قالت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية أنه في أعقاب المصادمات العنيفة بين المتظاهرين اليمينيين وقوات الشرطة تم تشكيل لجنة تحقيق في الأحداث التي رافقت هدم البنايات المخالفة في مستوطنة "حافات جلعاد" واخلاء ساكنيها. وخلصت نتائج التحقيق الى أن أفراد الشرطة قاموا بعملهم بشكل مهني وسريع. وقال تقرير اللجنة أن عملية الشرطة كان لها أساس قانوني، وذلك لان أوامر الازالة صدرت عن الادارة المدنية وتمت المصادقة عليها من قبل قائد المنطقة الوسطى العسكرية. وجاء في التقرير أن عمليات الإزالة سبقتها عدد من الاجراءات القانونية والادراية ولذلك تمت العملية كما خُطط لها. وأكد تقرير لجنة التحقيق أن الوسائل التي استخدمتها الشرطة لتفريق المتظاهرين تمت حسب القوانين والاعراف لدى الشرطة في اسرائيل. من جانبه قال رئيس المجلس الاقليمي في شومرون غرشون ماسيكا معلقاً على تقرير لجنة التحقيق أنه رغم كل الصور وشهادات الشهود لا تزال الشرطة مصرة على الزعم بأنها تصرفت مع الحدث كما ينبغي، وأضاف " هذا يثبت بأن ثقة الجمهور في الشرطة الاسرائيلية والجيش لن تعود الا عبر لجنة تحقيق خارجية. أن ثقافة الكذب والمراوغة التي انكشفت لدى الشرطة لا تقل خطورة عن العنف المفرط الذي استخدمته مع المتظاهرين". وكان المئات من نشطاء اليمين خرجوا الجمعة الماضية في إطار ما أسموه "يوم الغضب"، وذلك في أعقاب المواجهات العنيفة بين مواطني مستوطنة "حافات جلعاد" الواقعة في شومرون، وبين قوات الشرطة التي حاولت فرض قانون حظر البناء غير القانوني وأطلقوا الرصاصات البلاستيكية على المستوطنين. وقالت صحيفة "اسرائيل اليوم" أن قوات الشرطة نجحت في صد المتظاهرين وتفريقهم بسرعة. غير أن الشباب الذين خرجوا إلى الميدان نجحوا في إثارة الرأي العام. وقال عضو الكنيست أوري أريئيل "من المهم التأكيد على أن التظاهرات التي بدأت ليست ضد هدم المنازل في حافات جلعاد، ولكنها ضد قرار قوات الأمن فتح النار على المستوطنين مستخدمة سلاح قد يؤدي إلى القتل، لقد تجاوزت الشرطة الخط الأحمر فيما يتعلق بالمستوطنين". أما رئيس حزب الإتحاد القومي، عضو الكنيست يعقوب كاتس، فقد إتهم وزير الدفاع إيهود باراك بأن العنف الذي مارسته الشرطة في حافات جلعاد كان نتيجة أوامر خرجت من مكتبه، كما إتهم وزير الأمن الداخلي يتسحاق أهارونوفيتش، والذي كذب حين أعلن هذا الأسبوع في الكنيست أنه لم يكن هناك مصابون في حافات جلعاد، وحين زعم أن قوات الشرطة أطلقت 13 رصاصة بلاستيكية فقط، بينما عثر في المنطقة على مئات الطلقات.