يعد معرض الرياض الدولي للكتاب الذي سيقفل أبوابه بعد نشاط بدأ منذ أول شهر مارس فرصة لدور النشر سواء العربية أو المحلية أو العالمية ، وهو فترة للتنافس لعرض جديد الكتب واستقبال رواد المعرض المتزايدين. وفي هذا الحوار يهم ملحق الخميس الالتقاء بالناشر السعودي ومعرفة تجربته في النشر والمشاركة في معارض الكتب سواء عربياً أو محلياً بالإصافة إلى قائمة منشورات الدار ومجالات النشر لديها ومدى إسهامها في المشهد الثقافي . وهنا نلتقي بالأستاذة ثريا بترجي الناشرة ومديرة دار كادي ورمادي التي بدأت تتنامى مشاركاتها في دعم كتاب الطفل . تتحدث عن تجربتها مع النشر والتعامل مع إدارة المعرض، وما ستقدمه لهذا العام . إلى الحوار. - متى أسست الدار؟ ، وهل هي متخصَّصة في مجالات محددة ؟ = كادي و رمادي هي دار نشر سعودية مقرها جدة / المملكة العربية السعودية، أسستها عام 2006م ، وهي متخصصة في نشر وتوزيع وطباعة كتب الأطفال وملحقاتها والكتب المتعلقة بأدب الطفل باللغة العربية. رؤيتنا:أن نكون المنبع الأول والأفضل لكتب الأطفال العربية المتميزة بأصالة فكرتها، وإبداع لغتها، وجودة رسوماتها و طباعتها. نهدف: الى إثراء عالم الطفل والرقي بحسه الفني وذائقته الأدبية و الجمالية، ونسعى في طريقنا الى غرس عادات قرائية راسخة في أطفالنا، في جو مفعم بالمرح محتضن للابداع. وفي نفس الوقت الذي نحرص فيه على إحياء تراثنا الأصيل والحفاظ على هويتنا الاسلامية و لغتنا العربية، نجتهد في المساهمة في حركة التبادل الثقافي العالمي بكتب مكتوبة بحب وبلغة راقية بسيطة، ومرسومة بفن بألوان ثرية غنية، في شكل ومضمون يسع جميع أفراد المجتمع الكبير الذي نعيش فيه. -هل هي المرة الأولى في معرض الرياض الدولي للكتاب ؟ = لا بل المرة الثانية لكن لأول مرة نشارك بجناح خاص منفرد لاصداراتنا فقد أصبح لدينا بفضل من الله عدد كاف من الاصدارات بعد 6 سنوات من العمل. - كيف تقيمين مستوى إدارة المعرض والتعامل مع زوار المعرض ؟ = الحقيقة أن تجربتي الأولى مع إدارة المعرض كانت قبل عامين في معرض الرياض الدولي للكتاب لعام 2009م، وكانت تجربة ايجابية جداً حيث راعت الادارة أننا دار نشر فتية وأن عدد اصداراتنا لا تكفي للمشاركة حسب الأنظمة الرسمية للمعرض فسمحت لنا بالاشتراك في جناح مشترك مع دار نشر أخرى محلية تشجيعا لنا لحرصنا على التواجد في المعرض. إلا أننا لم نوفق في اقناع الادارة حينذاك بالسماح لنا بتزيين جناحنا بشكل يعبر عن فلسفتنا، خصوصا أننا نشارك لأول مرة وأننا متخصصون في نشر كتب الأطفال ويهمنا أن نجذب الزوار الصغار لجناحنا. وأذكر كذلك من تجربتنا السابقة أن موقع جناح الطفل لم يكن استراتيجيا للزوار، بل كان صعبا على الكثيرين الوصول الينا، مما أثر سلبا على مبيعاتنا فلم تكن بالشكل الذي كنا نطمح فيهز أما على حد المعلومات التي وصلتنا عن تجهيزات المعرض لجناح الطفل لهذا العام 2011م فإننا نأمل في انتشار أوسع وتسويق أفضل ومبيعات أعلى. فقد تمت مخاطبتي بشكل مباشر من قبل الجهة المشرفة على جناح الطفل للتنسيق لمشاركة دور النشر المحلية في فعاليات جناح الطفل وتعاونا معهم بتقديم قراءات قصصية للأطفال من قبل الكتاب، وتوقيعات على الاصدارات الجديدة، وتقديم ورش عمل، و فقرات فنية مع الرسامات تأكيدا على ضرورة التفاعل بين القارىء الزائر و دور النشر المشاركة في المعرض. جديدنا في معرض الكتاب «دراجونير» ومسابقة قرائية ! - ما الصعوبات التي واجهتك لكونك تديرين عملاً يتطلب الجهود الميدانية ولقاء الجمهور ؟ = الحقيقة رغم أني المدير التنفيذي للدار والقائمة على جميع مراحل إصدار الكتب وطباعتها وتوزيعها وتسويقها إلا أنه لكوني امرأة وجدت صعوبة في أن أتواجد بشكل مستمر ويومي في جناح الدار للتعامل مع زوار المعرض مباشرة واقترح عليهم ما يناسبهم من اصداراتنا كما هو المعتاد في معارض الكتب الدولية، لكن الإخوة المندوبين أكدوا لي اقبال الزوار الذين دخلوا جناح الطفل بشكل كبير على الجناح وذلك ربما لكونها مقتبسة من البيئة والثقافة المحلية وأنها تخاطب وبشكل واضح اهتمامات الطفل العربي في زمنا المعاصر. - ما أكثر ما تتوقع الدار أن يقبل عليه من عناوين زوار المعرض من خلال خبرات سابقة؟ = الجميل والشيء الذي يدعو للتفاؤل أن وعي المجتمع بمختلف فئاته بأهمية القراءة وضرورة اقتناء كتب للأطفال يزداد عاما بعد عام وان كان تطورا بسيطا لكنه ثابت وملحوظ. فما عاد الاقبال في المعرض على الكتب التعليمية فقط كالسابق بل أصبح هناك سوق للقصص الأدبية وتلك التي تشجع على القراءة لأجل المتعة أيضا، ورغم أن أعلى مبيعات حققناها كانت من مبيعات سلسلة "أميرة الأميرة" للكاتبة مها عاطف الشهري وهي شخصية محببة تعلم الأطفال الأذكار اليومية ومراحل الوضوء والصلاة ومن مبيعات قصة"مذكرات صائمة" أيضا إلا أننا لاحظنا إقبالاً عالياً كذلك على قصة "ستكونين بخير" و" فلفل يقفز يقفز" وهما ضمن سلسلة غيث الحكيم التي تهتم بالتوعية الصحية للأطفال. أتوقع أن يكون هناك إقبال كبير على كتاب "تنترة" للأستاذة منال شطا لأنه المرجع الأول والوحيد الموجه للأطفال الذي يتحدث عن المباني والملابس التقليدية السعودية في إخراج ومضمون مشوق للأطفال فيصلح أن يكون مرجعا في كل مكتبة مدرسية يساعد في اختيار أزياء اليوم الوطني بشكل متخصص، أو البحث في البيئة الجغرافية و البنائية والزخارف المعمارية في المملكة ضمن مقرر المواد الاجتماعية أو التربية الوطنية مثلا. وأتمنى أن يقبل الزوار كذلك على قصة "من يستطيع؟" التي حصلت على جائزة أنا ليند العالمية لأفضل مئة كتاب طفل نشر في عام 2010م والقصة الفائزة تتعرض لموضوع تساؤل الأطفال عن الكون والمخلوقات من حولهم. - هل من مشاركة في معارض خارجية، وماهي مزايا معارض الكتب الخارجية عن المعرض المحلي بالرياض؟ = نعم لقد شاركنا عام 2008م في معرض لندن للكتاب بصفتي المرشحة السعودية في جائزة الناشر الشاب، ولعامين على التوالي في معرضي الشارقة وأبو ظبي وهذا العام شاركنا ولأول مرة في معرض القاهرة لكن بسبب الأوضاع غير المستقرة في مصر الشقيقة تم تأجيل المعرض لوقت غير محدد. الشيء الأساسي الذي أعيبه على معرض الرياض مقارنة بالمعارض الدولية الخارجية هو اهمال – الا ما ندر- جزئية تشجيع التبادل التجاري بين دور النشر من الدول المختلفة بهدف تبادل المصالح والخبرات، و إجراء التعاقدات بخصوص بيع وشراء حقوق ترجمة و توزيع الكتب في الدول المختلفة، في رأيي الشخصي