شهدت أسعار الصودا الكاوية في الأسواق الآسيوية مستويات مرتفعة في الربع الأول من العام الجاري على خلفية الطلب القوي المتزامن مع شح العرض حيث لاحظت "الرياض" بلوغ مستوى الأسعار الفورية 340-360 دولاراً للطن المتري الجاف ما يعادل 248-263 يور تكلفة وشحن جنوب شرق آسيا. وقد تدافع المشترون الأمريكيون صوب الصودا الآسيوية في أعقاب ارتفاع الأسعار في الولاياتالمتحدة بسبب قلة العرض، في الوقت الذي بدأ الطلب في الأسواق الآسيوية يشير دهشة المتداولين الذين ألمحوا إلى احتمالية نفاذ الشحنات خلال شهر مارس الحالي. وتستخدم الصودا الكاوية في صناعة لب الورق وكذلك الورق والألومينا والصابون والمنظفات. وعلى الرغم من أن الربع الأول في العادة يشهد تراجعاً في الطلب وعدم استقرار إلا أن الربع الأول من العام الجاري بدأ مختلفاً تماماً عن الأعوام السابقة. ويتوقع أن يشهد العرض في آسيا شحاً في السوق الفورية إلى نهاية الربع الأول؛ الأمر الذي من شأنه الضغط التصاعدي لمستوى الأسعار. وما يزيد الأمر تعقيداً تأكد عدم توافر أي إمدادات من قبل ثلاث شركات عملاقة في كل من اليابان وكوريا وتايوان وذلك حتى نهاية مارس الحالي. ولفت أحد المنتجين في كوريا إلى أن الأولويات الرئيسة تنصب صوب السوق الكورية المحلية فضلاً عن التعاقدات الكبيرة المبرمة مسبقاً لصالح استراليا والولاياتالمتحدة. وامام ذلك قررت شركة عملاقة في اندونيسيا الابتعاد عن سوق التصدير الفورية في محاولة لبناء مخزون كافٍ قبيل خضوع مصنعها البالغة طاقته 370 ألف طن متري جاف لإعمال صيانة مجدولة لمدة شهر والمقررة خلال شهر ابريل القادم. وكذلك الحال لشركة عملاقة أخرى في تايلاند التي قررت عدم عرض أي إمدادات للسوق خلال الربع الأول بأكمله وذلك تحسباً لأعمال صيانة نفذتها منتصف فبراير الماضي التي أغلقت مصنعها لفترة أسبوعين وطاقته 270 ألف طن متري جاف. فيما لا تزال المفاوضات التعاقدية تجري على مضض بين منتجي الصودا الكاوية وعملائهم المستخدمين النهائيين الاستراليين المنتجين للالمونيا. وأشار متداولون إلى أن بعض تعاقدات النصف الأول من عام 2010 قد اختتمت عند سعر 295 دولاراً للطن المتري الجاف تخليص شمال شرق آسيا وذلك بزيادة مقدارها 55 دولاراً للطن أو ما نسبته 23% عن مستويات أسعار النصف الثاني من نفس العام. ومن المتوقع أن تخفف حدة شح العرض في آسيا مع تدشين مصنع في إيران بطاقة 635 ألف طن سنوياً والمتوقع خلال الربع الثاني حيث يخطط المصنع تصدير نحو 500 ألف طن من إنتاجه للأسواق الآسيوية وأستراليا وجنوب أفريقيا وأوروبا. في الوقت الذي يتوقع أن تضيف الصين طاقة 4 ملايين طن سنوياً لإجمالي طاقاتها البالغة حالياً 30.8 مليون طن. ويشار إلى وجود عدد من المصانع السعودية المنتجة للصودا الكاوية تتمركز في مدينة الجبيل الصناعية بطاقات تصل إلى نحو مليون طن متري سنوياًَ في الوقت الذي تجري أعمال الإنشاءات حالياً لمشروع الشركة العربية لفينيل الكلوريد، وهو مشروع مشترك بين "الصحراء للبتروكيماويات" وشركة "معادن"، في أول شراكة إستراتيجية بين الطرفين لإنتاج الصودا الكاوية بطاقة 250 ألف طن سنويا ومن ثنائي كلوريد الإيثيلين بطاقة 300 ألف طن وبتكلفة إجمالية بلغت 1.5 مليار ريال ومن المقرر الانتهاء من بناء المشروع في الربع الثالث من عام 2012م، وحين إذ سيتم إمداد شركة (معادن) بالصودا الكاوية لصالح مصنع صهر الألمونيوم الجاري تنفيذه حالياً في رأس الزور