"أبو نوره" كنية يضجر منها صاحبها، وينزعج كثيراً عندما يسمع أحد يكنيه بها، بالرغم من أنّ الله تعالى رزقه بأبناء ذكور، إلاّ أنّها ظلت عالقة في أذهان بعض أصدقائه وأقاربه..ضجر "أبو نوره" كثيراً وطالب بعدم تسميته بهذا الاسم ولا ينادى به طيلة حياته من كل من حوله، داعياً إلى مناداته باسم ابنه الأكبر أو احد أبنائه الذكور، ليس سخطاً من أنّ لديه أنثى، بل لأنّه يريد أن يساير المجتمع الذي تعايش بداخله، وحتى لايشعر بأنّه غريب أمام مجموعة من الرجال، هكذا هو بفكره ومعتقداته، فهو لايحبذ أنْ يقترن اسمه بأنثى كطبيعة تعايشها البشر معتقدات وجدل وآراء متضادة في كنية الرجل، فمنهم من يفضل كنية الرجل باسم الذكر مع عدم وجوده، والامتناع عن الأنثى، وآخرون يفضلون الأنثى، وبالنهاية كلهم يجزم بأنهم أبناؤه فلما هذا الجدل والرفض. عادات وتقاليد بدايةً ذكر "عبدالله السالم" أنّ المتعارف عليه في المجتمع هو تكنيته باسم الابن، وإذا كان للرجل ابنة كبرى فهو يسمى باسمها لحين أن يرزقه الله بابن ويكنى به، مرجعاً ذلك لطبيعة المجتمع التي تفرض على البعض أن يسموا باسم الابن الذكر، مضيفاً أن البعض من الرجال يكنون بكنية قبل الزواج وقبل أن يرزق بأبناء فليس مانعاً أن يكنى باسم الابنة الكبرى طالما لم يرزق بأبناء، مؤكداً على أنّ طبيعة المجتمع والعادات والتقاليد عند البعض لا يحب أنْ يعلم أحد بأسماء محارمه حتى لو كانت طفلة صغيرة. نظرة المجتمع ويوافقه الرأي "محمد السليمان" الذي أشار إلى أنّ المجتمع الذي يعيش فيه الشخص يحكمه بكل شيء حتى في هذا الأمر، فمن ينادي باسم البنت قد يرى فيها حرجا، خصوصاً لدى بعض المجتمعات التي يعتبرون الإفصاح عن اسم المرأة عيباً للرجل، ويعتبرونه احتماء بها، وعندما ينادى أحد الآخر باسم ابنته فهم ينقدونه ويتحدثون بكلمات جارحه للرجل في أنْ يقرن اسمه باسم أبيه لو لم يرزق بذلك، فاختلاف المجتمعات لدينا تولد العديد من المعتقدات المختلفة التي لايمكن أنْ نفرضها على مجتمع دون آخر، مفضلاً كنية الولد مجاراة لمجتمعه دون سبب آخر. الغالبية يراها عيباً وإجحافاً في حق الابن.. والبقية يرونها موروثاً يصعب الخلاص منه إجحاف في حق الابن وذكر البعض أنّ لكنية الأنثى أثرها البالغ على الابن، حيث أوضح "سعد بن عبدالعزيز" أنّ مناداة الرجل باسم ابنته الكبرى مع وجود ابن فيه إهانة للابن وإجحاف في حقه وتقليل من رجولته، مضيفاً: لدي صديق كنيته "ابوشهد" فرزقه الله بالابن وحتماً ستتغير كنيته على ابنه، مفضلاً أن يكنى الأب باسم الابن وعدم البقاء على اسم الابنة كما هو معتاد ومتعارف عليه. تقليل من قيمته ويشاركه الرأي "سليمان الصالح"، الذي اعتبر أنّ إغفال دور الابن في شي يستحقه وهو الأولى به، وخاصة في مجتمعنا؛ يعد تقليلا من شأنه وعدم تقديره لا من قبل والده ولا من حوله، خصوصاً