إن الموقف الصادق والواضح والصريح والسريع لخادم الحرمين الشريفين من الأزمة في مصر يدل على معدن عبدالله النادر ووقوفه الصادق مع امن وسلامة ومصلحة مصر! لا مزايدة على سلامة ركن كبير من أركان الأمة العربية والاسلامية ! لم ينتظر كما فعل البعض ليرى ما تؤول إليه الأمور ثم يقرر، بل وضع مصلحة مصر فوق كل اعتبار ! لم يتخلّ عن الأصدقاء والإخوان كما تخلت بعض الدول الغربية وغيرت جلدها بسرعة الضوء فبئس الأصدقاء الذين يتخلون عن أصدقائهم في أول محنة ! وصلتني رسالة منذ فترة طويلة تذكرتها أثناء الأحداث عبارة عن قصه أرسلها لي أخي الدكتور محمد القويز وتقول القصة: قال الجندي لرئيسه: صديقي لم يعد من ساحة المعركة سيدي.. أطلب منك الإذن للذهاب للبحث عنه .. رد الرئيس' الإذن مرفوض ' وأضاف الرئيس قائلا لا أريدك أن تخاطر بحياتك من أجل رجل من المحتمل أنه قد مات فذهب الجندي دون أن يعطي أهمية لرفض رأيه .. وبعد ساعة عاد وهو مصاب بجرح مميت حاملاً جثة صديقه ...! الرئيس معتزاً برأيه: لقد قلت لك إنه قد مات .. قل لي أكان يستحق منك كل هذه المخاطرة للعثور على جثته؟ أجاب الجندي محتضراً ': بكل تأكيد سيدي .. عندما وجدته كان لا يزال حياً،، واستطاع أن يقول لي: !(كنت واثقاً بأنك ستأتي) {الصديق هو الذي يأتيك دائما حتى عندما يتخلى الجميع عنك العالم الغربي لا يملك أي تصور حقيقي عملي عن العالم العربي بل يوجد لديه انفصال عن الواقع الحقيقي !يعتقد ان معادلاته تصلح لحل مشاكلنا رغم الفشل المتكرر لتطبيقها لدينا ! لم يتعظوا من ثورة الخميني عندما تخلوا عن الشاه وطردوه والان يعضون أصابع الندم ! لم يستفيدوا من تجربة العراق قيل لهم أن يبقوا الجيش العراقي ولكنهم عاندوا والنتيجة مئات آلاف القتلى !هل يعتقدون أن الديمقراطية تحل كل المشاكل ؟! ماذا عملت الديمقراطية لدول أوربا الشرقية عندما سقطت الشيوعية ! ما زالت فقيرة تنهشها البطالة ! يخطئ من يظن أن الديمقراطية هي الحل السحري لكل المشاكل! درستُ الديقراطية الغربية والتاريخ السياسي الغربي وأنا أعيش في الغرب منذ أكثر من عقد من الزمن واعتقد أنها كما وصفتها بمقالي السابق الفيراري والصحراء! الرئيس مبارك قيل الكثير عنه ولكن لنكن موضوعيين ونقرأ تاريخه ! الرجل حارب لبلده وقاتل في سلاح الطيران قبل أن يولد اغلب من هم موجودون في ميدان التحرير ! كانت حربا حقيقية مليئة بالدماء وليست حربا افتراضية بالنت !خلال حكمه لثلاثين سنة لم يقم بأي مغامرة تجلب المصائب لبلده بل وقف مع الحق في تحرير الكويت اكتسبت مصر سمعة دولية معروفة بالاتزان ! البعض ينتقد الاقتصاد !لا اعتقد انه ساحر ليحل مشكلة 85 مليون شخص في بلد قليل الموارد فلا يوجد بترول والغاز بسيط وقناة السويس لا تنتج ذهبا !عمل قدر ما يستطيع حسب إمكاناته !!أما الفساد فلا توجد دولة في العالم شرقية وغربية لا تعاني منه !والذين يتكلمون عن الاقتصاد ليعلموا انه بهذه الازمة مصر تخسر أكثر من 1.6 مليار يوميا، وان2.5 مليون وظيفة مصرية متعلقة بالسياحة تضررت !وان البورصة المصرية خسرت أكثر من 300 مليار ! فالبرغم من تحقيق الغالبية العظمى من طلبات المحتجين إلا أنهم يأخذون الموضوع بشكل شخصي وكأنه انتقام ولا ينظرون إلى المصلحة العليا لمصر أو للامة العربية والاسلامية ! إن الأمن فقد في مصر! وهو من أهم النعم على الإنسان والامة العربية ستترنح وسيصيبها زلزال إن حلت الفوضى بمصر ! هذه الازمة علمتنا دروسا عدة ألا وهي نعمة الأمن وأيضا علمتنا( إن شاء الله أن لا نحتاج إلى صديق غربي فهم أسرع الناس بالتخلي عنك !!) !!Article.footers.caption!!