ارتفاع أسعار النفط إلى 73.20 دولار للبرميل    235 جهة حكومية تستعرض أبعاد ثروة البيانات وحوكمتها والاستفادة منها في تنمية الاقتصاد الوطني ‬    وزير العدل: مراجعة شاملة لنظام المحاماة وتطويره قريباً    سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



على سيدة الأعمال أن تكون دائماً متبصرة باستثماراتها
د. عائشة المانع: أشجع على محاربة الغلاء بالاستغناء وهي سياسة اقتصادية ناجحة جداً
نشر في الرياض يوم 09 - 02 - 2011

نشأت في أسرة تجارية فوالدها أحد كبار تجار المنطقة الشرقية، ورغم تقلدها لعدد من المناصب كموظفة حكومية إلا أن العمل التجاري كان هو الغالب لتوجهها فمارسته منذ سنوات طويلة أنشأت مشاريع مختلفة تعنى بالمرأة منها مازال قائماً حتى اليوم ومنها ما لم يوفق بالنجاح، ليس لعدم جدواها أو سوء إدارتها ولكن كونها تسبق زمانها. د. عائشة المانع سيدة الأعمال المعروفة عرف عنها أنها تتخطى وقتها, نشأتها وبيئتها الأسرية ونزعتها جعلتها من السيدات اللائي يسبقن الزمن، في هذا اللقاء سنلقى الضوء ليس على مسيرتها المتنوعة والتي تحتاج وتستحق الوقوف طويلاً لرصدها وإنما للتعرف على آرائها الاقتصادية في الساحة التجارية.
في البداية هي عائشة محمد المانع من مواليد مدينة الخبر شرق السعودية تحمل شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة كولورادو في الولايات المتحدة الأمريكية، تعمل حالياً عميدة لكلية محمد المانع للعلوم الطبية، وعضو مجلس الأمناء فيها، والمدير التنفيذي لشركة باحث للبحوث والعلوم الطبية، ومديرة الخدمات لمجموعة مستشفيات المانع العامة.
سيدة الأعمال
• متى يطلق اسم سيدة أعمال على المستثمرة عندما تبدأ مشروعها أو عندما تجنى الملايين من المشروع ؟
- لا هذا ولا ذاك . فالعبرة للمشروع لمدى نجاحه وجدواه الاقتصادية، وليس للملايين التي يمكن أن يدرَّها، فالشخص الذي استثمر بمشروع اقتصادي سواء كان صناعياً أم تجارياً أم زراعياً أو أي مشروع آخر فإذا ما تحقق لهذا المشروع عوامل النجاح من حيث توفر الإدارة الناجحة والجدوى الاقتصادية له وتحقيق عائد اقتصادي يمكِّن من إكمال الدورة الاقتصادية للمنشأة ، عندها يمكن أن نطلق عمن يؤسس ويدير مثل هكذا مشاريع برجل أو سيدة أعمال ..
• هل تعتبرين السيدة التي تضع أموالها في جهة معينة أو مشروع معين وتضع من يديره لها سيدة أعمال؟
- لا يشترط للشخص أن يتولى إدارة مشاريعه بنفسه خاصة إذا تعددت وتنوعت وتجاوزت الحدود الجغرافية لمكان إقامته ، فما المانع بأن تفوض سيدة الأعمال من يقوم بإدارة مشاريعها ومتابعتها فهذا أمر لا يقلل من شأن الاستثمار أو يعيقه ولكن على سيدة الأعمال أن تكون دائما متبصرة بتلك الاستثمارات وعلى علم بطبيعة إدارتها من قبل الغير وأن تكون القرارات الأساسية للمنشأة هي المرجع لها وإن كانت تدير ذلك الاستثمار أو تشرف عليه عن بعد .
الوسط النسائي التجاري
• كيف تقيمين الوسط النسائي السعودي التجاري ؟
- إن كافة الأنشطة الاقتصادية النسائية بالمملكة لا تزال حديثة العهد نوعا ما وهي تواجه الكثير من الصعوبات التي تحد من قدرة المستثمرة السعودية على دخول ميادين إقتصادية أرحب. لذلك فإن امتهان المرأة السعودية للعمل التجاري لا يزال يحتاج منها للكثير من الخبرة والدراية ، إن كان بطبيعة السوق الداخلي أو الأسواق الخارجية أو لجهة المصادر الأولية للبضائع أو المواد الخام ، ولكنني على ثقة بأن المرأة سوف تحقق وفي وقت قريب قفزات نوعية في مجال الاستثمار بالأعمال التجارية .
