ارتفع مستوى التثقيف الصحي والغذائي في المملكة في وقتنا الحاضر، وذلك نظراً لانتشار المشكلات الصحية والتغذوية، ولحيرة الناس فيما يأكلون ويشربون ويتداوون. ولازدياد حاجتهم إلى المنشورات السهلة والسريعة، وربما تساهم معلومات بسيطة من أحد مصادر التثقيف في خدمة إنسان يريد تحسين الوضع الصحي والغذائي لنفسه ولأفراد أسرته، وفي الوقت نفسه يريد أن يوفر لنفسه الوقت الطويل والتكاليف المالية الباهظة التي يتطلبها القيام بزيارة إلى ا ستشاري متخصص. خصوصاً إذا كان موضوع الاستشارة بسيطاً ولا يتطلب صرف كل ذلك الوقت وكل تلك التكاليف الباهظة. التثقيف الصحي والغذائي في المملكة بات متيسراً ومتميزاً، وتعد جريدة الرياض أحد مصادر التثقيف العديدة في المملكة، وكانت النظرة الجادة للجريدة إلى مجال التوعية الصحية والغذائية هي السبب الرئيس لفوزها المستحق والإشادة بها في هذا المجال. إذ تقدمت جهات حكومية وأهلية عديدة لجريدة الرياض متمثلة في كل العاملين بها بأطيب التهاني والتبريكات بمناسبة فوز الجريدة بالمركز الأول وحصولها على جائزة التميز الخليجي في مجال الإعلام الصحي. وهذا الفوز المستحق للجريدة سيضاعف مسؤوليتها أمام قرائها لخطف مزيد من الأضواء ومزيد من التميز الإقليمي والعربي ومزيد من السبق الصحفي على مستوى وسائل الإعلام الأخرى. إن هذا الفوز المستحق الذي نالته الجريدة بجدارتها حصل لمساهمتها الجادة في مجال التوعية الصحية والغذائية عبر صفحات عيادة الرياض وغيرها. ولقد تم اتخاذ التوعية كأسلوب للوقاية من المشكلات الصحية والغذائية المنتشرة في المجتمع. وكذلك للتأثير على أفراد وفئات المجتمع وحثهم على تبني السلوك الغذائي والصحي السليم. إن الجمعيات العلمية التابعة لجامعة الملك سعود والمتخصصة في مجال الغذاء والصحة تنظر نفس النظرة الجادة التي تنظرها جريدة الرياض إلى مجال التوعية. وقد أنشأت الجامعة تلك الجمعيات المختلفة التخصصات لخدمة المجتمع. فجميع الجمعيات تهتم بإيصال المعلومات الحديثة والموثقة لأعضائها ولأفراد المجتمع. ولقد تم تحديد رؤيتها وأهدافها وتطلعاتها لنشر المعرفة والثقافة. فمثلاً الجمعية السعودية للغذاء والتغذية إحدى تلك الجمعيات التي تهدف إلى تحقيق تنمية الفكر وتحقيق التواصل وتقديم المشورة وتطوير الأداء وتيسير تبادل الأفكار. وتحقق الجمعية أهدافها بعقد الدورات المتخصصة وإصدار الدوريات العلمية وعقد الندوات ذات العلاقة بمجالات اهتمامها. كما أن لها نشاطات أخرى مختلفة تتم حسب إمكاناتها المتوافرة. إن الهيئة العامة للغذاء والدواء أيضاً مؤسسة حكومية كبيرة تساهم في نشر الثقافة والتوعية الغذائية والصحية من خلال مطوياتها وموقعها الإلكتروني. فهي تساهم في إيصال المعلومات الصحية والغذائية لأفراد المجتمع من مختلف الأعمار والمستويات الثقافية. وتتوافر مصادر تثقيف أخرى مثل وزارة الإعلام ووزارة الصحة ووزارة الشئون البلدية والقروية، وكذلك بعض الجرائد اليومية والمجلات الأسبوعية. لكننا في الختام لا ننظر لجريدة الرياض على أنها واحدة من العديد من الجرائد اليومية، وإنما ننظر إليها كجريدة ذات جودة عالية يقرأها عدد كبير من القراء يومياً داخل المملكة وخارجها. وأيضاً ننظر إليها كجريدة توافرت لها إمكانات كبيرة وإدارة ناجحة تطبق مواصفات عالية الجودة مكنتها من الحصول على المكانة المرموقة، واستحقاق التميز الإعلامي في مجال التوعية الصحية والغذائية. * رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للغذاء والتغذية وأستاذ الحبوب بكلية علوم الأغذية والزراعة بجامعة الملك سعود