وقع بيدي كتاب «مسائل حرب للكرماني» عن الإمام أحمد بن حنبل، واسحق بن راهويه، بتحقيق: الأستاذ الدكتور وليد بن عبدالرحمن آل فريان، كلية الشريعة في الرياض، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، طبع دار ابن الأثر. والجزء المطبوع هو عن (الطهارة، والحيض، والصلاة)، والمحقق نقل عن مخطوطة أولى للأبواب الثلاثة الأولى، ونقل الباب الرابع (الرضاع) عن نسخة ثانية ذكر أنها من مكتبة جامعة أم القرى، برقم 32، وهي 22 صفحة. غير أنه لم يذكر عن الأصل الأول سوى قوله: (وأصل النسخة محفوظ في إحدى المكتبات الخاصة)!! وهنا مربط الفرس، هل سقطت في يدك النسخة الأولى، ونقلت عنها الأبواب الثلاثة لتكون أكثر من ثلاثة أرباع كتابك، حتى كنت مضطرا أن تضيف عند وجود نقص فيها إلى وضع كلمات لك، هي: (إضافة للتوضيح)، أو (إضافة يقتضيها السياق)، ثم تقول (من هنا تبدأ القطعة الموجودة لدي من كتاب الطهارة). فهل الذي لديك قطعة موجودة عندك، أم أنها مصورة فقط، وعندما وضعت صورة عنها في الصفحة 23 وسحبتها: أنموذج من الأصل الأول؟ وكانت الصورة مشوشة. وبصرف النظر عن الدكتور المحقق، ووضع حواش من الذين نقلوا من كلام النسخة الأصل، من الذي جاءوا بعد سنوات طوال. فكيف استحصلت على نسختك المخطوطة؟؟. والمحفوظة لدى إحدى المكتبات، وهل هذه المكتبة تبدل مخطوطاتها لكل الناس؟؟ ونحن نعلم أن مكتبة المخطوطات هذه، هي لرجل تحوي مكتبته عما لا يقل عن عشرة آلاف مخطوط أصلي، جمعها منذ سنوات طوال. وهذه المخطوطة بعينها قام منذ سنوات طوال بنسخها، وكان يريد طبعها، وهو أيضاً صاحب مطبعة، وصاحب دار نشر، وقد سبق له طبع العديد من مسائل الإمام أحمد بن محمد بن حنبل عليه رحمة الله، وطبع من كتب المذهب الحنبلي لأول مرة، عشرات من المؤلفات. ولكن كثر عليه طلاب العلم، (وأظن أن الدكتور المحقق واحد منهم)، فينزل له (أولهم)، ما عنده من كتب مخطوطة، وعلى الأخص مسائل أحمد (لحرب الكرماني، وغيره)، وقدم إليهم (مجانا طبعا)، ما يشهد بذلك حل الجامعات، وأساتذتها، وطلابها. غير أن أساتذة الجامعات وطلابهم الذي استفادوا من هذه المكتبة، لم يكونوا مثل سعادة الدكتور، بل ذكروا في غلافات رسائلهم، ومقدمات كتبهم، الشكر لصاحب هذه المكرمة، وهو: العالم الشيخ: زهير الشاويش - الدمشقي المقيم في بيروت، صاحب المكتب الإسلامي للطباعة والنشر. شاكرين له، ولمن ساعدهم من أبنائه، السيد بلال والسيد علي، اللذين يقدمان على مساعدة كل من يسألهما عن مخطوطات، أو إجازات من والدهما. وكنت أرجو لو أن الأستاذ الدكتور ذكر اسم الشخص الذي حفظ لنا مثل هذا الكتاب، وبذله للجامعات، وأساتذتها وطلابها، وحرم نفسه من نشر الكتاب، خدمة للعلم. وسبق أن حاولت العديد من الجامعات، من إحدى الدول الحصول على فهارس خزانته للمخطوطات، ولكن لم تفلح لأن الذين كانوا وسطاء في الموضوع، قدر الله أنهم لم يعرفوا قيمة تلك المخطوطات، وأهميتها، وإنني آمل أن يكتب الله لخزانة الشيخ الشاويش من يتولى أمرها، حتى لا تضيع، كما ضاعت مكتبات كثير قبلها. وإني أشكر الدكتور الوليد آل فريان الذي نشر الكتاب، وأغفل ذكر صاحب الفضل، ولم يذكر اسم (خزانة الشيخ زهير الشاويش)، حتى أتاح لي كتابة مثل هذه المقطوعة، التي أرجو أن تنفع العالم المتتبع.