الإعلام والسلطة: تُعدّ صياغة وتشكيل الرأي العام في المجتمعات من الأدوار الرئيسة التي تقوم بها وسائل الإعلام، ويتضاعف ذلك مع التطورات النوعية المتزايدة في مجالات تقنية الاتصالات، والتي منحت وسائل الإعلام إمكانيات وقدرات هائلة في التأثير على الآخرين، الأمر الذي جعل من وسائل الإعلام عاملاً رئيساً من العوامل المؤثرة على الرأي العام ؛ إن لم يكن أهم تلك العوامل , ولكن تكمن الخطورة عندما يكون هذا الإعلام يقود المجتمعات والرأي العام في الطريق الخطأ ويحاول قيادته إلى كل ماقد يحقق أهدافه المشبوهة أو مصالحه التي يسعى خلفها أناس جعلوا من الإعلام الأداة السحرية لتحقيقها .. مايهمني هنا هو الإعلام الرياضي وهو جزء من المنظومة الإعلامية الكبيرة , والكل يعلم ماذا فعل الإعلام الهلالي طوال الثلاثين سنة الماضية أو أكثر في محاولاته للعبث بالحقائق وتزييفها وأنا هنا لا أتهم الإعلام الهلالي كاملاً فقد يكون هناك شرفاء ولكن السواد حجب عنا رؤية بقع الضوء المشرقة ( إن وجدت) أنا هنا لا أتجنى ولكنها الحقيقة المرة والتي يجب أن تتغير حتى يعود واقعنا الرياضي إلى مساره الحقيقي المناط به والذي خططت له قيادتنا الكريمة وأيضا قيادتنا الرياضية فالإعلام شوه تلك الصورة الجميلة التي حلم بها المسؤل وحلم بها الرياضي البسيط وسأضرب لكم بعض الأمثلة ؛ فقضية رادوي الأخيرة ( وقذفه وكلماته البذيئة ) كان من المفترض على الإعلام الحقيقي والنزيه أن ينكر تلك الحادثة بكل تفاصيلها ويرفض تبريراتها وهذا مافعله الإعلام النزيه بكل أطيافه عدا الإعلام الهلالي الذي جيش جيوشه للدفاع عن بذاءة لاعبه وبدأ يسوق الأعذار ويختلق القصص ويظهر لاعبه باللاعب البريء الذي افقده (حسين عبدالغني ) كل معاني الحلم والهدوء التي كان يتمتع بها لاعبهم (رادوي) .. شر البلية مايضحك .. ومن القصص القديمة قضية النزهان ومباراة أبو زنده الشهيرة عندما أظهروا أن النزهان فعل فعلته تلك انتقاماً من اعتداء وخطأ باسم اليامي تحت سياسة (الي ماتاخذه بالصافره خذه بيدك) وصوروا الحكم بالظالم ولكن في حق الهلال وليس الإتحاد وأصبحت البطولة المسلوبة بصافرة جائرة رمزاً لعدالة السماء وصورة من صور إحقاق الحق عجباً لكم وعجباً لإعلامكم .. ولكن بقاء الحال من المحال والأقلام الفاسدة حان الوقت لتفنى , فلم تعد تنطلي كذباتهم على الجمهور بل إن بقع التعصب وروائحه الكريهة التي تفوح من كتاباتهم أصبحت مثار حديث الجماهير الرياضية وسخريتهم , أرجوا أن نرى في قادم الأيام وعاجلها إعلاماً نزيهاً يقود مجتمعنا الرياضي إلى بر الأمان يقودنا الى مجتمع ينبذ التعصب يناقش قضاياه بكل هدوء واتزان ويبحث عن حل مشاكله ويعالج سلبياته التي تطرأ بكل تجرد وحياديه , حينها سنرى أنديتنا تقارع الأندية المحترفة والمجتمعات الرياضية المتقدمة ونرى الإحتراف بكل جمالياته وقد عمّ رياضتنا وارتقى بها إلى أعلى الدرجات . البطولات والنصر : من يرى النصر في هذا الموسم يدرك أن ملامح البطل بدأت تعود لذلك النادي ولكن بقي الكثير حتى تكتمل الصورة ويعود بريقها كما كان , فاللاعب الأجنبي مازال مفقودا بل إني اعتبر النصر يلعب موسمه بدون أجانب عدا بدر المطوع ، وحتى نستطيع أن نعرف ماينقص هذا النادي العريق ليعود كما كان علينا أن نذكر السلبيات والإيجابيات ومن خلالها يبدا العمل , دعوني ابدأ بالإيجابيات :- أولاً : النادي يزخر بلاعبين محليين يعتبرون من نوعية النجوم الشابة والتي ينتظرها مستقبل باهر في الحراسة والدفاع والوسط والهجوم وهذه حاله نادرة كانت تنقص النصر من سنوات كثيرة . ثانياً : إدارة واعية ومقتدرة مالياً وهذا مطلب مهم في زمن الاحتراف لتلبية احتياجات الفريق من لاعبين أو مدربين وأيضا لتحمي حقوق النادي وتدافع عنه . ثالثا : أعضاء الشرف وإن كان يشوب أجوائهم في الوقت الراهن القليل من التوتر ولكن يبدو في الأفق عودة قوية وقريبه لإلتفاتتهم حول ناديهم ولعل حصول الفريق على بطولة قد يعجل في ذلك الإلتفات حول النادي وحول الكيان . أما السلبيات :- أولا : لايوجد مدرب مقتدر يستطيع أن يوظف إمكانات اللاعبين ويعيد توهجهم , وأيضا يقرأ المباريات قراءة صحيحة ويستطيع التعامل مع جميع الظروف ويعرف متى يغير ولماذا يغير . ثانيا : إن كان النصر يملك مدافعين شباب مثل هوساوي ومحمد عيد والقرني فإن خانة الظهير مازالت تشكو فأحمد الدوخي لم يعد كما كان وكذلك حسين عبدالغني لن يستطيع أن يكمل السنوات القادمة وإن كانوا يؤدون المطلوب منهم ولكن المرحلة تتطلب نوعية من اللاعبين مع العلم أن الكرة السعودية تشكو من هذه الخانة بالذات حديثي هذا لايلغي دور حسين عبدالغني القيادي في الفريق وأثره الإيجابي فهو لاعب من طراز نادر ومتجدد ولكن أقصد حاجة الفريق لسنوات قادمة فلابد من البديل الجاهز لكل الخانات وليست الأظهرة فقط فالفريق البطل لابد أن يملك فريقين جاهزين وأن يكون بنك الاحتياط يزخر بلاعبين لايقلون عن اللاعبين الأساسيين . ثالثاً : اللاعب الأجنبي فلسنوات طويلة كان النصر يعد المثل المحتذى في اختيار اللاعب الأجنبي الذي يسجل الفارق في الدوري السعودي ولكن في السنوات الأخيرة افتقد النصر لتلك الميزة وهذه من السلبيات الكبيرة فكما نعلم أن اللاعبين الأجانب في الفرق الأخرى قد صنعوا الفرق وقادوا فرقهم إلى منصات البطولات . هذه رؤية بسيطة لبعض السلبيات والإيجابيات التي أرى من وجهة نظري المتواضعة أنها توجد في النادي والعمل عليها ومن خلالها والسير قدما سيحقق الأهداف ويعيد هذا النادي العريق لوضعه الصحيح.