• في رأيك ما هي صفات سيدة الأعمال الحقيقية ؟ وهل هناك اختلاف بين المجتمعات بمعنى أن المرأة السعودية غير المصرية غير الأمريكية، وفي أي الجوانب يكمن الاختلاف ؟
- صفات سيدت الأعمال الناجحة تتمثل بقدرتها على امتلاك مقومات العمل الناجح وهي المؤهل العلمي والخبرة والمهارات القيادية، ولا فرق بين سيدة أعمال في الشرق أو في الغرب إلا من حيث الفرص والتسهيلات التي يمكن أن تؤمنها لها الأنظمة والقوانين في مجتمعها ، فالتسهيلات والقوانين هي التي تحدث الفرق ، وعلى سبيل المثال فإن القطاع المصرفي لدينا لا يمنح سيدة الأعمال قروضا لمشروعها الاقتصادي في حين لا تميز المصارف الأجنبية في ذلك بين رجل أعمال أو سيدة أعمال وقس على ذلك.
• يقال إن سيدات الأعمال ليس لديهن مشاركة اجتماعية (مسؤولية اجتماعية ) هل هذا القول صحيح ؟ لماذا ؟
- إن وعي المرأة بمسؤوليتها الاجتماعية هو نابع من دورها الرئيسي كأم ومربية أجيال في الأسرة والمجتمع وهذا ما يجعلها أقرب إلى المشاركة الحقيقية والوجدانية وتحمل كافة جوانب المسؤولية الاجتماعية من خلال إدارتها لعملها كسيدة أعمال فالمسؤولية الاجتماعية هي وعي قبل كل شيء ، وإحساس عميق بالواجب. ولا شك بأن سيدة الأعمال هي الأقرب من غيرها في فهم ومراعاة الجانب المتعلق بالمسؤولية الإجتماعية في معرض ممارستها لنشاطها أيا كان.
المسؤولية الاجتماعية هي وعي قبل كل شيء
الطفرة الاقتصادية
• في العالم الغربي معظم الأثرياء أو أهل المال هم من صنعوا أنفسهم في العالم العربي معظمهم وراثة كيف تنظرين لهذه المسألة؟
- ليس المعيار في ذلك هو العالم الغربي أو العربي ففي الغرب قد تجدين من يمتلك أشهر المصانع أو الماركات العالمية والتي انتقلت اليه من العائلة جيلا بعد جيل ، وفي مقابل ذلك قد تجدين في مجتمعنا الكثيرين ممن بنوا أنفسهم بأنفسهم ، فالمعيار نسبي . ولكن يمكن القول بأن وصول مستثمرين جدد وظهور أثرياء جدد عن غير طريق الميراث عادة ما يكون مرتبطاً ببعض الطفرات الاقتصادية التي تحدث في المجتمع كظهور النفط مثلما حصل في منطقتنا أو قد يرتبط ببعض التغيرات السياسية وذلك حين يتحول مجتمع من النظام الاشتراكي إلى النظام الرأسمالي عندها يبرز إلى السطح الكثير من المستثمرين ورجال الأعمال ليحققوا ثروات طائلة بوقت قصير بنتيجة تغيير التركيبة الاقتصادية للمجتمع.
• معظم إن لم يكن كل سيدات الأعمال السعوديات لم تبنى واحدة نفسها جميعهن من اسر تجارية ؟ كيف تقرأين هذا الوضع على التجارة النسائية وإدارتها ؟
- التجارة عالم واسع وباب للرزق مفتوح أمام الجميع ، وإن امتهان هذا العمل يجذب اليه الكثير من المستثمرات وأصحاب المشاريع الصغيرة ولا يشترط لمن ترغب بالعمل التجاري أن تبدأ تجارتها بالملايين . بل أن ميزة هذا القطاع أنه يمكن البدء فيه برأسمال بسيط يتوفر لدى عامة الناس والانطلاق منه ، وفي حال اختيار المشروع المناسب والعمل فيه بجد وإخلاص لا شك بأن هذا المشروع الذي بدأ صغيرا سوف يكبر وينمو .فعلى جميع الفتيات استغلال الفرص وعدم الاستسلام لفكرة أن المشروع يحتاج إلى ثروة لنتمكن من الانطلاق فيه . وكم من المشاغل اليدوية البسطة التي أصبحت بالعمل والمثابرة مصانع عملاقة تصدر إنتاجها لكافة أرجاء المعمورة .
