اعترف الكاتب والناقد يوسف الشاروني أن دور المثقف في الوقت الراهن أصبح دورا هامشيا مؤكدا أنه رغم محاولات التعبير التي يقوم بها هذا المثقف إلا أنه فشل في التغيير وأرجع ذلك لعدة أسباب أهمها سيطرة ثقافة الصورة على مجريات العصر مما وضع القراءة في منطقة محدودة حيث يقول: بالإطلاع على مختلف المطبوعات من صحف ومجلات وكتب سنجد أن هناك محاولات عديدة لوضع حلول لكثير من أزماتنا المعاصرة وأهمها الفراغ الفكري والروحي الذي يعاني منه الجيل الجديد إلا أن كل ذلك لا يتعدى كونه مجرد كلام في ظل الانفصال الحاد بين الشباب وهذه المطبوعات، هذا في الوقت الذي تملأ فيه وسائل الإعلام الأخرى (المرئية والمسموعة) عقول الشباب بمواد تدغدغ مشاعرهم وتساهم في سلبيتهم حيث تفرد هذه القنوات ساعات إرسالها لمواد لا قيمة لها ولا تتيح فرصة للمثقفين أن يصلوا إلى المتلقين لا بعرض موادهم الجيدة فحسب بل وبحديثهم أيضا مما جعل هناك فجوة تتسع يوما بعد يوم بين المثقفين والشباب. ويضيف الشاروني مؤكدا أن دور المثقف هو التوجيه وهو قادر على ذلك لكن مشكلته أصبحت : كيف يصل بصوته إلى الآخرين ؟! ويقول الشاروني : حتى إذا تجاوزنا فكرة التواصل ووصلنا إلى أن المثقف قدم من الحلول الكثير للخروج من مأزق السلبية المسيطرة على التفكير اليوم وقدم هذا المثقف إجابات على العديد من الأسئلة الشائكة وحدد مواضع الأزمة.. هل بعد كل هذا سيؤخذ برأيه أم أن كل ذلك سيتحول إلى مجموعة من النظريات ..فهناك أزمة اكبر وهي تلك الفجوة المتسعة بين النظرية والتطبيق!