إذا كانت مناداته في مجتمع يكون متواجدا فيه فيشعر بعدم قيمته أمام الرجال لأنّ والده لايعيره أي اعتبار ويفضل اعتزازه بابنته دون ابنه، وهذا ما يشعر فيه كثير من الأبناء عندما يكبر ويرى أنّ كنية والده غير مرتبطة باسمه فيشعر بالضيق. أمر طبيعي ولتغير مسمى كنية الابن وانتقالها من الابنة أمر طبيعي، وهذا ماذكره "بدر العسكر" حيث قال: "كنتُ أنادي باسم (أبو ريم) فلما أكرمني الله تعالى بالابن تغيرت كنيتي إلى (أبو راكان) وذلك بشكل تلقائي من كافة المحيطين بي من إخوة أو زملاء أو أقارب دون طلب مني أو اعتراض فالأمر طبيعي"، مضيفاً أنّ البعض قد لايتقبل تسمينه باسم الابنة، معتبراً ذلك حرية شخصية ترجع إلى ثقافة المجتمع حوله والطبيعة الأسرية، حيث هناك أناس لايحبذون كنية الابنة وينادونه باسم إما الأب أو أي اسم آخر يختاره، مؤكداً على وجود أشخاص مازالوا يكنون بأسماء بناتهم مع وجود أبناء ذكور ولايرى في ذلك عيباً. متعارف عليه ومن جهة أخرى ذكر "خالد اللحياني" أنّ الاستمرار على كنية الابنة الكبرى مع وجود ذكور لا يمثل أي مشكلة من جميع النواحي، مفضلاً تغيير الكنية إلى اسم الذكر كما هو مألوف لدى الناس والمجتمع، مضيفاً: لو استمر الأب على كنية الابنة لايعتبر تقليلا من شأن الابن الأكبر فالأمر عادي جداً. فخر واعتزاز ويخالفه الرأي "أبو عبدالملك" قائلاً: "لا أرضى بأن يكنيني أحد باسم ابنتي بالرغم أنّه ليس لدي إلا ابنة واحدة إلا أنني أرفض تماماً مناداتي باسمها مهما كان الأمر"، معللاً ذلك؛ لأنّ الرجل يستند إلى ابنه بمسماه، معتبراً ذلك فخرا واعتزازا خلافاً لاسم الفتاة الذي لايمثل ذلك، معتبراً من يُنادى باسم ابنته شخصاً غير مبال حيث يعد ذلك عيباً في حق الرجل، مضيفاً: كيف لي بمجلس رجال أنادي فيه باسم امرأة، فيفضل مناداته باسمه الصريح دون اسمه ابنته. الاسم المحبب بينما يفضل "محمد بن عبدالرحمن" البقاء على كنيته "أبو سارة" لأنّ هذا الاسم محبب لديه ولأنه يحمل اسم والدته، مضيفاً أنّ بعض المجتمعات للأسف تجحف حق المرأة لدرجه أنها لاتريد الأب أنْ يكنى بها، لمعتقدات خاصة قد لايدركها البعض، مضيفاً: لدي عدد من الأولاد لكني أنادى باسم ابنتي ويفرحني كثيراً، وقد يكون لأنّها الابنة الوحيدة، وقد يعتب الأبناء علي في بعض الوقت لكن أقنعهم بأنّ هذه الأمور ليست محل جدل فكلهم أبنائي وشرف لي أنْ أنادى باسم أي احد بلا تفرقة. الشعور بالتميز وفضل "أبوغيداء" الرأي نفسه فهو يفضل مناداته باسم ابنته مع أنّ لديه عدة أبناء وباقي على هذه الكنية، قائلاً: "أشعر بالتميز عندما أنادى باسم ابنتي بغض النظر عن المجتمع، فلو سايرنا المجتمع وأفراده على مايريد ويفضل لم نهنأ بعيشنا، مفضلاً مناداته دائماً باسم"أبوغيداء" مع وجود الأبناء، ومازالت هذه الكنية مستمرة دون اعتراض الأبناء، وسوف