في الأيام الخمسة الماضية والدول الغربية في حوار مع بعضها أو خلال الأممالمتحدة لكي توفر تدخلاً سريع التأثير ليتوقف القتال بين قوة مسلحة وأخرى بدون سلاح .. قوة تواصل فرض سلطة معينة وأخرى تعلن رفضها لتلك السلطة.. في ليبيا.. كنتُ أتصور أن هذه الدول التي لم يمر بها خلال فترات تاريخها القاسية قديماً، ولا من كان بجوارها ويختلف معها قد مرت بهيمنة سلطة يدعي فردها الأوحد أن شعوب أمريكا الجنوبية وشعوب أفريقيا ومثلهم في جنوب آسيا هم الذين سيدافعون عنه كرجل المجد.. هو لا يرى نفسه رجل سلطة لكنه رجل مجد.. هو ليس يحتل منصباً قيادياً معروفاً أو معيناً حسب ما يقول لكن ليس هناك ما يبرر خاصيته بوجود جميلات سمراوات عذراوات يتبادلن الوقوف خلفه لحمايته.. هذا الوضع العجيب.. لا أقول إنه خاطئ أو مصيب.. لكن أجزم أنه لا يوجد له مثيل في خصوصياته في أي مجتمع بشري.. هي في الواقع ليست خاصية ليبية وإن كانت ليبيا قد أبرزت تميزاً بخصوصيات مذهلة وغريبة فيها ملامح هوس صارخة لا تدري ما هي نوعية موجوداتها.. لكن يبقى العالم العربي.. العقل العربي.. الذي خرج من أطر الإسلام الاجتماعية بعد استشهاد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فسمحت ظروف الحرب في عهد يزيد بن معاوية لأنْ يستبيح قائد جيشه المدينةالمنورة التي آوت الإسلام ووفرت الوطن الآمن لنبي الإسلام.. استباحةً منحت فرص الاغتصاب لمسلمات من قبل الغزاة.. تتدرج فتمر بالحجاج الذي جعل الجلد والقتل وسيلة الإقناع لرافضي حكمه، ثم اترك من هو مستنصر أو مستعين أو معتصم حتى تصل إلى من هو حاكم بأمر الله لكن بأمور لم يأمر بها الله، ولأن رُبع السلبيات هو أكثر عدداً ووحشية من كامل وجود أي إيجابيات فاقفز إلى العراق لتتأمل في شخصية عبدالكريم قاسم .. الرجل عرف في عهده سحب الناس وهم أحياء حتى الموت بعمليات السحل، وتنط من وحشية شوارعه إلى عصر صدام حسين عندما كانت عمليات الإعدام يطلق عليها اسم الوجبات ، وتم تدمير مدينة بوسائل إعدام شامل.. نعم.. ليس بمقدورهم أعني دول غرب الحاضر أن يستعيدوا حقائق فشل العقل العربي في مسيرات الماضي لكن أليس ما يحدث اليوم يستحق إرسال بعثات طلابية ترى بعض نوعيات الشواهد.. شواهد خصوصيات تخلف العقل العربي؟!