خبرة الإرث
• ماذا تقولين عن جانب الخبرة في سيدات الأعمال اللائي ورثن أعمالهن وتجارتهن؟
- إن الخبرة لا تدرس بالمعاهد والجامعات إنها اكتساب يتعلمه المرء من خلال ممارسته لعمله أثناء سنوات وأيام عمره ، فمن ورثت مشروعا أو تجارة فلا شك من أن حال ذلك المشروع وتلك التجارة سوف يتراجع في حال عدم توفر الإدارة السليمة والمتابعة الصحيحة للمشروع . لذلك فإن على سيدة الأعمال الاستفادة من تجارب الآخرين وتطوير مهاراتها وقدراتها الخاصة لتتمكن من الاستمرار في إدارة ما ورثته من مشاريع وإلا فإن الفشل سيكون حليفها .
• بعض بنات الأثرياء موظفات حكوميات ولم يتجهن للمشاريع الخاصة. كيف ترين هذا الأمر ؟
- أنا لا أجد في هذا الأمر أي غرابة، فالمشروع الخاص هو بالمحصلة رغبة واستعداد ولا بد من الإشارة إلى أن موهبة الإدارة والقيادة قد لا تتوفر في جميع الناس. والمشروع كما تعلمين يحتاج إلى مواهب الإدارة والقيادة ، إضافة إلى القدرة على المخاطرة وتحمل المسؤولية فكلها صفات في الشخصية قد تتوفر أو لا تتوفر في بعض بنات الأثرياء، وأنا لا أعتبر العمل الوظيفي تقليلا من شأن من تملك الثروة والمال ، فالعمل هو شرف للإنسان وهو واجب ورساله وقد نجد الكثيرات ممن يملكن المال الذي يغنيهم عن العمل ولكنهم موظفات ناجحات فالعمل في النهاية هو لتحقيق الذات.
• ليس هناك مشاريع نسائية كبيرة ساهمت في توظيف النساء السعوديات لماذا ؟
- كما تعلمين فلا تزال المعوقات كثيرة أمام عمل المرأة واستثمارها في العديد من أوجه النشاط الإقتصادي ونحن لا نزال بانتظار المزيد من الانفتاح لمشاركة المرأة في جميع أوجه تلك الأنشطة ودمجها بمختلف القطاعات الإنتاجية ، لذلك لا تزال بعض القطاعات دون غيرها هي التي تستوعب وتستقطب اليد العاملة النسائية كقطاع الصحة والتعليم اللذين لا يمكنهما استيعاب الأعداد المتزايدة من اليد العاملة النسائية إذ لا بد من إدماج المرأة الكامل بكل الوظائف والتخصصات سواء بالقطاع الحكومي أو الخاص . وهو ما سيحل مشكلة اليد العاملة النسائية .
ظهور أثرياء جدد يرتبط ببعض الطفرات الاقتصادية التي تحدث في المجتمع
• هل ترين أن هناك تقدما في العمل التجاري النسائي ؟
- الحاضر والمستقبل يقول ذلك فالمرأة السعودية لا ينقصها الإستعداد ولا الإمكانيات فهي تنتظر فقط تبدل الأنظمة والقوانين لتصبح تلك الأنظمة أكثر مواءمة مع واقعها الجديد وبما يمكنها من متابعة عملها بنفسها والإشراف عليه، وبشكل عام يمكن القول بأن المستقبل في صالح تقدم العمل التجاري النسائي وازدهاره.
