تدرس الهيئة العامة للسياحة والآثار حالياً مقترحاً لترميز المتاحف والمواقع الأثرية وذلك لتمكين المكفوفين من الداخل والخارج من دخول تلك الأماكن والتعرف على طبيعتها ومحتوياتها، وربطهم بالآثار والتراث في المملكة العربية السعودية، وهذا المقترح الذي سيتم تنفيذه في المتحف الوطني كمرحلة أولى، يتماشى مع الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة لمشاركتهم في الحياة الثقافية وأنشطة الترفيه والتسلية والرياضة. ويهدف مشروع ترميز المتاحف والمواقع الأثرية في السعودية إلى الارتقاء بمستويات الخدمات المقدمة للمكفوفين، وفتح آفاق جديدة أمامهم، ومساعدتهم على معرفة حقيقة الحضارة الإسلامية عبر العصور، كما يهدف إلى تمكين المكفوفين من الاستفادة القصوى من الأماكن الأثرية والمتاحف لتعزيز شعورهم بالمساواة، والاستفادة من قدراتهم التعليمية والفكرية والإبداعية من خلال تمكينهم من التواصل المباشر مع تاريخهم وتراثهم، مما يسهم في فتح آفاق تعليمية جديدة أمامهم، إضافة إلى إبراز الوجه الحضاري للمملكة من خلال اهتمامها بالمكفوفين. يذكر أن مشروع ترميز المتاحف يتضمن عدداً من الضوابط منها مراعاة ترميز المتاحف المعتمد عالمياً عند ترميز الأماكن التي يستعملها الأشخاص المكفوفون من ترميز الأرضيات ووضع إرشادات بطريقة برايل، ومراعاة أن لا يؤثر الترميز في طبيعة الأماكن الأثرية أو يشوهها أو يغير طبيعة المكان بشكل جوهري، كما تتضمن الضوابط إدراج الترميز في أي مكان سياحي يتم استحداثه، أو عند إنشاء متحف جديد، مع وضع قاعدة بيانات للمشروع يتم تحديثها بشمل مستمر. ويشمل المشروع الترميز الصوتي، والذي يتم من خلال استخدام شرائح إلكترونية تحمل تسجيلاً صوتياً للتعريف بالموقع أو القطعة الأثرية أو الأماكن السياحية المقصودة، وهي سهلة الاستخدام ويمكن أن تحمل الشرائح عدة لغات. أما الآلية الثانية فهي ترميز المعالم والأرضيات، من خلال استخدام نوعين من الأرضيات تدل الكفيف على المكان الذي يقف به، إضافة إلى الترميز الحسي الذي يعتمد على تجسيد الخرائط والرسومات بالخط البارز أو ترّمز بطريقة برايل.