شرعت منظمة الخليج للاستشارات الصناعية (جويك) وبالتعاون مع الدول الخليجية الأعضاء، في دراسة اقتصادية هي الأولى من نوعها، والتي ترمي إلى تشخيص الوضع الراهن للصناعة الخليجية في المرحلة الأولى وتحديد الصناعات الغائبة في القطاعات الإستراتيجية اعتماداً على الميزات التنافسية لدول المجلس. وقال عبد العزيز العقيل، أمين عام منظمة الخليج للاستشارات الصناعية (جويك)، إن المنظمة تعمل حالياً على ربط برامجها وأنشطتها الاستثمارية بتوجهات دول المجلس المتمثلة في الخطط الاستراتيجية الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل وتوفير المزيد من فرص العمل لمواطنيها إضافة إلى رفع القيمة المضافة لمصادرها الهايدروكربونية وصناعة المعادن الأساسية، وذلك من خلال برنامج الاستشعار الصناعي والذي يعنى بإعداد الدراسات القطاعية والتقارير المتخصصة والدراسات المتعددة العملاء وصولاً إلى تحديد الفرص الاستثمارية الواعدة خاصة في تصنيع مخرجات الصناعات الأساسية في قطاعي البتروكيماويات والمعادن الأساسية ليس بهدف الاكتفاء الذاتي فحسب بل بغرض التصدير أيضاً إلى الأسواق المجاورة والعالمية. وشدد العقيل على هامش مشاركته في اجتماع مؤتمر صحار لفرص الاستثمار الصناعي الذي عقد الأسبوع الماضي في سلطنة عمان، على أهمية دور المنظمات الإقليمية في تشجيع الاستثمار لما يحظي به الاستثمار الصناعي من اهتمام كبير من الدول الأعضاء من خلال توفير البنيات التحتية من طرق واتصالات ومدن صناعية، وتوفير الحوافز التشجيعية للمستثمرين في قطاع الصناعة، وكذلك فرص التمويل للمشاريع الصناعية التي تقدمها بنوك التنمية الصناعية في هذه الدول. وقال: إن هذه الجهود قد أتت بثمارها في زيادة حجم الاستثمارات الخليجية في هذا القطاع والتي تضاعفت حوالي سبع مرات خلال العقدين الماضيين، ووصلت بصورة متراكمة إلى مايقرب 220 مليار دولار بنهاية العام 2010، مشيراً إلى أن منظمة الخليج للاستشارات الصناعيبة منذ تأسيسها في العام 1976 عملت على توطيد ودفع عجلة التنمية الصناعية، وذلك عن طريق تقديم الاستشارات الصناعية للدول الأعضاء وتوفير المعلومات من خلال قواعد بيانات صناعية متكاملة تتضمن، إضافة إلى معلومات الأسواق والمعلومات الاجتماعية، قاعدة للخبراء الصناعيين والتقنيات الصناعية. وأوضح أن المنظمة عملت وبصورة منتظمة مع جميع الدول الأعضاء على الترويج للاستثمار الصناعي، وذلك من خلال أحد البرامج الرئيسة وهو برنامج فرص الاستثمار الصناعي، والذي يعتبر أهم البرامج، حيث طرحت من خلاله وبالتعاون مع الدول الأعضاء ما يزيد على 400 فرصة صناعية ساهمت في تنفيذ العديد من المشاريع الصناعية والتي لبت حاجة الأسواق الخليجية والمجاورة، وطرح منها حوالي 20% في سلطنة عمان، وقد تم عرض ما يقارب العشرين فرصة استثمارية على القطاع الخاص خلال لقاءات استثمارية تم منها 25% في سلطنة عمان. ولفت العقيل إلى بعض النشاطات المقبلة للمنظمة وأبرزها الاجتماع التنسيقي الأول لمصنعي الأدوية بدول الخليج العربية واليمن الذي سيعقد في 11 إبريل 2011، في قاعة المها بفندق شيراتون الدوحة، والذي يهدف إلى إيجاد منبر لتبادل الأفكار والحوار المثمر بين مسؤولي شركات الصناعات، كما سيتم من خلاله استعراض فكرة إعداد دراسة متعددة العملاء، لإيجاد فرص استثمارية في قطاع الصناعة الدوائية وسبل تطويرها في دول المنطقة، وكذلك عرض فكرة تأسيس جمعية خليجية لمصنعي الأدوية في المنطقة.