بعد أن منحت الجائزة مناصفة بين الروائية السعودية المتميزة رجاء عالم والروائي المغربي محمد الأشعري قالت لجنة تحكيم البوكر ، انه لا يوجد قانون يمنع منح الجائزة لروايتين معاً. واثار قرار لجنة التحكيم بعد منحها الجائزة لروايتين معاً حالة من الجدل افتقدتها الجائزة منذ إعلان قائمتيها الطويلة ثم القصيرة العام الجاري. وعقدت لجنة التحكيم مؤتمرا صحفيا عقب توزيع الجوائز حيث دارت معظم الأسئلة والمداخلات التي شهدها المؤتمر حول مبررات لجنة التحكيم لاتخاذ قرار الفوز بالمناصفة، وقابلية تكراره في المستقبل. بينما اعتبر بعض الحضور أن منح الجائزة مناصفة سيؤدي إلى إضعافها، ويفتح الباب للجوء إلى هذا الخيار لتحقيق توازنات معينة بين أعضاء لجنة التحكيم في الدورات المقبلة ، ويقلل من حماس المتنافسين على هذه الجائزة الهامة في الأدب والرواية . لجنة تحكيم البوكر: لا قانون يمنع منح الجائزة لروايتين معاً وأوضح رئيس لجنة تحكيم الجائزة، الأديب العراقي فاضل العزاوي في تصريحات نشرتها وسائل الاعلام الاماراتية ، أن قرار اللجنة بمنح الجائزة مناصفة جاء بعد مشاورات استمرت ساعات طويلة بين أعضاء اللجنة، قبل أن يصدر القرار بالإجماع إنصافاً لكل من الروايتين الفائزتين "القوس والفراشة" و"طوق الحمامة ". وقال إن القرار لم يكن سهلاً، ولم يسبق واُتخذ قرار مماثل في تاريخ الجائزة العالمية سوى مرة واحدة منذ 20 عاماً، ولم يتكرر بعدها، ولذلك كان لا بد من إجراء مشاورات مع رئيس مجلس أمناء الجائزة لمعرفة إذا ما كانت تقاليد الجائزة تسمح به أم لا. وأضاف: كانت هناك محاولة لإثنائنا عن القرار، ولكن أمام تمسكنا به وإصرارنا عليه تمت الموافقة عليه، مع التأكيد أنه قرار استثنائي جداً ومن الصعب أن يتكرر، وهو ما يعد دليلاً على قوة لجنة التحكيم وتمسكها برأيها ورؤيتها، وليس على الارتباك كما ذهب البعض. وقال عضو لجنة التحكيم، الشاعر الأردني أمجد ناصر، إن قرار اللجنة جاء بعد 10 ساعات من النقاش المتواصل الذي تناول الروايات الست في القائمة القصيرة، وقررنا بالإجماع أن منح الجائزة لرواية واحدة من الاثنتين سيكون ظلماً حقيقياً. وأضاف إنه كان من المستحيل تجاوز رواية دون الأخرى، من منظور معايير تقييمية خاصة بلجنة التحكيم، وربما لو تجمع أشخاص آخرون لكانت لهم اختيارات أخرى. لتقارب تميزهما من البعض. بينما أشار عضو اللجنة، الناقد المغربي الدكتور سعيد يقطين، إلى وعي اللجنة باتجاه بعض الجوائز العربية لتبني الأعمال التي تركز على قضايا بعينها مثل قضايا المرأة والجنس والإرهاب، بصرف النظر عن أهمية هذه الأعمال، خصوصاً في ظل تناول هذه القضايا في معظم الروايات التي ترشحت للقائمة القصيرة. وقال إن "اللجنة حاولت التعامل مع بعض القضايا، مع الإشارة إلى أنها من صميم الواقع الاجتماعي، وليس باعتبارها عابرة وطارئة". وفي تعليقه على اقتسامه الجائزة مع رجاء عالم، قال محمد الأشعري في تصريحات صحفية نشرتها وسائل الاعلام إن "مشاركته في الجائزة منذ البداية تعني قبوله للعبة وقواعدها، وعليه أن يقبلها بالكامل، وليس لدي تعليق سوى التعبير عن سعادتي باقتسام الجائزة مع الكاتبة رجاء العالم، إذا ما رحبت هي بذلك"، ثم عاد ليقول في رده على سؤال آخر "حتى لو لم أكن راضياً فلن أقول ذلك". من ناحيتها، أشارت رجاء العالم، رداً على آراء وصفت رواياتها بأنها «نخبوية»، إلى أن أعمالها لا تحمل تركيبة معقدة، بل هي مجريات الحياة اليومية، موضحة أنها "في الكتابة تكون في تحدٍ لتتمكن من مواكبة العصر الذي يتحرك بسرعة شديدة". وقالت: "من الصعب التكهن إذا ما كانت روايتي ستلقى مزيداً من الرواج في المستقبل أم لا، خصوصاً في ظل ابتعاد الأجيال الجديدة عن اللغة العربية، ولكن لدي قناعة بأن كل لوحة في الرواية تتحدث عن جذور لنا، سيتم اكتشافها في يوم من الأيام ، وهذا ما ورد في روايتي " طوق الحمام". وقالت منيرة القاضي عضو لجنة التحكيم البحرين: أنا في الحقيقة محظوظة جدا لاختياري في لجنة التحكيم التي كانت متجانسة كثيرا ومتآلفة، وحتى لم تحدث اختلافات في الرأي فقد كان هناك الكثير من الرقي في التعامل واحترام الرأي الآخر، إلى حدّ أننا كنا نقف بالنقاش عند مفاصل محددة لأن الهدف من هذه الأعمال الروائية ذاتها هو الوصول إلى التمايز الفني بحيث نخرج في النهاية بالقائمة الطويلة ثم القائمة القصيرة، إلى أن خرجنا بالنتائج التي فاز بها محمد الأشعري ورجاء عالم وهما جديران بذلك.