زملاؤنا الكتّاب من متداولي الشأن العربي العام قديماً ، وأكثرهم مخضرمون عايشوا زمن العروبة ؛ حيث عصر حديقة « الفوطة « والحوار القومي - اليساري ، أراهم رجعوا صوب الجذور هذه الأيام . رأوا وابلا .. وإن لم يكن وابلا فََطلاّ . وقد أجد في هذا دليلا أصيلا على شوقهم لذلك الناي . العرب والعروبة والتاريخ الصلد الذي عشناه . لياليَّ من سُعدى رواء على الظما سقتنا بها سعدى على ظمأ بردا مُنى إن تكن حقّا تكن أحسن المنى وإلا فقد عشنا بها زمنا رغدا . قصدي لو أردتُ أن أضع كل النقاط على كل الحروف ، وتحتها أيضا ، أن شحوب خريف العروبة موحش ، أو كان الخريف موحشا ، ووجع الأرض آلمنا ، فقد جاءت رشة مطر وإسقت عروق بعض الكتاب ، وما على الأزاهير إلا أن تنبت . ويدعوني هذا إلى القول إنني واحد من الذين كفروا بالانطفاء الكلّي للأمل . هبينا انطفأنا .. سوف أرفع إصبعي وأنذر باليسرى توابيتي اليمنى . و « سيل العقارب « ونحن نمرّ في الموسم الآن ، غزير في العادة . لكن الترحيب به من قبل أهل الرعي ومالكي المواشي ليس بمثل الترحيب بالمطر الذي يأتي في أول « الوسم « . وهو جيد وغزير ، لكن نفعه للعشب الذي تحتاجه البهم قليل إذ لا تلبث شمس الصيف أن تعدمه بحرارتها . لذا تعارف أهل الرعي على أن سيل العقارب نافع ، لكنه ينفع الغطاء النباتي الطويل مثل السدر والطلح والعوسج . قال شاعر شعبي : - السيل يا « سدرة « الغرمول يسقيك من مزنة هلّت الما « عقربيّه» فنلاحظ أنه يرجو نزول سيل العقارب لصالح السدرة ، أما العشب المفضل فحتى لو نبت فلن يزدهر بسبب حرارة الفصل القادم . إلى جانب حرارة لقاء عروبي بعد غياب، جاءتنا أناشيد باليوتيوب :الوطن الأكبر ، مصر التي في خاطري وفي دمي ، لبيك ياعلم العروبة ، نشيد موطني .. في الزمن الأخير من حياتنا اتهم الليبراليون العروبيين بأنهم إرث الماضي . واتهمهم اليساريون بأنهم الطبقة البرجوازية . واتهمهم الإسلاميون بالعلمانية ومعاداة الدين . يظن البعض أن أسرة الضاد انقرضت وتباعد أفرادها عنها إلى درجة القطيعة وتشتت شملها فلم يبق منها إلا الذكريات التي تؤرق مابقي من الأسرة والأحفاد وأجيالهم في هذا العصر بجميع حيثياته العصرية في إيقاعه المتسارع في كل أمور الحياة والعلاقات الاجتماعية والعواطف الجامدة التي تثيرها المصالح الشخصية. وأختلف مع أولئك..