بدأت مؤشرات بورصة الاحتراف في الأندية السعودية تتجه نحو الانخفاض، وكأنها تحاكي الهبوط الذي تعرضت له البورصات الاقتصادية في مختلف أنحاء العالم، إذ كان حدث خروج منتخبنا الوطني من بطولة كأس آسيا الأخيرة حدثاً ألقى بظلاله على فترة الانتقالات الشتوية المنصرمة وقد يمتد لمواسم مقبلة، إذ إن كثير من الأندية المقتدرة ماديا في الدوري السعودي لجأت لتقليص مصروفاتها الاحترافية، وأخذت في إعادة حساباتها نحو مزيد من الاتزان المادي في التعامل مع المعطيات الحالية. ومع أن جماهير الأندية تبتهج كثيرا بالصفقات الكبرى، التي تبرمها الأندية لمصلحة فرقها الكروية، وتراها أي الجماهير أمرا مهما يجدر التفاخر به كدليل على قوة مادية، تجلب لاعبا يفترض أن يكون نجما مؤثرا في خطوط الفريق، إلا أن المقالب التي تجرعتها الأندية وتكاليف تجديد العقود الباهضة في حال تألق اللاعب، بعد ذلك، أو حتى الشروط الجزائية في حال فسخ العقود، بدأت تفرض واقعا جديدا يبدو أن كثيرا من الأندية أضحت تتنبه له أخيرا، وأصبح أكثر إقناعا للجماهير. ورغم أن هناك من يرى أن تراجع القدرات المادية للأندية تقف سببا آخر لهبوط بورصة الاحتراف السعودية، بعد اعتمادها الكبير على الشركات الراعية لبعضها، مع غياب أعضاء الشرف الداعمين الذين قادوا مرحلة سابقة في عالم الاحتراف، قبل أن يبدؤوا انسحابا متدرجا يبدو ملحوظا في كثير من الأندية في الوقت الراهن، حتى ولو لم يكن معلنا، ليبقى النظر في مواد ومضامين الاحتراف المحلي بعد التجربة التي طالت من دون تقويم عامل مؤثر، لتأسيس مرحلة تطويرية جديدة، تؤطر علاقة الأندية بلاعبيها، وعلاقة الأندية ببعضها احترافيا، وتدعم الارتقاء بالاحتراف المحلي، وقد تمهد طريقا سالكا للاعبين السعوديين نحو الاحتراف الخارجي المنتظر.