ذكرت دراستان أجراهما باحثون من المعهد الدولي للقاحات فى سيئول أن التطعيمات الشاملة ضد الكوليرا يمكن أن تكون مفيدة في المناطق المتضررة حتى بعد تفشي هذا المرض البكتيري. نشرت نتائج الدراستين مؤخرا في مجلة الأمراض الاستوائية المتجاهلة "نجليكتد تروبيكال ديسيسز" الإلكترونية الصادرة عن مكتبة العلوم العامة (بابليك لايبراري أوف ساينس)، وهي منظمة غير هادفة للربح يعمل بها علماء وأطباء ومقرها سان فرانسيسكو). ويقول الخبراء إن هذه النتائج مهمة بشكل خاص في ضوء تفشي الكوليرا المعروفة ب "مرض الفقراء" في هايتي التي ضربها زلزال عنيف في يناير 2010. وكتب إدوارد تي. ريان، الطبيب بمستشفى ماساتشوستس العام في الولاياتالمتحدة في افتتاحية بالتزامن مع نشر الدراستين أن "التفشي الأخير للكوليرا في هايتي وباكستان وزيمبابوي يلمح إلى أن خطط العمل العالمية ضد الكوليرا تبوء بالفشل". وأضاف: "بالرغم من أن الجميع يتفق على أن منع الكوليرا والسيطرة عليها في نهاية المطاف يحتاج إلى توافر مياه نظيفة وصيانة الصحة العامة بشكل كافي لسكان العالم، فإن الحقيقة البسيطة أن هذا لن يكون حقيقيا لمدة عقود بالنسبة للأكثر فقرا في العالم، إضافة إلى أولئك المتضررون من الاضطراب المدني والكوارث الطبيعية. والأقل وضوحا هو الدور الذي يستطيع لقاح الكوليرا أن يلعبه فور بدء تفشي المرض". ويصاب سنويا ما يتراوح بين ثلاثة إلى خمسة ملايين شخص بالبكتريا المسببة لمرض الكوليرا. ومن بين أعراض هذا المرض الإسهال الحاد والجفاف. وإذا لم تعالج، يمكن أن تقتل الكوليرا الشخص المصاب بها في غضون ساعات. وفي إحدى الدراستين، ذكر دانج دوك آنه وأنا لينا لوبيز وغيرهما في المعهد الدولي للقاحات وفي فيتنام دراسة حالة للسيطرة على المرض للقاح فموي يشتمل على جراثيم مقتولة للكوليرا تم جمعها خلال تفشي للكوليرا في هانوي قبل ثلاثة أعوام. وتبين أن اللقاح يوفر وقاية فعالة بنسبة 76%. وكتب معدو الدراسة: "ترجح نتائج هذه الدراسة أن الاستخدام التفاعلي لتطعيمات جراثيم الكوليرا المقتولة عن طريق الفم توفر الحماية ضد ذلك المرض وربما تكون أداة ممكنة في أوقات تفشي ذلك المرض. ولابد من إجراء دراسات أخرى لإثبات ذلك". وقيمت الدراسة الأخرى التي أجراها باحثون في المعهد ومن بينهم ريتا ريبورن ولورينز فون سيدلين وجون كليمينتس، المزايا المحتملة لحملات تطعميات الكوليرا التفاعلية. واستخدموا البيانات المتوافرة عن انتشار الكوليرا لمحاكاة عدد الحالات التي يمكن وقايتها من الكوليرا، مفترضين أن ما يتراوح بين 50 75 % من السكان المستهدفين سيشاركون وأن تحصين المجتمع ستستغرق مدته ما بين 10 33 أسبوعا في أعقاب التقرير الأول لتفشي المرض.