أصيب أمس نحو مائة شخص بينهم عشرة بالرصاص الحي جراء هجوم نفذته قوات الأمن بمساندة أنصار الحزب الحاكم ضد المعتصمين في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء. وقال شهود عيان ومصادر طبية إن أنصار الحزب الحاكم بمساندة قوات الأمن نفذوا هجوما على المعتصمين من شارع الكويت مما أدى إلى إصابة مائة شخص منهم عشرة بالرصاص الحي والبقية باختناقات جراء الغازات التي ألقيت على المتظاهرين. وناشد المستشفى الميداني الأطباء والصيدليات تقديم العون والدواء لمواجهة الأعداد الكبيرة في صفوف المصابين بعد أن سقط المئات من المصابين يوم السبت في هجوم كبير على المعتصمين وسقط فيه قتيل وآخر في شارع الزبيري في صنعاء بينما سقط أربعة قتلى في عدن وآخر في حضرموت. وفي مدينة تعز سقط أمس الأحد سبعة مصابين في قرية المعافر عندما هاجمت قوات الجيش وأنصار الحزب الحاكم المعتصمين الذين كانوا استولوا على المجمع الحكومي ووصفت بشرى المقطري احد قادة الاعتصام في مدينة تعز الإصابات بالخطيرة. وأكدت المقطري سقوط خمسة جرحى اخرين في منطقة الشمايتين. وقالت ان عشرات الآلاف اغلبهم من طلاب المدارس تظاهروا أمس وجابوا شوارع تعز مطالبين برحيل نظام الرئيس علي عبدالله صالح. وكان وزير الصحة اليمني أعلن أن المستشفيات والفرق الطبية مستعدة لاستقبال المصابين لكن منظمات حقوقية أكدت انه جرى اعتقال المصابين في المستشفيات. وكشف الناشط الحقوقي ورئيس منظمة "سجين" عبدالرحمن برمان عن قيام من يسمون ببلطجية الحزب الحاكم باقتحام المستشفى الألماني الحديث واختطاف اثنين من المصابين الذين أصيبوا في ساحة التغيير السبت. وكشف برمان في كلمة له أمام المعتصمين بساحة التغيير عن قيام الأجهزة الأمنية باعتقالات للشباب المشاركين في الاعتصامات، وأن زنازين المعسكرات ممتلئة بالمعتقلين. وأكد برمان اختفاء جميع المصابين الذين أسعفوا على متن سيارات إسعاف مستشفى الثورة العام ، وتعذيب أربعة من المصابين الذين نقلوا إلى مستشفى الشرطة وإخفائهم، مؤكدا أنه تواصل مع مدير مستشفى الشرطة ورفض إعطاءه أي رقم عن عدد المصابين لديه بحجة عدم وجود توجيهات من وزارة الداخلية. وناشد المستشفى الميداني بساحة التغيير بصنعاء كافة الأطباء والمستشفيات مساندتهم لتغطية العجز الحاصل سواء من حيث الكادر أو المعدات الطبية ، أو استقبال الحالات ، نظراً للعدد الكبير من المصابين ، حيث يوجد أكثر من ثلاثين جريحا برصاص حي، وأكثر من ألف مصاب بآثار الغازات التي استخدمت ضد المتظاهرين سلميا، والتي تسببت في ظهور أعراض خطيرة على المصابين ومنها إرهاق شديد وتهيج بالصدر وصداع وعدم قدرة على التركيز والإصابة بالتشنج من وقت يمتد من 4 إلى 18 ساعة. وكان الرئيس صالح أمر أمس بتشكيل لجنة تحقيق في الأحداث التي جرت السبت والأيام الماضية أمام بوابة جامعة صنعاء وبعض الشوارع المجاورة وضمت اللجنة بعض القضاة وشخصيات اختارها الشيخ صادق عبدالله بن حسين الأحمر وعدد من المشائخ الذين يقومون بدور الوساطة بين الأطراف السياسية. كما وجه صالح باستعانة اللجنة بخبراء عرب وأجانب لكشف الحقيقة حول ما أثير من ادعاءات في استخدام الغاز خلال تلك الأحداث. هذا وتواصلت الاعتصامات في عدد من المدن اليمنية المطالبة برحيل النظام. من جانب آخر هاجم مسلحون أمس دورية أمنية في منطقة الجول بمحافظة أبين جنوب اليمن ما أدى إلى مقتل جندي وإصابة اثنين آخرين برصاص مسلحين يعتقد أنهم من تنظيم القاعدة.