المشاغل النسائية
• ما رأيك في وضع المشاغل النسائية ؟
- المشاغل النسائية هي واحدة من الأنشطة التجارية المتعددة ولكن وبسبب إقفال الباب أمام المرأة في اختيار مشاريع أكثر نضجا وإنتاجية للأسباب التي نعلمها جميعا، لذلك تجدين العديد من السيدات يتجهن نحو هذا النوع من الاستثمار المسموع والذي لا يوجد فيه الكثير من المشاكل والصعوبات التي تواجه سيدة الأعمال في قطاعات أخرى .
قيادة السيارة
• بالرغم من مطالبات بعض سيدات الأعمال كغيرهن من النساء بقيادة السيارة إلا انه لم يكن هناك خطاب اقتصادي متكامل ومستمر يوضح الضرر الذي يلحق بالمرأة والمجتمع جراء عدم قيادة المرأة ؟ لماذا ؟
- إن موضوع قيادة المرأة للسيارة هو موضوع جدلي في المجتمع وليس التقصير فيه لجهة عدم وجود خطاب اقتصادي لتوضيح الضرر الذي يلحق بالمرأة نتيجة حرمانها من هذا الحق لأن الجميع يعلم ويدرك تماماً تلك الحقائق، ويدرك بأن حقيقة المنع ليس مردها للقانون أو الشرع، فالموضوع يتعلق بالنظام الاجتماعي القائم والخلاف هو خلاف بين تيارات دينية وفكرية مختلفة ضمن المجتمع، وكم نتمنى أن تحسم السلطة السياسية هذا الجدل وتقرر ما كان يجب أن يكون منذ زمن وهو السماح للمرأة بقيادة السيارة .
• على مستوى الكتابة الاقتصادية ليس هناك كاتبات في الاقتصاد يعتد بكتابتهن للتوعية والشرح لماذا؟
- نعم أوافقك القول بأنه لا يوجد كاتبات في الاقتصاد، ولكن في المقابل فإن المكتبات مليئة بالكتب والمؤلفات الاقتصادية بمختلف أنواعها ومواضيعها. ولكن السبب في قلة من يكتب عن المشاريع النسائية السعودية ومعوقاتها يعود إلى أن أن الكاتبات السعوديات غالباً ما ينصرف اهتمامهن للأدب وما فيه من فنون الرواية والشعر والقصة. ولكن تبقى تلك المسؤولية على عاتق الأكاديميات السعوديات المختصات في علوم الاقتصاد للتصدي لهذه المواضيع وإضاءة الطريق أمام كل من تريد اقتحام عالم الاقتصاد والأعمال لتوعيتها بشؤون وتفاصيل ذاك العالم وما فيه من خفايا. ولكن اود الإشارة إلى دور اللجان النسائية بالغرف التجارية التي عليها مسؤولية كبيرة في هذا المجال ، وإنني أتمنى بأن لا يكون هناك تقصير من قبلهم في خدمة قضية عمل المرأة بمختلف الأنشطة.
المشاريع الصغيرة
• نسمع كثيراً عن دعم المشاريع الصغيرة لشباب وشابات كيف تقيمين هذه التجربة ؟ ما أسباب كونها مازالت تحبو رغم مضي سنوات كثيرة على وجود هذه الجهات؟
- إن برامج دعم المشاريع الصغيرة هي برامج ناجحة ومميزة ولكنها تفتقد للمتابعة وتقديم المزيد من الدعم الإرشادي والمهني لصاحبة المشروع ، وقد حققت الكثير من تلك المشاريع نجاحاً وفي المقابل حقق بعضها إخفاقات ، حيث تعود أسبابه لعدم اختيار نوع النشاط بشكل مدروس وتكرار ذات المشاريع السابقة دون التجديد والبحث عن المشاريع غير المطروحة من قبل وكل ذلك تعتبر من أسباب فشل تلك المشاريع .
• قدرت إحدى سيدات الأعمال أن الاستثمار النسائي في مجال التعليم بنحو 47% كيف ترين هذه النسبة والاستثمار ؟
- الحقيقة أنه لا يوجد لدي بيانات أو معلومات إحصائية بشأن ذلك مع أنني أميل إلى تصديق تلك النسبة باعتبار أن التعليم يعتبر من المجالات الحيوية والأساسية المفتوحة أمام عمل المرأة والاستثمار فيه ، ويبدو بأن حجم الاستثمار في هذا القطاع هو انعكاس لمحدودية المشاريع التي يمكن للمرأة الاستثمار بها .
