انطلقت فعاليات ندوة رؤية مستقبلية للحد من بطالة الخريجات في الجامعات السعودية أمس الأول في جامعه الملك سعود بعليشة للبنات، وذلك من خلال التطرق عن تشكل البطالة في الاقتصاد السعودي، بمستواها الحالي، في شقيها الرجالي والنسائي، وقال الدكتور عبد العزيز داغستاني إنها معضلة حقيقة تتجاوز آثارها الجانب الاقتصادي، إذ أصبحت تشكل خللاً له إفرازات اجتماعية وأمنية لا يمكن إغفالها. في حين تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن نسبة البطالة بين الذكور تقترب من 10%، تصل نسبة البطالة بين الإناث إلى نحو 30%، مع ضعف نسبة القوة النسائية السعودية المشاركة في سوق العمل، إذ لا تتجاوز 14.4%. وتابع: إن بحث الآثار الاقتصادية للبطالة يرتبط بشكل مباشر بدراسة الآثار الاقتصادية المترتبة على السياسات التي تتخذها الدولة لمعالجة البطالة في المجتمع. وهذا الأمر يختلف بالضرورة من اقتصاد لآخر، وفق هيكل الاقتصاد الكلي وتركيب سوق العمل. ومن هذا المنطلق، تبحث ورقة العمل هذه في الآثار الاقتصادية، بشقيها الإيجابي والسلبي، لمعالجة البطالة في الاقتصاد السعودي، وذلك في إطار إجراءات توطين الوظائف، وهو ما يعرف بالسعودة، ومن منطلق التساؤل الذي يطرح في هذا السياق، وهو هل يعقل أن يعاني مجتمع من البطالة في مواطنيه ولديهم نحو 8.4 ملايين من غير المواطنين؟ تحدث فيها عميد التطوير بجامعة الملك سعود الدكتور سالم القحطاني الفجوة بين مخرجات التعليم العالي واحتياجات سوق العمل، وقال: يطمح أرباب العمل في السوق السعودي إلى أن تكون الخريجة قادرة بعد تخرجها على ممارسة المهام الموكلة إليها في مجال تخصصها بكل كفاءة وإتقان. من جهته قال الأمين العام للغرفة التجارية والصناعية بالرياض حسين بالعذل إن الجهود المتواصلة لتنمية الموارد البشرية وخصصت لهذا الغرض اعلى نسبة في مخصصات خطط التنمية المتلاحقة من اجل تهيئتها للمشاركة في مشروعات التنمية، الا ان سوق العمل قد عاني من مجموعة من الاختلال أدت الى بعض النتائج السلبية في مقدمتها ارتفاع معدل البطالة في قوة العمل الوطنية نتيجة لعدم توافر المواءمة الكافية بين مخرجات التخصصات التعليمية واحتياجات سوق العمل. كما أكدت الدكتورة الجوهرة الزامل أن خطورة مشكلة البطالة لا تتمثل في التزايد المستمر في أعداد العاطلين الذين تجاوزت أعدادهم المليار في مختلف أنحاء المعمورة؛ وما يمثله ذلك من إهدار للعنصر البشري، وما ينجم عنه من هدر اقتصادي؛ ولكن مكمن الخطورة يتمثل في المردودات الاجتماعية والنفسية والسياسية العصية على الحصر التي ترافق البطالة. و تطرقت الزامل لبطالة الفتيات وما يترتب عليها من آثار سلبية ، فغالب الدراسات تركز على بطالة الذكور، متناسية اعتماد العديد من الأسر على من يعولهن من النساء . ومن الجانب الاجتماعي أيضا قالت الدكتورة فوزية البكر إن الثقافة المجتمعية تؤثر في ثقافة العمل لدى الفرد من حيث طبيعة هرمية السلطة خارج المؤسسة والعلاقات القبلية وتأثيرها في الاختيار والأساليب الإدارية التي تدار بها المؤسسة والثقافة الذكورية التي تسيطر على المؤسسات التي تخدم الجنسين كالمدارس والجامعات والبنوك إضافة إلى المناخ المؤسسي في أماكن العمل والذي يحدد نسبة الانتاجية ومستواه. وأشارت إلى أن النتائج النفسية السلبية الوخيمة، للبطالة بكافة أنواعها ووجدت كثيرا من الدراسات ارتباط عالٍ بين البطالة ونشوء اضطرابات نفسية كتعاطي المخدرات، وأيضا السلوكيات الخطرة مثل: الانتحار، والعنف ضد أفراد الأسرة، أو ضد الآخرين. وبصورة عامة انخفاض الشعور بالسعادة في الحياة، وتدني الإحساس بالرضاء عن الذات، وضعف تقدير الذات.