا الوطن على ما أبدوه من ثقة ووحدة وتلاحم مع قيادتهم الرشيدة، كما أتقدم بخالص الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين والنائب الثاني وكافة قياداتنا الحكيمة – حفظهم الله ورعاهم – على ما يبذلونه من جهود وما يقرونه من توجيهات من شأنها الارتقاء بالوطن والمواطن، راجياً من المولى عز وجل أن يحفظهم ويديم عزهم ويوفقهم لما يحب ويرضى، وأن يجعل ما يقدمونه رمزاً للبر والعدل والإحسان ويلبسهم ثوب الصحة والعافية ويبقيهم ذخراً للإسلام والمسلمين وعزاً للمملكة العربية السعودية ولشعبها الكريم. *الرئيس العام لشركة الرياض العالمية للأغذية