فضّلت كثير من المواطنات الزائرات لدولة الإمارات أو المتواجدات للدراسة أو العمل الالتحاق بمدارس التدريب على قيادة السيارة، وذلك في خطوة استباقية للتمكن من مهارة القيادة، وإزالة شعور الخوف من التجربة، إلى جانب الاعتماد على ذواتهن في إنهاء احتياجاتهن دون انتظار سيارة أجرة، أو التعاقد مع سائق بمبلغ وقدره. وعلى الرغم من أن هذه الخطوة تعد في نظر البعض ملفتة وربما مغرية وبحاجة إلى قرار وثقة معاً، إلاّ أنها في نظر البعض الآخر تمثّل «فرصة» للانضمام إلى جيل من السعوديات ممن حصلن سابقاً على رخصة قيادة من مراكز تعليم القيادة في عدد من دول العالم، وينتظرن «فرصة أخرى» للتطبيق!. «الرياض» زارت عدداً من المراكز النسائية لتعلم قيادة السيارة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتقت بعدد من مدربات قيادة السيارات؛ اللاتي قمن بتدريب عدد من الفتيات والسيدات السعوديات المقيمات هناك، كما التقت ببعض المتدربات السعوديات؛ وكان لها هذه اللقاءات المتنوعة حول تجربتهن الأولى في تعلم قيادة السيارة، ونظرتهن المستقبلية للتطبيق. التدريب على القيادة في البداية أكدت السيدة «فاطمة بشر» - مدربة قيادة سيارات للنساء منذ عشر سنوات في دولة الإمارات - أنها التقت بالكثير من السعوديات اللواتي تدربن على قيادة السيارة تحت إشرافها. أم عبدالله: تعلمت لأكون جاهزة في الحالات الطارئة وقالت:»في السنوات الأخيرة زاد عدد المتدربات السعوديات في الإمارات، وحالياً لدي ثلاث متدربات سعوديات، إحداهن متزوجة وهي أم لثلاثة أطفال وعمرها 40 سنة، والأخرى مقيمة مع أهلها في دولة الإمارات وعمرها 28 سنة، والأخيرة طالبة في جامعة الشارقة في الإمارات وعمرها 23 سنة»، مشيرة إلى أن السعوديات سريعات التعلم لدروس قيادة السيارة، ولديهن الحماس للحصول على رخصة القيادة بشكل لافت للنظر أكثر من الجنسيات الأخرى، مرجعة السبب لكونهن يمتلكن الرغبة والحماس للتجربة أكثر من غيرهن، ولذلك تكون استجابتهن أسرع من الأخريات لتعلم قيادة السيارة. إشادة وانضباط وتؤيدها في الرأي المدربة «حمدية حسين»، وقالت:»لقد دربت العشرات من السعوديات خلال فترة عملها في مجال التدريب على قيادة السيارات، وأغلبهن طالبات في الجامعات الإماراتية، حيث أشادت بأسلوبهن في التعامل مع الآخرين، وشدة انتباههن وتركيزهن العالي أثناء قيادة السيارة». مدربات: يمتلكن الثقة وحب التجربة وفرحتهن كبيرة وأشادت المدربة «هند كمال قباني» -التي قامت بتدريب ما يزيد على مائة متدربة سعودية- بأخلاق وسلوك وانضباط السعوديات، وحرصهن الملحوظ على ذلك أثناء القيادة، وقالت:»من خلال تعاملي مع السعوديات في مجال قيادة السيارة لاحظت أنهن ملتزمات دينياً، وصبورات، وقليلات التذمر مقارنة بالمتدربات من الجنسيات الأخرى، وإذا حدث وأن أخطأت في أي تصرف فهي تعتذر مباشرة دون تردد، مما يدل على ثقتها بنفسها إلى أبعد الحدود». قضاء احتياجات الأسرة والتقت «الرياض» عدد من المتدربات السعوديات في مدارس تعليم قيادة السيارة في دبي، وقالت السيدة «أم نواف»- من محافظة جدة، وتبلغ من العمر 45 سنة، وأم لخمسة أطفال، وتقيم مع زوجها الذي يعمل في الإمارات- إن زوجها هو الذي شجعها على الالتحاق بمدرسة تعليم قيادة السيارات النسائية؛ لكي تتعلم قيادة السيارة، وتساعده في قضاء بعض الأعمال والاحتياجات الأسرية، مثل