تستمر بإذن الله لأنها الابنة الأولى. نظرات غريبة وأوضح "حمد عبدالسلام" بأنّه يرفض تماماً مناداته باسم الابنة الكبرى، مضيفاً بأنه رُزق بولد بعد 3 بنات، مضيفاً: ولا أحب مناداتي باسم إحدى بناتي ليس سخطاً أو تذمراً، فكلهم أبنائي، بل لأنّي أرى نظرات غريبة من قبل البعض عندما أنادى باسم الابنة، مفضلاً اقتران اسمه باسم الذكر، حيث إنه عندما رزق بالولد تضايق كثيراً عندما يناديه أحد بأسماء بناته، وقد لايرد عليه في بعض الوقت. جاهليه وتعصب واعتبر "أبو لمى" من يغضب ويكره مناداته باسم البنت جاهلية وتعصبا، قائلاً: "لدي ابنة وولد وليس لي كنية معينة، فلما رزقت بالبنت الأولى كان أكبر فخر أشعر به عندما أُنادى باسمها؛ لأنّها ابنتي وعندما رزقت بالابن مازال البعض يناديني بالابنة فليس عيباً وليس غريباً، ولم أكره ذلك، فلي الفخر بمناداتي بأي منهم؛ لأنّهم كلهم أبنائي فلما هذا التعصب". محدودية في التفكير ويوافقه الرأي "وليد الحمد" مؤكداً على أنّ مَن يرفض ذلك يدل على قلة عقله، وانعدام الرزانة، ومحدودية تفكيره، في هذه الأمور، معتبراً ذلك أمراً لايمكن رفضه من قبل أي شخص يحمل الثقافة والعقل الرزين، مضيفاً: أنّ مجتمعنا للأسف أصبح شديد الانتقاد لكل شيء والرفض لكل شيء فالكل يريد مسايرة الناس على مايهوى، وهذا بالطبع شيء غير صحيح ومحال فرضه، ويمنع مثل هذا الأمر من قبل أشخاص في مجتمع واع ومثقف يعتز بالفتاة وبرفعة شأنها، وأن يحمل اسمها ذات يوم فليس لهذا الأمر أي حدود أو منع. جميل ومميز وللمجتمع النسائي رأي آخر فتذكر "الهام فهد" أنّ المرأة لاتسخط وتتضجر من اسم البنت بل تفضله أحياناً على الولد، كونها هي التي تختاره وخصوصاً عندما تكون الابنة الأولى فتختار اسماً جميلاً ومميزاً عندما يقرن بها وتنادى به ويعجبها ذلك، فالمرأة تفضل اسم البنت في كنيتها ولاترى فيه ضجراً. الصدارة للابن بينما ترى "بدريه عبدالرحمن" أنّ العادات والتقاليد والعرف في مجتمعنا، أجبر أن تكون الصدارة للابن في كنية الأم أو الأب، فقليل من يستمر في كنية البنت وخصوصاً عندما يرزقون بأبناء، مضيفاً: نحن مجتمع النساء لانرى فيه عيباً بل نتقبله، بخلاف الرجل الذي يطمح بأن يرتبط باسم الذكر أكثر من الأنثى، لكن نظل نساير المجتمع وغالباً لو ارتبط اسم الابنة بكنية الأم فهو لن يدوم طويلا على الأب وحتماً سيتغير بأقرب وقت. استغراب وعلى العكس من ذلك تذكر "أم محمد" أنّ اسم الذكر له صيته أكثر من اسم الأنثى، وقد يكون في بعض الأوقات اسم الأنثى مستغرباً ومستنكراً؛ لأننا اعتدنا على كون الذكر هو من يكنى به والده أو والدته، مضيفة: المرأة والرجل دوماً قبل أن يرزقوا بأبناء تراهم مقترنين باسم ذكوري بطبيعة الحال، ونادر جداً من يبحث عن اسم أنثوي إلا عندما يرزقون به ويصبح مفروضاً عليهم فهذا هو حال مجتمعنا.