أصدرت أكاديمية الشعر التابعة لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث ديواناً شعرياً للشاعرة السعودية مستورة الأحمدي، التي شاركت في مسابقة شاعر المليون في موسمها الرابع، وبلغت فيها مراحل متقدمة، بعد أن قدمت مستوى شعرياً مميزاً خلال مختلف مراحلها. جاء ديوان الشاعرة الذي حمل عنوان "حروف لا تجر" في حجم من القطع المتوسط، وضم 62 قصيدة للشاعرة، حمل بعضها تاريخ كتابتها، وتنوّعت الأغراض الشعرية للقصائد بين الوجدانية والاجتماعية والوطنية، وجاءت معظم القصائد معبرة عن تجارب حقيقية عاشتها الشاعرة، وارتبطت ارتباطاً مباشراً ببيئتها المحيطة بها، فتارة تعزف على وتر الشعر من خلال صوت الأم، وتارة بصوت الابنة، وتارة بصوت الشاعرة، وأخرى بصوت الند للرجل، وغيرها من الأصوات التي تنطلق من خلالها الشاعرة إلى فضاءات ذات صور مختلفة طافحة بالشعرية. أما مقدمة الديوان فجاءت بقلم الشاعرة وقالت فيها: ليس هذا ديواناً من حروف، ليس مجرد كلمات وأوزان وقوافٍ، بل ألبوم لصور متعددة من طفولة وصبا ونضج أنثى. تسللت عدسة الحرف لروحي في سن مبكرة، والتقطت كثيراً من تقلبات المشاعر ومراحل نموها، حتى طالت قامتها بكم ولكم، ولبست أجمل ثياب التفاؤل لاستقبال مواكب رضاكم. ومن خلال استقراء نماذج من هذه القصائد، يمكن تلمس ذلك الحضور المستمر لذات الشاعرة وعلاقتها بالشعر كلسان صريح في المجتمع، كما تتخذ الشاعرة من قصائدها طاولة للحوار المنطقي والعقلاني مع الآخر، بعيداً عن الحدّة والصراخ، ومتمسكة بصوت الحكمة والإقناع. أما عناوين القصائد، فقد حملت معها شيئاً من الشعرية والخصوصية، مثل توأم الفجر أديب، ومن أوراق زوجة مهاجرة، وما في الكف تفاحة، وطالق، وما كتبها شكسبير، وطاح اللثام، وطفل خرج من صوابه، والأرجوحة، والبقاء في جبيني، والخروج على النص، وكأس مكسور. يذكر أن أكاديمية الشعر أصدرت في الآونة الأخيرة عدداً من دواوين الشعر النبطي التي توثّق وتستعرض عدداً من التجارب الشعرية المتنوعة في الشعر النبطي، منها ديوان عبدالرحمن آل مبارك وأحمد بوسنيدة ومهير الكتبي وديوان سجد قلبي للشاعر نايف صقر، وديوان خارج السرب للشاعر فالح الدهمان، ومن المنتظر أن تعلن خلال الفترة القادمة عن عدد من إصداراتها الجديدة في الجنس الأدبي ذاته.