فرحة غامرة يعيشها الوطن هذه الأيام بعودة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله إلى ارض الوطن فالحمد لله على شفائه وعودته سالماً ليكمل- حفظه الله- مسيرة النماء والعطاء. وهذا الابتهاج بسلامة راعي نهضتنا الحديثة ومشاهد الناس وهم يعبرون عن فرحتهم بسلامة خادم الحرمين الشريفين رعاه الله وأمد في عمره ويحتفلون بعودته إلى ارض الوطن يدل على عمق العلاقة بين القائد ومواطنيه التي غرسها بعفويته وصدقه معهم وإخلاصه لهم ، فالملك عبدالله بن عبدالعزيز اتفق على حبه الصغير والكبير والبعيد والقريب والمواطن والمقيم لأسباب كثيرة يعجز المقال عن الوفاء بها ، ومشاعر المواطنين نحو ملك الإنسانية تكشف محبته في قلوب أبنائه،لأنه كان والداً لكل مواطن ومواطنة ، معروف بحنانه على أبنائه وتسخيره لكل ما يستطيع لخدمتهم في شتى المجالات. لقد عاد الملك إلى الوطن ليواصل مسيرة التنمية والبناء وهو الذي قال في فترة النقاهة إن راحته في خدمة المواطنين ولقد انتقلنا في عهده الميمون من مرحلة تأسيس البنية التحتية إلى مرحلة بناء البنية الاجتماعية ودعم اللحمة الوطنية وإشاعة الحوار ليعم أرجاء الوطن وينمي الانسان بالتعليم والتدريب والتأهيل الذي يشهد ثورة غير مسبوقه ليس الابتعاث إلا أحد شواهدها. والمراقب للمشاريع الكبيرة التي تبناها حفظه الله في عهده الميمون يجد أنها في غالبها تصب في بناء الانسان وتنمية قدراته وصقل مواهبه حتى أصبحت صروح العلم شاهقة في كل منطقة بل وفي كل مدينة مهما كانت صغيرة وأصبحنا نشهد المعاهد والكليات في مدن صغيرة ما كنا نحسب أنها تتسع لهذه الصروح لكن الملك عبد الله وبإيمانه العميق بأهمية العلم جعل من هذا الصعب سهلاً ووفر بعزيمته صروح العلم في كل مكان حتى اختفت في عهده ظاهرة الهجرة للمدن الكبيرة من أجل إكمال الدراسة الجامعية وأصبحت لكل منطقة جامعة ومعاهد وكليات كثيرة أغلقت باب الهجرة واعفت الأمة من عناء السفر وأصبح التعليم في عهده الميمون يعيش في أزهى عصوره. ومن فضل الله على خادم الحرمين الشريفين أن جعله على خدمة الحرمين وتسهيل كل الأمور لقاصدي بيت الله الحرام ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم فكان نعم الخادم المخلص لأطهر البقاع على البسيطة حتى أننا لا نكاد ننتهي من مشروع إلا ويزف لنا خبر مشروع جديد لخدمة الحجاج والمعتمرين وقاصدي بيت الله الحرام ومسجد رسوله الكريم. لقد اشتاق الجميع لرؤيا خادم الحرمين الشريفين بين شعبه وفي وطنه فأهلا وسهلا بك يا خادم الحرمين في وطنك المتعطش لرؤياك ونحمد الله على عودتك سالماً معافى ونسأله كما رزقك الصبر والثبات في مواجهة العارض الصحي أن يرزقك طولاً في العمر. أدام الله أفراحنا وحفظ قادتنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية. ولا يفوتني في الختام أن أرفع أصدق العبارات وخالص التهاني لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم ولصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود نائب أمير القصيم بهذه المناسبة الغالية علينا جميعاً. * رئيس مركز رفائع الحميمة بالقصيم