منذ العارض الصحي الذي أصاب سيدي خادم الحرمين الشريفين ملك الإنسانية وقلوب العباد تلهج لرب العباد بالدعاء تضرعا ورجاء بأن يرفع الله البأس عنه ويفيض عليه بنعمة العافية، ويلبسه ثوب الشفاء والسلامة. غادر قائدنا وغادرت معه أرواحنا ومهجنا التي كانت تحوطه في رحلته العلاجية.. غادر مليكنا وغادرت معه البلاد كلها تبارك الخطى التي يخطوها في طريق علاجه، كيف لا وهو الرأس لجسدنا فهل يصح جسد ورأسه يعاني؟. الوطن كله كان يعاني، الوطن كله أصيب لمصاب مليكنا وقائدنا ورأس هذا الجسد المبارك الميمون، ولم يكن الله ليخيب رجاء القلوب التي دعت وتضرعت وذرفت دمع مهجها بأن يعود الوالد القائد متوجا بالعافية ومكللا بالشفاء، فزال الباس بإذن رب الناس وتهللت القلوب فرحا وأضاءت العتمة التي سكنتِ الأرواح واستبشرتِ الأمة كلها ببشرى الشفاء فالمصاب لم يكن مصابنا وحدنا والبشرى لم تكن بشرانا وحدنا فالأمة الإسلامية جمعاء أصيبت ثم استبشرت؛ إذ نحن إزاء ملك وقائد يسكن قلوب المسلمين جميعا وبره فاض على البلاد والعباد. ومن العلاج للنقاهة ومازالّْت أرواحنا معلقة هناك كقناديل تضيء في السماء التي تظلل مليكنا بانتظار العودة السالمة الغانمة لأرض هذا الوطن. إن كل ذرة رمل هنا وكل نسمة هواء تتطلع للحظة التي تطأ فيها أقدام قائدنا أرض الوطن يا لها من لحظة تتلهف لها القلوب التي امتلأت حبا وتتطلع لها الأرواح التي أسرها سيدي خادم الحرمين الشريفين بإنسانيته الغامرة وأبوته الشاهقة، أبشري يا أرضنا وابتهجي يا سماءنا فما هو إلا وقت قصير ويعود الأب لأبنائه، ويعود الرأس إلى جسده وتعود الأرواح التي كانت تحلق في ملكوت السموات راجية الله متضرعة له بألا يفجعها في حبيبها. أبشري يا أرضنا الحبيبة، أبشري يا مملكتنا الغالية فها هو مليكنا وقائدنا ووالدنا قاب قوسين أو أدنى من الوصول. فأهلا بك بين أبناء افتقدوك ومواطنين أحاطوك بالدعاء والرجاء لله جل جلاله، أن تعود لهم سالما معافى فأهلا بك سيدي ف: المجد عوفي إذْ عوفيت والكرم وزال عنك إلى أعدائِك السّقم. * عميد شؤون الطلاب