عندما صعد العالم الياباني شويشي يوشي ياما إلى المنصة في قاعة الاجتماعات بأحد فنادق طوكيو مؤخرا، كانت الغرفة تحلق في جو من الإثارة حيث الأضواء الخافتة بينما العديد من الحشرات الزاحفة الموضوعة في حاويات بلاستيكية شفافة تزاحمه على المنصة. واحتشد أكثر من 120 شخصا في القاعة ليستمعوا إلى يوشي ياما وهو يحدثهم عن أكل الحشرات، في ممارسة لا يرى أنها ممتعة فحسب بل أيضا قد تكون غاية في الأهمية لاستكشاف الفضاء ولتخليص الجنس البشري من أزمات نقص الغذاء. ويقول يوشي ياما مؤلف كتاب الطبخ بعنوان «متعة طبخ الحشرات» The Joy of Cooking Insects: «الحشرات مسلية للغاية. ويبدو أن تعلقي بها بدا معي منذ أن كان يحلو لي أن اجمعها وأنا صغير». يوشي ياما يتناول وجبته المفضلة عالم ياباني يعرض في أحد الفنادق وجبة فراشات الحرير وكأس شاي من الروث الجراد والقمل المقلي والذباب وصراصير من مدغشقر وتايوان.. وجبات تحتوي على البروتين وتضمن رسم الدخول البالغ 1500 ين (18 دولارا) وجبة تتكون من كرتين من الأرز محشوتين بفراشات الحرير المنزوعة الأجنحة وكأسا من الشاي مصنوعا من روث فراشات الحرير. وكان من بين "ضيوف الشرف" على المنصة صراصير من مدغشقر وجراد وصراصير ليل عملاقة من تايوان. وتم اختيار عدد قليل من الحضور لتذوق يرقات حشرات صراصير الحصاد، وصاح شاب بعد أن ابتلع لقمة "إنها لذيذة" ورد عليه بعض الحضور بصيحات استهجان. تيمبورا من حشرات وعلى الرغم من أن أكل الحشرات يبدو أمرا غير مألوف على الإطلاق، إلا أن هناك أوجها من الجدية في حملة الدكتور يوشي ياما. فسكان العالم على وشك الانفجار ليصل إلى تسعة مليارات نسمة في عام 2050 أي مرة ونصف مثله حاليا. وتعمل منظمة الأممالمتحدة على إعداد ورقة تتضمن النظر إلى أكل الحشرات كخيار قابل للحياة لتوفير القوت اللازم لإطعام الجنس البشري. ويقول الدكتور يوشي ياما، "لا أعتقد أننا سنعاني من النقص في الغذاء قريبا ولكن بالنظر إلى السيناريوهات على المدى البعيد فقد أثبتت الأبحاث أن الحشرات تحتوي على مكونات غذائية جمة ويمكن أن تعمل كمصدر عملي للطعام". ويمضي الدكتور يوشي ياما قائلا، "يمكن إنتاج الحشرات في مساحات صغيرة وهي تصل مرحلة البلوغ بسرعة وتعتبر منجما للبروتين". ويمكن لاعتماد الحشرات كطعام أن يلعب دورا أيضا في جهود الإنسان لاستكشاف الفضاء. وكمثال فإن الوكالة الفضائية اليابانية لاستكشاف الفضاء تجري أبحاثا لإدراج الحشرات في برنامجها الزراعي الفضائي. وفي هذا الصدد يقول الدكتور يوشي ياما ،"وزن بيض الحشرات خفيف للغاية ويمكن نقله بسهولة إلى الفضاء، حيث ينمو ليعمل كمصدر جيد للغذاء. وبإمكان ديدان الحرير أن توفر غذاء غنيا بالبروتين لرواد الفضاء في المستقبل وخاصة أولئك الذين سيبقون لمدة طويلة على كوكب المريخ". وهكذا فقد يجلس رواد الفضاء في المستقبل إلى الموائد ليتناولوا وجبات تتكون من القمل المقلي بالإضافة إلى طبق جانبي من الذباب. ويقول الدكتور يوشي ياما إن وجبته المفضلة هي زيز الحصاد، ويستطرد قائلا، "من الأفضل اصطياد زيز الحصاد فور خروجه من التربة والتصاقه بأوراق الأشجار. إنها لذيذة إذا تم تناولها في شكل "تيمبورا" (وجبة حشرات مقلية أو مخلوطة بالخضر والزبد). كما أحب الجراد. صحيح انه صعب الاصطياد لأنه كثير القفز ولكنه يشعرك بأنك صياد حقيقي". زيز الحصاد الوجبة المفضلة لدى الدكتور يوشي ياما