اتهمت صحيفة "الشروق اليومي" الجزائرية المخابرات المغربية بالوقوف وراء الترويج لتورط الجزائر في نقل مرتزقة إلى ليبيا لدعم نظام العقيد معمر القذافي. ونقلت الصحيفة، الواسعة الانتشار، بعددها الصادر امس عن مصدر جزائري وصفته بالمطلع قوله إن "لوبي مغربي" ينشط في الولاياتالمتحدة الأميركية عمل على "توجيه" المعارضة الليبية باتجاه "اتهام الجزائر بالتورّط في دعم نظام القذافي" وذلك من خلال ترويج شائعة استعمال طائرات جزائرية لنقل المرتزقة إلى ليبيا "بغرض قمع الثوار والقضاء على الثورة الشعبية". وأوضحت أن المؤتمر الصحافي الذي عقده الجمعة الماضي وزير الهجرة الليبي المستقيل، علي الريشي، كانت "برعاية مغربي يسمى محمد سعيد الأوفي، الذي يشتغل لصالح المخابرات المغربية، تحت غطاء مراسل قناة "فرانس 24" من واشنطن، بعدما كان ملحقا صحافيا بسفارة المغرب في واشنطن سنوات التسعينيات". ويعد علي الريشي أول وزير ليبي يستقيل مباشرة بعد اندلاع الاحتجاجات ضد نظام القذافي، وهو مزدوج الجنسية، الليبية والأميركية، وكان أول ضيف لقناة "سي آن آن" الاميركية للتعليق على "الثورة الشعبية" في ليبيا، وصرح خلالها أن "المعارضة الليبية أصيبت بخيبة أمل بسبب الموقف الجزائري الذي لم يندّد بالأعمال الوحشية للقذافي ولم يقدّم الدعم للحركة الشعبية". وادعى الريشي "وجود مرتزقة من البوليساريو ضمن تجار الموت الذين تسللوا إلى ليبيا لبث الرعب وإفشال الثورة الليبية". وكان رئيس المجلس الانتقالي الليبي، مصطفى عبد الجليل، قال لذات الصحيفة الجزائرية بعددها الصادر الاثنين الماضي "إنه لم تصدر أي بيانات رسمية عن المجلس باتهام الجزائر في نقل مرتزقة إلى ليبيا... نحن على ثقة كاملة بأن الجزائر دولة محورية وبأنها لا يمكن أن تتورط في هذا الأمر"، مشيرا إلى أن القذافي جلب مرتزقة إلى ليبيا من غانا وكينيا وغيرها من الدول التي هو على علاقة جيدة بها. واتهمت الصحيفة ابراهيم يحيى القذافي، برعاية عمليات تجنيد وتمويل المرتزقة من دول إفريقية "التي يُشرف عليها شخصيا انطلاقا من المملكة المغربية"، حيث يتولى مهمة إدارة شؤون الشركة البترولية المسماة "تام أويل" للنفط، التابعة لهيئة الاستثمارات الليبية، ولديها فروع في 22 دولة إفريقية. وفي سياق متصل، أكد عبد الحفيظ الغوقة، المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الليبي المؤقت للثوار الليبيين، أن المجلس "لا يتهم الحكومة الجزائرية بالتورط والتواطؤ مع القذافي ضد الثورة". وقال الغوقة في تصريح لصحيفة "الخبر" الجزائرية نشر امس، بخصوص الاتهامات التي وجهها هو شخصيا للجزائر بالتواطؤ مع القذافي إنه لم يكن يقصد الاتهام المباشر للحكومة الجزائرية بذلك. وأوضح الغوقة أنه كان يتحدث عن معلومات بشأن احتمال أن يكون الطيارون الجزائريون والسوريون الذين يعملون في ليبيا منذ فترة طويلة، في إطار الاتفاق بين الجيش الليبي وجيوش هذه الدول لتدريب طياري الجيش الليبي "قد أرغموا بالتهديد على القتال مع القذافي". وقال الغوقة ''وردت إلينا معلومات أن البعض من هؤلاء الطيارين كانوا يقومون بتدريب جنود ليبيين على الطيران في وقت سابق، ونعتقد أن البعض منهم أرغم على قيادة الطائرة كربطهم بالكراسي واحتجاز عائلاتهم في أماكن غير معلومة''، معتبرا أن ''الحديث عن وجود طيارين جزائريين وسوريين يعملون كمرتزقة لدى كتائب القذافي الأمنية ليس معناه أبدا أننا نتهم الدولة والحكومة الجزائرية أو السورية بمساعدة القذافي".