اختتمت الاثنين الماضي فعاليات الندوة الوطنية الثالثة لتقنية المعلومات تحت عنوان (المحتوى العربي والإسلامي على الانترنت) والتي أقامتها كلية علوم الحاسب والمعلومات بجامعة الملك سعود، بحضور عدد من المتحدثين والمهتمين من خارج المملكة وداخلها. وقد بدأت فعاليات اليوم الأول بمحاضرة رئيسة من الدكتور نبيل علي من جمهورية مصر العربية، وتناولت محاضرته في البداية الأمور ذات الطابع اللغوي والمعجمي المتعلق بالويب الدلالي مع التركيز على معالجة النصوص آليا. حيث تقوم تقنية الويب الدلالي على أساس التعامل مع مضمون النصوص لا ظاهرها وذلك للتغلب على التأخر في معالجة النصوص العربية. بعدها بين أن تكنولوجيا معالجة النصوص آليا في الوقت الحالي تمر بنقلة نوعية تضافرت في إحداثها عدة عوامل أساسية منها: التقدم الكبير في فروع اللسانيات النظرية والتطبيقية. وتوفر نظم متقدمة لقواعد ذخائر النصوص المحوسبة. والتقدم في علم تحليل الخطاب. وفيما يتعلق بالتوجه المعرفي فقد ذكر أن النصوص ليست تسلسلا لكلمات أو جمل أو فقرات بل هي بنية معرفية غاية في التعقيد ويفسر ذلك النزعة المعرفية المتنامية للتعامل مع كل ما يتعلق بالنصوص لغويا وثقافيا ونفسيا واجتماعيا. واختتم د. نبيل حديثه بالحاجة إلى تنظير اللغة العربية بحيث يمكن حوسبتها بشكل آلي وبذلك تتوجه المعالجة الآلية للغة العربية من الألفاظ إلى المفاهيم. أما فعاليات اليوم الثاني فقد بدأت بمحاضرة للدكتور أريك أتويل من جامعة ليدز من المملكة المتحدة، وتحدث فيها عن (استخدام الذكاء الاصطناعي على المحتوى العربي والإسلامي على الإنترنت) وجهود جامعة ليدز في هذا المجال. فقد ذكر الدكتور أريك أن جامعة ليدز وعلى مدار السنوات الماضية قامت بطرح تطبيقات مفتوحة المصدر في مجال اللغة العربية والتي استفاد منها الكثير من الباحثين في هذا المجال. 7% من سكان العالم يتحدثون اللغة العربية بعدها تطرق لموضوع معالجة القرآن الكريم باستخدام مجال الذكاء الاصطناعي وما ستوفره مثل هذه التطبيقات النابعة من مشاريع معالجة القرآن آليا من فهم أفضل للمحتوى العربي. وفي ختام كلمته شدد الدكتور أتويل على ضرورة التعاون في إنتاج ما سماه بخريطة معرفية للقرآن (Quranic Knowledge Map) وبين أطر العمل في هذا العمل والنتائج المتوقعة في حال نجاحه. وفي المحاضرة الختامية للندوة ألقى الدكتور منصور الغامدي محاضرة عن (مبادرة الملك عبدالله للمحتوى العربي) واستهلها بذكر أهمية العمل من أجل محتوى عربي يستفيد من الطفرة القائمة في تقنية الاتصالات والأجهزة ذات العلاقة بها، والتي ولدت مبادرة الملك عبدالله للمحتوى العربي وذلك لأسباب عدة منها أن لهذه الأمة تاريخا وحضارة وإمكانات مكنتها أن تأخذ مكانة لائقة بها بين الأمم وتسهم في بناء مجتمع معرفي واقتصاد قائم على المعرفة في السنوات القليلة القادمة. فمتحدثو اللغة العرب يشكلون 7% من سكان العالم، وتحتل هذه اللغة المرتبة الخامسة عالميا من حيث عدد متحدثيها. بعدها أوضح الدكتور الغامدي مشاريع المبادرة والتي انطلقت منذ عام 2007م ومنها: المحلل الصرفي العربي ومشروع المقوم الآلي للتعبير ومشروع المؤشر العربي وأيضا ترجمة 33 كتابا في التقنيات الاستراتجية إلى العربية. بعدها اختتم الدكتور منصور حديثه بذكر الخطة الاستراتيجية للمبادرة والتي عملت المدينة منذ بداية تكليفها بالمبادرة على وضع خطة لتنفيذها لتطوير المحتوى العربي الرقمي إنتاجا واستخداما بما يحقق التنمية المستدامة والتحول لمجتمع المعرفة. يذكر أن الندوة شهدت حضورا جيدا من قبل المهتمين والمهتمات وخاصة في المحاضرات الرئيسة حيث تجاوز الحضور في الشطر النسائي المئة حاضرة. أيضا عمل فريق من الطالبات المنظمات على القيام ببث فوري لمقتطفات من كلمات المتحدثين عبر حساب الندوة في موقع تويتر وذلك طوال يومي الندوة. ومن الجدير ذكره أيضا أن جميع الشرائح والأوراق العلمية ستتاح عبر موقع الندوة وذلك حتى يستفيد منها الجميع http://nits2011.ksu.edu.sa/ar/.