• كشفت دراسة أجرتها الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان هذا العام أن 94% من المجتمع لا يعلمون أياً من القوانين الخاصة بحقوق الإنسان . هل ترين أي انعكاس اقتصادي على الفرد أو المجتمع على ضوء هذه النتيجة ؟
- إن ذلك يدل على جهل المجتمع بحقوقه وهذه النسبة في الحقيقة إن صدقت فهي نسبة تدعو إلى القلق ، ولا شك بأن الوضع الإقتصادي والمعيشي ينعكس سلبا أو إيجابا بالتناسب مع جهل أو وعي أفراد المجتمع لحقوقهم كأفراد وجماعات .
المقاطعة
• تظهر بين فترة وأخرى نتيجة ارتفاع الأسعار حملات لمقاطعة هذه الجهات كيف تقيسين هذه الحملات من ناحية الوعي العام الاقتصادي ؟
- لا يوجد وعي اقتصادي حقيقي في المجتمع ، وحملات المقاطعة إن وجدت فهي محدودة الأثر لأن المستهلك يستسلم للأمر الواقع وما قاطعه في اليوم الأول سيبادر لشرائه في اليوم التالي تحت وطأة الحاجة له ، فكل إجراء غير منظم وغير منسق ولا تتبناه جهات معينة تثقف المجتمع به سيكون اثره محدوداً مع أنني أشجع على محاربة الغلاء بالاستغناء كما يقال وهي سياسة اقتصادية ناجحة جدا للجم الأسعار وتخفيضها .
• كيف تقيمين تعاطي الإعلام مع سيدات الأعمال والعكس ؟
- إن للإعلام دوراً ورسالة، وقد كنت على الدوام أؤمن برسالة الإعلام النظيف والهادف وبقدرته على إحداث التغيير والتسريع به وأنا أحترم الإعلام الذي له هذه الأهداف وتلك الرساله ويشرفني دوما التعاطي معه ، ولكن لا يزال للإعلام دور كبير لم يقم به حتى الآن، حيث لا بد من تسليط الضوء على التجارب النسائية الرائدة والناجحة ونشرها ليستفيد الآخرون منها بحيث لا يقتصر الأمر على عدد محدود من الوجوه النسائية المعروفة والمشهورة بل يجب أن يتعداه للبحث عن الأوجه الشابة والمتميزة بعملها ونجاحها للحديث عن تجاربهم وإيصالها للمجتمع وأنا أعتبر أن الإعلام مقصر من هذه الناحية .
• تردد وسائل الإعلام أن الأرصدة النسائية في البنوك تبلغ 100مليار ريال لا يستثمر منها إلا 42،3 مليون ريال ؟ هل تصدقين هذا الرقم ؟ وكيف تقرئينه وتقرئين نسبة الاستثمار ؟
- من المعروف بأن حجم الثروة التي تملكها المرأة في المجتمع السعودي كبير جدا وقد يتجاوز الأرقام التي ذكرت فالمرأة لها ذمتها المالية الخاصة وقد أقر لها الشرع بالتملك والإرث فهي تملك نصف مقدرات المجتمع من الثروة العينية والنقدية ولا شك بأن إمتلاك المرأة لهذا الحجم من الثروة يجب أن لا يعيقه أي قانون أو نظام يمنع من استثمار كل تلك الثروات في عملية التنمية وأنا على يقين بأنه وحين سيصبح من الممكن للمرأة الدخول لميادين اقتصادية أرحب ستكون المشاركة النسائية بالاستثمارات أضعاف مضاعفة .
• عالم المال والأعمال هل ممكن أن يكون حلاً للبطالة ؟ كيف ؟
- لا تتوقعي أن تصبح جميع نساء المجتمع من سيدات الأعمال حتى نقضي على بطالتهن فالبطالة النسائية لا تحل إلا بالتعليم والتدريب وفتح أبواب وفرص العمل أمامها. بحيث لا تقتصر الوظائف المتاحة لها على الوظائف التعليمية أو الصحية .
