لم تكتف "م. القحطاني" بقيادة السيارة في إطارها الجغرافي في منطقة عسير بل تجاوزت ذلك إلى تدريب إخوتها الذكور واحداً تلو الآخر على القيادة وتبقى هي ومنذ أن كان عمرها عشرة أعوام السائق الذي تخرج على يديه إخوة هم الآن في مناطق أخرى طلباً للرزق. ومنذ أن تعلمت القيادة داخل مزرعة والدها بمدينة أبها بدأت المهام القيادية تكبر مع الوقت حتى خرجت من إطار المنطقة إلى القيادة باتجاه مناطق بعيدة تفصلها عن مزرعة والدها مئات الأميال حيث قادت في إحدى المرات أسرتها في رحلة سفر من أبها إلى العاصمة الرياض لتقطع نحو 1100 كلم عبر صحراء الربع الخالي يرافقها والدتها ووالدها لأكثر من رحلة حتى حفظت الطرق المؤدية وتلك المستوية وتلك التي لا تستطيع تجاوز كثافة كثبانها دليلها الوحيد السماء وبعض أثر خلفته السيارات على الأرض. تقول القحطاني أنها كانت تعتمد في سيرها على اثر السيارات السابقة التي مرت بذات الطريق ولم يكن السفر إلى الرياض عبر الصحراء تجربتها الوحيدة بل أنها أخذت أسرتها نحو مكةالمكرمة للحج ذات عام وعبرت المسافة بين أبها ومكة التي تقدر ب 650 كلم اجتازت خلالها أودية وجبالا لا يجتازها إلا من تمرست يداه على القيادة وخبر أسرارها. ووفقاً لجريدة "الرياض" التي التقت السيدة القحطاني بدت قوية تعرف ما تريد ولا تهاب المخاطر وتدير أعمالها بنفسها وتتصف لمن يجالسها بالحكمة في المنطق وفي التدبير تقول انها حريصة على التزام الترتيبات الضرورية قبل السفر ابتداء من تفقدها لزيت السيارة ونسبة الهواء في اطارات السيارة إلى جانب أنها على علم ودراية بالأسباب التي تقف خلف كل صوت يصدر من المحرك وكيف تتعامل معه، وفي الوقت الراهن ترشد سائقها الخاص حول أي خلل تشعر به أثناء ركوبها للمركبة. بدأيتها مع قيادة السيارة حينما كانت في العاشرة من عمرها حيث أظهرت نبوغاً بالتعلم عن طريق مراقبتها والدها اثناء قيادته سيارته داخل المزرعة حتى كسرت حاجز الخوف وبدأت تطبق ما رصدته نظراتها البريئة لتكتشف نفسها وهي قائدة ماهرة، والغريب أنها ترى أن قيادة الشاحنات أسهل بكثير من نظيراتها ذات الحجم الأصغر. القحطاني تعلق على موضوع قيادة المرأة السعودية للسيارة بقولها "على المرأة أن تتعلم كيفية قيادة المركبة والتعامل معها لأي ظرف طارئ حتى تستطيع أن تتدبر أمورها، مؤكدة أنها لا تؤيد الدعوات للقيادة من دون أذن رسمي لسبب رئيسي هو احترام النظام وعدم تجاوزه". القحطاني عملت بعد أن أنهت المرحلة الثانوية كمشرفة بالشؤون الاجتماعية لمدة ثماني سنوات تخصصت بالإشراف على دار العجزة بأبها لكن برها بوالديها جعلها تستقيل من وظيفتها لتتفرغ لرعايتهما والاهتمام بهما.