لا المكان مجهز بشكل مناسب لعقد اجتماعات على نطاق واسع ولم ألمس أي تشجيع من وزارة الثقافة والاعلام لتوفير قنوات تواصل وتبادل أو تسهيلات تجارية ليخرج الكتاب السعودي من الحيز المحلي للسوق العالمي. فيبدو لي معرض الرياض الدولي – وأعتذر على هذا التشبيه- أشبه بالسوق الكبير للكتب الجميلة القيمة من كل أنحاء العالم العربي واني أتمنى أن أراه قبل ذلك، منبر وملتقى للتبادل الفكري والحضاري والثقافي والفني على شاكلة معارض الكتب الأجنبية التي لا تسمح بالبيع خلال أيام العرض. - كيف مستوى الرقابة بين معارض الكتب المحلية أو العربية ؟ = لم تواجهني أي مشكلة في أي من المعارض بخصوص الرقابة كون أن اصداراتنا كلها للأطفال من عمر 3-13 سنة. - هل يمكن أن يكون النشر الألكتروني رديفاً للنشر الورقي أو بديلاً عنه ؟ = النشر الاكتروني من وجهة نظري أصبح ضرورة ملحة في وقتنا الحاضر، فكثير من التعاملات أصبحت الكترونية على كل حال. لكن لدي وجهة نظر متحفظة بعض الشيء بخصوص التسرع في قرار النشر الالكتروني وترك النشر الورقي, حيث أرى وقد أكون مخطئة في رأيي أن كل أمر لابد أن يمر بمراحل تطوره الطبيعي قبل أن يصل لمرحلة النضج الكامل وإلا فالتجربة لن تكتمل وتتطور بشكل صحيح، فلم التسرع والقفز مباشرة للنشر الالكتروني متناسين النشر الورقي تماما مع أن تجربتنا في النشر في المملكة أصلا حديثة جدا مقارنة بالآخرين وينقصنا الكثير لنتعلمه في مفاهيم صناعة النشر وحقوق المؤلف وصاحب الفكرة وشبكات التوزيع وقنوات البيع الحديثة. أشجع على البناء على أساس قوي متين ثم الركض بخطوات سريعة لنلحق بالركب. - ما جديد العناوين التي تقدمها الدار هذا العام ؟ = كانت لنا تجربة ناجحة هذا العام بتوفيق من الله في اصدارنا الجديد لأطفال الفئة العمرية (9-13) عاما حول سلسلة قصصية لمغامرات بحرية بعنوان "بيزارو وقراصنة البحر" للكاتبة نادية الشهري والمكون من ثلاثة أجزاء، فقد تعاونت معنا مجموعة من المدارس ابتدائية ومتوسطة في مدينة جدة وشاركوا بأعداد كبيرة في المسابقة القرائية التي نظمناها وكان اعلان نتائجها في حفل كبير الشهر الماضي وقد عبر لنا الأطفال المشاركون فيه عن استمتاعهم بقراءة القصص ورغبتهم في الحصول على الأجزاء الأخرى من السلسلة. وستباع سلسلة بيزارو وقراصنة البحر في معرض الرياض لهذا العام بإذن الله وقد أرفقنا معها سي دي بنشيد بيزارو الجديد الذي انتج خصيصا للمناسبة. كما سنعرض ولأول مرة في الرياض اصدارنا الجديد" دراجونير :الطائر ذو الريشة النارية" للكاتب اياد محي الدين الخياري وهو الكتاب عبارة عن رواية خيالية مشوقة جدا للأطفال من عمر (9-15) سنة. تروي أحداثها في عالم خيالي تكثر فيه النزاعات والحروب بين سكان العالم فيتحد البشر و التنانين ضد قوى الشر لنصرة المنقذ الأسطوري الذي يظهر بعد طول انتظار. وسيتم الاعلان كذلك في معرض الرياض عن انطلاق المسابقة القرائية الثانية التي تنظمها دار كادي و رمادي هذه المرة لقصة "دراجونير: الطائر ذو الريشة النارية" وستكون المشاركة فيها أون لاين ومفتوحة لجميع الأطفال دون 18 سنة من مختلف دول العالم وسيعلن عن تفاصيل المسابقة في مدونتنا الالكترونية www.kadiandramadi.blogspot.com