توصيل الأولاد إلى المدرسة. جانب من تدريب عدد من السعوديات على قواعد المرور وأضافت:»لقد منحني زوجي الثقة الكاملة ولله الحمد، وهذا ما يجب أن تكون عليه العلاقة الزوجية بين كل زوجين، وهو ما دفعني وشجعني لتعلم قيادة السيارة، فأعباء الحياة كثيرة ولا يستطيع الرجل القيام بكل شيئ لوحده، بل يجب أن تساعده الزوجة في ذلك، وهذا ليس على مستوى دولة الإمارات فقط، بل في جميع الدول حتى عندنا في المملكة، ولكن للأسف، لا يسمح هناك للمرأة بقيادة السيارة، ويستعاض عن ذلك بالسائقين رغم مشاكلهم الكبيرة والمعروفة». أم نواف: مللت «السائقين» وانتظار «سيارات الأجرة»! ترحيب عائلي وأشارت «فاطمة حوكل» -من مدينة الرياض، وتبلغ من العمر 24 سنة، وتقيم مع أسرتها في الإمارات، وتدرس في جامعة الشارقة- إلى أنها وجدت كل الدعم والترحيب لفكرة تعلمها لقيادة السيارة من قبل والديها وحتى أخوانها الشباب. وقالت:»الجميع اليوم مشغول بعمله وحياته اليومية، وبصراحة (محد فاضي لحد) -حسب تعبيرها-، فوالدها يعمل في مكان بعيد عن منزله، وإخوانها يدرسون في كليات مختلفة ومتفرقة ولا يستطيعون القيام بتوصيلها كل يوم إلى الجامعة وإرجاعها إلى المنزل»، وتضيف: «أنا كفتاة أحتاج الذهاب إلى الأسواق وزيارة صديقاتي، وغيرها من الاحتياجات التي لا يستطيع الأهل تغطيتها؛ بسبب مشاغلهم الكثيرة والالتزامات الملقاة عليهم، كما أن والدتي ترفض استقدام سائق، حيث كانت لها تجربة مريرة مع السائقين عندما كنا نعيش في المملكة؛ لذلك كان الحل الوحيد أن أتعلم قيادة السيارة، واعتمد على نفسي، وأعين أهلي في قضاء حاجيات البيت». مدربة في مدرسة «تعلم القيادة» تشيد بثقة السعوديات عند القيادة اعتماد على الذات وقالت السيدة «مريم» -من الخبر، وعمرها 32 سنة، وتعمل في شركة خاصة في الإمارات- حضرت بداية للإمارات للعمل برفقة أخي الصغير بعد أن رفض أن يكمل دراسته الثانوية، ووجدت عملاً محترماً في شركة خاصة وبراتب جيد، وكانت المشكلة الوحيدة التي تقف في وجوهنا هي مشكلة السيارة، خاصة وأن عملي كان على فترتين، صباحاً ومساءً، ولم يسمح لأخي بالحصول على الرخصة لصغر سنه، فكان لزاماً علي أن أتعلم قيادة السيارة، خاصة بعد تشجيع أخي ووالدتي في المملكة لي، ولأعتمد على نفسي في شق الطريق إلى الحياة بكل حشمة والتزام. وأضافت:»البداية كانت صعبة؛ لكن مع الأيام أصبح أمر قيادة السيارة سهلاً علي، وأحببت هذا الأمر كثيراً، وأتمنى لو تستطيع كل فتاة سعودية تجربة قيادة السيارة، فهو أمر ممتع للغاية، وفيه شعور بالاعتماد على النفس، والارتقاء بالذات، فالسعوديات لسن بأقل من النساء الأخريات!». بدون خوف! وتقول المواطنة «أم عبد الله» -التي التقتها «الرياض» في الإمارات، وهي متدربة ولكنها تقود السيارة قبل حصولها على الرخصة- «رغم عدم حصولي على الرخصة، إلاّ أنني تعلمت القيادة منذ زمن بتشجيع من زوجي الذي دعمني لتعلم القيادة، واستخدم السيارة في الحالات الطارئة والضرورية؛ لا سيما عند حدوث طارئ وعدم وجود زوجي في المنزل، مشيرة إلى أن كثيراً من بني جنسها نجحن في قيادة السيارة دون شعور بالخوف، وتسير حياتهن بشكل طبيعي جداً. طالبة أنهت المهمة بنجاح وتنتظر النتيجة سيدة تستعد للتجربة دون شعور بالخوف تجربة السعوديات في قيادة السيارة نجحت على ميدان التدريب مدخل ميدان التدريب على قيادة السيارة