يعد افتتاح جمعية المكفوفين الخيرية بمنطقة الرياض "كفيف"، حلماً يراود المكفوفين والكفيفات في الرياض منذ 30 عاماً، وذلك حينما بدأت محاولات المكفوفين بالرياض الحصول على موافقة لإنشاء جمعية خيرية معنية بهم في وقت مبكر، حتى لقيت قبول المسؤولين لافتتاحها سنة 1428ه، وتشرفت برئاسة فخرية لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض. وتهدف الجمعية إلى تعريف المجتمع وتوعيته بفئة المعوقين بصرياً من حيث قدراتهم واحتياجاتهم، وكذلك تعزيز الثقة بالنفس لدى المكفوفين والكفيفات، وتمكينهم من المشاركة الفعالة في إدارة الجمعية والتخطيط لبرامجها والإشراف على تنفيذها، إضافة إلى تقديم الإرشادات والاستشارات المناسبة لأسر المعوقين بصرياً؛ لتمكينهم من التعامل الأمثل مع الحالة، إلى جانب إعداد وتنظيم برامج التدريب والتأهيل المناسبة لهم ولأسرهم والعاملين معهم. ومن أهداف الجمعية التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتستفيد هذه الفئة من مختلف الخدمات المقدمة لهم، كما تقوم الجمعية بدعم الأبحاث والدراسات في مجال الإعاقة البصرية، والسعي لتوفير الأجهزة والأدوات والمعينات البصرية، مع إتاحة الفرصة للتعرف عليها وتقديم الإرشادات بشأن اختيار ما يناسب كل شخص منها بحسب حالته، وتوفيرها بسعر التكلفة أو بأسعار مدفوعة من الجمعية. وتقدم الجمعية برنامج: "هم في قلوبنا"، ومن خلاله تسجل طلبات المحتاجين من المكفوفين والكفيفات ويتم البحث الاجتماعي اللازم لهم، للوقوف على مدى حاجتهم، ومن ثم تصرف لهم إعانات مادية في شهر رمضان من كل عام، ليشاركوا أفراد المجتمع فرحة قدوم الشهر الكريم وعيد الفطر المبارك. ويحظى برنامج: "تصدق ببدنك"، بإقبال كبير من المتطوعين، وفي المقابل يمنحهم عدداً من المكافآت والخدمات نظير ما يقومون به، أما برنامج "التدريب والتأهيل" فيهدف إلى تنفيذ عدداً من الدورات التدريبية والتأهيلية لذوي الإعاقة البصرية وأسرهم والعاملين معهم، ليحسنوا استخدام أسس التعامل الصحيح. من جهته أوضح "محمد الشويمان" مدير جمعية كفيف أن هناك مشروعات مستقبلية تعتزم الجمعية تحقيقها، ومنها أن يكون لديها وقف خيري، لتتمكن من الاستمرار في تقديم خدماتها، إلى جانب تجهيز معمل حاسب آلي متنقل يقدم خدمات تدريبية لمن هم خارج مدينة الرياض، إضافة إلى أن يمارس مركز كفيف دوره الاحترافي في مجال التأهيل، وكذلك تدريب المكفوفين على بعض الأجهزة التي تمكنهم من إدارة شؤونهم الشخصية بشكل أكثر استقلالية، وكذلك إنشاء مركز يقدم مطبوعات بأشكالها المختلفة (المقروءة والمسموعة والالكترونية)، ذاكراً أن الجمعية تسعى إلى تقديم منح دراسية في مجالات عدة، ومنها تعلم اللغة الإنجليزية. وأشار إلى أن الجمعية تسعى إلى تحقيق عدد من حقوق وتطلعات المكفوفين في المملكة ومن أهمها تفعيل المجلس الأعلى للمعوقين؛ لكي يتبنى حقوقهم واحتياجاتهم ويمارس دوره في متابعة القرارات الصادرة بشأنهم، مع إتاحة الفرصة لهم دراسياً في عدة تخصصات منها القانون والإعلام والحاسب الآلي، مؤكداً أنه ليس هناك سبب مقنع في رفض قبول المكفوفين في تلك التخصصات، وأن قبولهم سيقلل من الضغط على طلبات التوظيف في مجال التدريس، مطالباً بفتح المجال للمكفوفين لشغل بعض الوظائف مثل الاستشارات القانونية والشرعية والأسرية في الجهات الحكومية أو الخاصة.