الغرف التجارية النسائية
• كيف تقيمين تجربة الغرفة التجارية بشكل عام والفروع النسائية بشكل خاص مع سيدة الأعمال؟
- لقد سبق لي وأن شغلت منصب أول رئيسة لجنة نسائية بالغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية لذلك فأنا أعرف جيدا ما هي الصعوبات والمعوقات التي تواجة اللجان النسائية بالغرف التجارية وهي عديدة ، ولكن يمكن القول بأن تلك التجربة وإن كانت لا تزال وليدة ولكنها ناجحة وأتمنى أن تأخذ تلك الجان مكانتها ويتم التوسع في صلاحيتها لتتمكن من خدمة سيدات الأعمال لا أن يقتصر عملها على الإجراءات الروتينية والإدارية .
• هل ترين انعكاسات ايجابية من المنتديات الاقتصادية ؟
- المنتديات الاقتصادية هي فرصة لتبادل الأفكار والخبرات ومناقشة بعض القضايا التي تشكل عائقا أمام رجال وسيدات الأعمال في معرض إدارتهن لمشاريعهن الاقتصادية على اختلافها فالمنتديات هي محطة أساسية للاطلاع والاستفادة من تجارب الآخرين وهي تزيد الوعي بأهمية بعض الاستثمارات دون غيرها لذلك فهي مفيدة وذات أهمية كبيرة .
• لدى مهاتير محمد رئيس مجلس وزراء ماليزيا السابق نظرية تقول ( لن يتطور الاقتصاد إن كان المجتمع يعيش تخلفا اجتماعيا ) وسبب هذه النظرية العزل الذي كانت تعيشه المرأة الماليزية وإقصاؤها عن المشاركة في كل الأعمال التي يعمل فيها الرجل . إلى أي حد تتفقين مع هذه النظرية ؟
- نعم إن التغيير الاقتصادي لا بد وأن يترافق مع التغيير الاجتماعي فالمجتمع لا ينمو ولا يتقدم إذ لم يحسن استغلال كل طاقة أبنائه والمرأة التي هي نصف المجتمع لا يمكن الانطلاق بدونها فهي عامل حيوي ومقوم أساسي من مقومات نجاح الشعوب وتقدمها ، ولا بد من تحرير المرأة أولا قبل التفكير في التغيير . تحريرها من جهلها ومن خوفها ومن عقدة كونها عاجزة وغير قادرة على تدبر شؤونها إلا عن طريق الرجل وبمساعدته ، إن على المجتمع دمج المرأة في مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لتصبح جزءاً من التركيبة الفاعلة في التنمية ، وعندها يمكن لكل شيء أن يتغير باتجاه الأفضل .
إن الزعيم مهاتير محمد أدرك ذلك وعمل على تحرير المرأة الماليزية ودمجها في المجتمع. وأنطلق بعدها مركب التغيير الذي حمل جميع أفراد المجتمع وفئاته فتحققت لهم المعجزة الاقتصادية .
• قبل عدة سنوات كان لديك مشروع مركز الخليجية للتدريب النسائي الذي لم يوفق بسبب تقدمه على عصره . هل ترين أنه مازالت هناك مشاريع تفشل كونها تسبق عصرها بالنسبة لنا رغم كل هذا التطور الذي نعيشه ؟
- إن مشروع الخليجية للتدريب النسائي كان من المشاريع الرائدة آنذاك حيث كان يهدف إلى تعليم وتدريب الفتاة السعودية على أنظمة المعلومات وأجهزة الكومبيوتر التي كانت في حينه في بدايتها حيث لم تكن منتشرة بعد، لقد كان الهدف جعل الفتيات سباقات في استخدام تكنولوجيا الكومبيوتر وتطبيقاتها، والقضاء على الأمية المعلوماتية بوقت مبكر . لكن ذلك المشروع كان قد واجه العديد من الصعوبات ولم يكتب له الاستمرار حيث تعرض للإغلاق أكثر من مرة وحرمت الطالبات من الاستفادة من تلك الفرصة . لا شك بأنها كانت أوقاتاً عصيبة قد مرت بنا، ولكننا الآن في ظروف تختلف عما مررنا به فالمشاريع اليوم مهما واجهت من عراقيل فهي لن تكون بحجم تلك العراقيل التي واجهتنا في السابق . وأتمنى أن يأتي يوم لا يعود يسمع به عن معوقات من أي نوع أمام المشاريع النسائية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.