قال عضو الجمعية الفقهية بجامعة الإمام وخبير السياسة الشرعية الشيخ الدكتور محمد بن علي البيشي لم تكن تلك الكلمات التي تحدث من خلالها ملك المملكة العربية السعودية لشعبه في يوم الجمعة المبارك هي مجرد رابطة مفروضة بين الراعي والرعية أو الحاكم بالمحكوم ، بل امتدت لتكون علاقة سامية والتحاما رائعا يتجاوز كل ذلك بأبعاد ؛ لأنه حديث الود بين الأب وأبنائه بين عبدالله بن عبدالعزيز والشعب السعودي ، أدهشتني مواقفه التي تروي باختصار بساطته و تواضعه على جلالة منزلته. وأضاف الشيخ البيشي أود أن أشيد بحزمة الأوامر الملكية التي تلقاها المستمعون يوم الجمعة الماضي من لدن ملك القلوب بحفاوة واستبشار بمستقبل المملكة وطنا وشعبا، وهي صادرة بحكمة مجربة منه ليست وليدة لحظة أو مخاض مناسبة أو نتاج ظروف خاصة أمره بإنشاء هيئة مكافحة الفساد برئاسة محمد بن عبدالله الشريف وهي خطوة بأميال، لأن الله تعالى حبانا في هذا الوطن بنعم كثيرة ومركز اجتماعي كريم لكل مواطن تجعلنا محصّنين من الحاجة إلى الغير وإحداث الفساد، ونبقى في وضع الأمان مما يجعلنا ندعم و نعزّز - كل في مكانه - عمليات الإصلاح الشامل والمستمر، وذلك يتطلّب منا أفراداً و منظمات مجتمع مدني ابتداء من ولاة أمرنا المشاركة في عملية الإصلاح، مع بعدنا التام عن محاباة المصالح الشخصية أو أصحاب النفوذ ، لأنّ مصلحة الوطن وأمنه وحمايته تعني الجميع ، لكنّ هذا الإصلاح لا يمكن له أن يرى النور إلا إذا بادرت الجهات المخولة برقابة المشاريع وتنفيذ الأوامر بشكل إيجابي ترجمة ذلك على أرض الواقع ابتداءً من لحظة سريان النظام التأسيسي للهيئة . وأكد الشيخ البيشي أن الفساد ليس حالة فردية أو طبيعة مقتصرة على المملكة بل في كلّ العالم ، فهو يمثل حقيقة جملة مصالح متداخلة ومركّبة، لها نظامها وآليات عملها وعناصر قوتها، وصوره وأشكاله متعددة ، يطوّر نفسه باستمرار ، ويَظهر بوجوه مختلفة مما يحتم علينا من مبدأ الأمر الشرعي والواجب الريادي الإصلاحي والوطني أن نفعله ونسانده. وبين الشيخ البيشي بأن المفسدون يملكون الإمكانيات والقدرات للدفاع عن مصالحهم وذاتهم والتلاعب على النظام، كما نرى في أكثر من موقع في هذا الوطن " مشاريع الأنفاق، غرق جدة وغيرها، فسهولة الحصول على المال بغّير وجه حقّ يُسهّل صرفه بطرق غير مشروعة.