لقد تزينت البلاد على امتداد الوطن الشاسع؛ لاستقبال حبيبها الغائب منذ مدة، وإن كان فرح الدنيا لا يسع فرحتنا بعودة الإنسان النبيل، والقائد العبقري، والرجل الأمة. خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - ففرحتنا لا تعادلها فرحة، ومحبتنا عمت نجد وكافة المناطق، لأنها وقعت في قلوبنا موقع الغيث من الأرض الطيبة. فهو من أحب الناس، فتعلقوا به حباً. وهو من وفى معهم، فبادلوه الوفاء. لا زلت أذكر عبارة المستشرق الروسي (بوريس دولقون): (ان شخصية الملك عبدالله شكلت ظاهرة تقدير، واحترام أمام شعوب العالم. وانه قائد يحظى بشعبية، وتأييد من العالمين العربي والإسلامي). فتذكرت عندها كل منجزات التنمية - الاقتصادية والاجتماعية - التي تحققت في بلاده؛ لتشكل فصلاً قائماً بذاته في سجل منجزاته. وتذكرت رؤية خادم الحرمين الشريفين، التي لاتزال تتجلى كل يوم، عبر ما أنجزه من مشروعات - نماء وعطاء - للوطن والمواطن. وتتجلى كل يوم في كل محفل، عبر المسؤوليات والمشاركات الفاعلة في الداخل والخارج، كل ذلك في فترة قصيرة نسيبة - ولا غرابة - في ذلك، فهو من ساهم في بناء الكيان التنظيمي للدولة، وإعداد أنظمتها، ولوائح عملها لجميع جوانب المهام الحكومية - دون استثناء - وهو من رسم سياسة واضحة المعالم للعديد من الخطط الاستراتيجية، التي باتت اليوم علامة مشرقة في تاريخ العالم. بما يتواءم مع التحولات العالمية على كافة المستويات، ويتماشى مع التطورات الحديثة للعالم المتقدم، تحديداً للهدف، وبلورة للخطط، ورعاية للمسيرة، حتى يكتمل البناء، ويستمر العطاء. وكما كانت دعواتنا تلاحقه؛ لتسأل الله له الشفاء، والصحة، والعافية، فاستجاب الله لكل تلك الدعوات. فبكل الحب والوفاء، استقبلناه وهو يصل إلى وطنه سالماً معافى ونقول له: (حللت أهلاً أبا متعب، وسلمك الله أينما كنت للوطن، ولمحبيك). * مدير مدرسة عمرو بن معد يكرب