وصف الشيخ أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري (الفكر الواقعي) بأنه عقل إسلامي مشترك، جعله الله – سبحانه وتعالى – هو المخاطب في جميع الأديان السماوية، بوصف العقل أداة للتفكير والتعرف في كل ما حوله من الوجود، وما يحفل به من أدلة تدل على الخالق، وذلك من خلال العقل (ألا جامد) مما يفترض إعمال العقل دون حيف عليه بتظليل أو تقليد أو اتباع هوى. وأشار ابن عقيل إلى أن العالم العربي اليوم في مغطس التقليد بالعالم الأقوى، منبها إلى أننا وإن كنا أهل علم شرع، فهذا لا يعني إعمال العقل فوق الشرع، وإنما يجب ألا يكون منطلقنا الأمة المعصومة مع يقيننا بأننا أمة سلفية..مقارنا بين العديد من المذاهب من منظور العقل الذي وصفه بأنه مخلوق وجزء من الطبيعة محذرا من الاعتداء عليه، من خلال إعماله فيما لا يمكن أن يكون من مقدراته، وإنما من خلال توظيفه في المعرفة من خلال أجنحة ثلاثة: الخبرة العلمية البشرية من خلال المادة المتخصصة نفسها، إلى جانب الإلمام بمكونات هذه العنصر للمادة والجمع بين الخبرة والمادة، أما الثالث فوصفه الصدق مع الذات، وذلك لإنتاج معرفة العقل..مستشهدا بالعديد من الشواهد كابن حزم وغيره ومن سار على شاكلته في توظف العقل بين المادة والخبرة والصدق عبر عدد من العصور. د. الصويان: الثقافة الشعبية ظريفة ولطيفة.. وليست بجاهلة ولا خشنة وأشار ابن عقيل إلى أن العلم المادي مجمع عليه كعلوم الطب والنظريات وما شاكلها..مستعرضا تجربته الشخصية في قراءة الفكر بوجه عام من أدب مترجم كنكسون وآخرون.. وما وقعت عيناه عليه من كتب التراث العربي في هذا السياق، وما استظهره من هذه القراءات من منظور إسلامي انطلق فيه من قراءات فكرية مقارنة، تستجلي خارطة الفكر الإسلامي..وما وجده من تقليد في الفكر الإسلامي والعربي للمهيمن والمختلف العالمي..معرجا على حوار الأديان من جانب، والعولمة من جانب الآخر، واصفا ما يتمتع به العالم الإسلامي والعربي من مقومات غنية، وضعيفة في علومها المادية والمعرفية التي جعلتها متأخرة عن امتلاك ما يمكنها امتلاكه من القوة العالمية المعاصرة. واختتم أبو عبدالرحمن حديثه بشاعر المليون، ومزايين التيوس، وشعر الرد والمعنى في بطن الشاعر الذي ليس في بطنه شيء، ليتحول في عالمنا العربي والإسلامي إلى إرث والرابح غيرهما، لنقف هنا أمام عاملين الأول ربحي والآخر إيديولوجي.. جاء ذلك خلال الندوة الأولى التي أقيمت ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب، في دورته الحالية 2011م،والتي قدمها الدكتور إبراهيم التركي، والأستاذة عائشة صالح الشمري..تلاها الندوة الثانية بعنوان ( فنون الثقافة التقليدية في المملكة العربية السعودية) بمشاركة د. هند صالح باغفار، ود.سعد الصويان، وعبدالله الجارالله، وحزاب العقيلي، وأدارها شريفة الحسيني و مطلق البلوي. وقد استهلت باغفار حديثها عبر تتبع تاريخي لهذا الفن عبر ما شهده من تحولات بين المقام الصوتي متمثلا في الأداء، وبين أساليب الأداء من مجتمع إلى آخر مستعرضة العديد من الشواهد في هذا السياق..قارئة هذا التحول من خلال القصيدة والغناء وأوجه التشابه في الأداء، والتحول عنه من فترة زمنية إلى أخرى..أما الدكتور الصويان فقد تحدث عن (الأجناس الثانوية في الأدب الشعبي) مقابلة للأجناس الكبرى، التي تأتي مطلبا لاهتمامات الباحثين، مقارنة بالثانوية وحضورها لدى العامة الشعبية..معرجا على العديد من المصطلحات، التي أكد الصويان أن الثقافة الشعبية ليست بالجاهلة ولا بالخشنة، إلى جانب ما تتسم به من ملاطفات وظرف. من جانبه تحدث الجارالله عن الألعاب الشعبية في المملكة، من خلال رؤية إلى ما يوجد في المشهد المحلي من هذا الفن من خلال اللعبة وما صاحبها من كلمات تتمثل في الأهازيج من جانب، واللعبة وربطها وبيئتها من جانب آخر..مستعرضا نموها وما تعكسه من ثقافة في مشهدنا المحلي..وصولا إلى وجودها المحلي اليوم ومستجدات أدائها. أما حزاب العقيلي فقد تحدث عن الثقافة الشعبية من منظور الواقع والتوثيق، وما تحتاج إليه من جهود وإضافات ودراسات من قبل الباحثين والمختصين... مستعرضاً دور القنوات الفضائية تجاه الثقافة الشعبية، من خلال ما عرض له من برامج تلفزيونية تعنى بهذه الثقافة.