حبست كارثة اليابان أنفاس المحللين الاقتصاديين والمختصين المطالبين بإقامة المفاعلات النووية التي بدورها تنتج الطاقة البديلة للنفط بحجة أن المورد الرئيسي للطاقة " النفط " سينضب ، وخصوصاً أن كارثة اليابان التي تملك الخبرة والتقنية والموارد البشرية ليست الأولى وإنما من إجمالي 23 كارثة منذ مطلع عام 1950 ميلادية والتي نتج نتجة عنها كوارث بيئية وبشرية ، وعلق رئيس جمعية اقتصاديات الطاقة السعودية الدكتور محمد بن عبدالعزيز السهلاوي على كارثة اليابان الطبيعية والتي تسببت في تسرب إشعاعات المفاعلات النووية وأوقفت الحركة الاقتصادية قائلا " تلاشى التخوف في إنشاء واستخدام الطاقة النووية بحجة أنه " آمن" ولكن للأسف المخططات السياسية وحتى المحللين الاقتصاديين والمختصين في هذا الشأن لم يوضحوا مخاطر هذا التوجه حتى أصبح التنافس قويا على إنشاء تلك المفاعلات النووية بحجة أن النفط قابل للنضوب ، موضحاً أن قضية نضوب النفط واقعية ولكن تذبذب الأسعار بسبب العوامل الجيوسياسية وارتفاعاته غير المبررة سبب رئيسي لاستحداث أي نوع من الطاقة البديلة حتى لو كانت خطرة. وقال الدكتور السهلاوي ل " الرياض" يجب أن تعي الدول المتقدمة أن الآثار السلبية لمصدر الطاقة البديلة " النووية" وأن تضع حدوداً لهذه الاتجاهات وخصوصا الدول النامية التي لا تملك الموارد البشرية والتقنية القادرة على إنتاج هذه الطاقة موضحاً أن الطاقة النووية خيار خسار". وأضاف اليابان التي تملك التقنية والموارد البشرية خير تجربة في إنتاج هذه الطاقة حيث تواجه في الوقت الراهن بسبب الكارثة التي حلت بها تسرب الإشعاعات النووية التي تتجاوز أثره البيئية والإنسانية حدود الخطر ، قائلا" إن بعض الدول التي لا تملك القدرات العلمية والبشرية لإدارة وتشغيل المفاعلات النووية تسير نحو إنتاج هذه الطاقة ضاربة بمخاطرها وآثارها عرض الحائط". وبالرغم من توقع بعض الخبراء نقصا في الطاقة الكهربائية في المستقبل البعيد نتيجة ظاهرة انحباس حراري سببتها أنشطة بشرية مثل تكرير النفط ومحطات الطاقة وعوادم السيارات وغيرها من الأسباب وهناك اعتقاد سائد ان الطاقة النووية هو السبيل الأمثل لسد هذا النقص في المستقبل ولكن رئيس جمعية اقتصاديات الطاقة السعودية التوجهات المستقبلية للطاقة قال " المصادر الموثوقة في الوقت الراهن هي الطاقة الشمسية الأكثر أماناً وهي طاقة المستقبل ، مشيراً إلى أنه يجب مراعاة التوجهات السريعة التي قد تسبب آثارا سلبية لاقتصاديات العالم والأخذ بعين الاعتبار بتلك الآثار". وأشار الدكتور السهلاوي إلى أن الطاقة النووية تعتبر من أخطر مصادر الطاقة البديلة في الوقت الراهن ، مشيراً إلى كارثة مفاعل تشيرنوبيل الروسي في الثمانينيات الميلادية وتأثيره على الاتحاد السوفيتي آنذاك. وتحدث عن العوامل الجيوسياسية التي لعبت بدورها في تذبذبات أسعار النفط من حيث الإرتفاع والطلب موضحاً أن العوامل الحالية ليس لها علاقة بالعرض والطلب وإنما التأثيرات الجيوسياسية لها دور أكبر في ذلك.