أوضح "د. عدنان الصرعاوي" استشاري مخ وأعصاب ورئيس لجنة المتبرعين من غير الأقارب بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، أن أول الإجراءات المتخذة لمن يرغب بالتبرع - إذا كان من أقارب المريض من الدرجة الأولى -؛ فيتم ذلك فقط بمطابقة فصيلة دم المتبرع والأنسجة مع المريض، أما إذا كان المتبرع غير القريب فإنه يندرج ضمن لجنة للمتبرعين غير الأقارب، مشيراً إلى أن الإجراءات المتخذة للراغبين بالتبرع بأعضائهم بعد الوفاة؛ فتتم عبر التقدم لمكتب التنسيق بقسم زراعة الأعضاء بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، وتعبئة استمارة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة المصرحة من قِبل المركز السعودي لزراعة الأعضاء. وقال إن الحالات التي رصدها المركز لمتبرعي الأعضاء تشمل 69 متبرعاً قريباً، و46 متبرعاً متوفى دماغياً، مشيراً إلى أن أكثر الاستفسارات من المتبرعين تركز في الصعوبات والمخاوف من الوفاة أثناء عملية التبرع أو عدم القدرة على الإنجاب، أو التسبب في إعاقة أو العجز عن العمل، وهنا يأتي دور الأطباء والأخصائيين الاجتماعين والأخصائيين النفسيين للرد على الاستفسارات، وطمأنة المرضى بأن جميع هذه الأسئلة طبيعية قبل التبرع، حيث أن عملية التبرع ليس لها مضاعفات جانبية على الشخص المتبرع، ويستطيع ممارسة نشاطه اليومي بشكل عادي. وأضاف:"من هذا المنطلق نحن بحاجة ماسة لإدراك أهمية التبرع بالأعضاء بين فئات المجتمع، ورفع مستوى الوعي لتخفيف معاناة مرضى الغسيل، وإعطائهم فرصه لتحسين حياتهم الصحية، وذلك عن طريق زراعة الأعضاء (حياة أفضل بعيداً عن الفشل العضوي)". وأشار إلى أن مركز زراعة الأعضاء التابع لوزارة الصحة في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام يعد المركز الرئيس في المنطقة الشرقية، الذي بدأ نشاطه بتدشين المركز في نهاية عام 2008. وقال: إن الهدف الأساس من تشغيل المركز هو "التخفيف من معاناة مرضى الفشل العضوي في المنطقة الشرقية والمملكة، والتقليل من الحاجة إلى سفرهم إلى الخارج، وإيجاد فريق عمل متكامل يلبي كافة احتياجات مرضى زراعة الأعضاء الحالية والمستقبلية، بالتعاون مع أهم المراكز العالمية في هذا المجال، وتوفير أحدث التقنيات المتوفرة لتحقيق أهداف المركز، وتقديم عناية طبية متخصصة من خلال فريق متكامل لمرضى زراعة الأعضاء في المملكة، وتوفير برامج تدريب للمختصين في زراعة الأعضاء في زراعة الكبد وزراعة الكلى والبنكرياس، وتأسيس نظام معلومات يساهم في رعاية مرضى الفشل العضوي، إضافة إلى تأسيس برنامج بحوث متخصص بزراعة الأعضاء، وتوفير آلية سهلة لحصول مرضى الفشل العضوي على العلاج اللازم، وتأسيس شبكة لرعاية مرضى زراعة الأعضاء في المملكة، ونشر الوعي بزراعة الأعضاء لدى المجتمع، حيث إن نشر فكرة التبرع وتقبلها بين فئات المجتمع، واستناداً إلى إحصائيات المركز؛ فإن نسبة نجاح عمليات زراعة الكلى من متبرع قريب تكون 100%، ومن متوفى دماغياً 98.8%، أما عن نسبة نجاح زراعة الكلى مع البنكرياس من متوفى دماغياً 98.6%، ونسبة نجاح زراعة الكبد فتكون 88%، كما أن أفضل عمر للتبرع هو 18 سنه وما فوق. وأضاف أن ما يقوم عليه البرنامج الخاص بزراعة الأعضاء بالتعاون مع فريق التبرع بالأعضاء وقسم التثقيف الصحي هو إقامة فعاليات لنشر الوعي بمفهوم التبرع وزراعة الأعضاء، وذلك عن طريق الحملات في المراكز التجارية والمدارس والكليات والمستشفيات داخل وخارج مدينة الدمام كالأحساء وحفر الباطن والجبيل والقطيف، كما يتم إقامة المؤتمرات العالمية الطبية التي تستقطب المهتمين من جميع أنحاء المملكة. وأشار إلى أن المركز يتطلع إلى خطط مستقبلية، وذلك بزيادة عدد حالات المتبرعين لمرضى زراعة الأعضاء، ورفع نسبة زراعة الأعضاء في المنطقة الشرقية من 25% إلى 50% من احتياج مرضى الفشل العضوي، ودعم وتدريب الكوادر السعودية العاملة في برنامج زراعة الأعضاء من ممرضين ومنسقين إداريين، كما يتطلع المركز لتفعيل برامج تدريبية للمنسقين الإداريين والمختصين في مجال زراعة الأعضاء في العديد من مستشفيات المنطقة الشرقية، وذلك لتوسيع مجال التعاون الخارجي.